ماذا ستفرز مؤتمرات الرياض الثلاثة؟

محمد شريف الجيوسي

هل يمكن أن تفرز مؤتمرات الرياض العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية نتائج استراتيجية مختلفة عما كان عليه الحال قبلها؟

هل صفقات السلاح الأميركي للسعودية لقاء تلك الأموال الطائلة، ستنفّذ، وهل سيتاح للرياض في حال تنفيذها والتدرّب عليها استخدامها وقت وكيف وبمواجهة من تشاء؟

ما هي النتائج المعنوية والعقيدية والمعيشية التي ستتركها الزيارة على الشعب في الخليج، وما رافقها من فخامة وأكلاف وهدايا وتبجيل ومعلقات مديح.

هل سيقبل الكونغرس بشقيه الديمقراطي والجمهوري والشعب الأميركي بنتائج الزيارة، سواء ما تعلق بالاتفاقيات التي وقعت وبخاصة منها صفقات السلاح؟

هل واشنطن مستعدة لانزياح في العلاقات الإقليمية بمواجهة أطراف تابعة أو حليفة أو ليست كذلك كـ قطر وتركيا والأردن و«إسرائيل»… وقد بدأت تظهر معالم سلبية للزيارة، لدى بعض الأطراف آنفة الذكر، ما سيرتب التزامات على واشنطن هل هي مستعدّة لها؟

وهل تُقبل الولايات المتحدة الأميركية على خوض حماقة مباشرة مع إيران، أو تتيح لسواها خوض تلك الحماقة، وهي تعلم يقيناً مغبة ذلك على الخليج و«إسرائيل» وعلى مكانتها الدولية بنتيجة الحرب التي ستسفر عنها… فالحرب على إيران ليست زيارة لمزرعة.

وهل لاحظت الولايات المتحدة الاختلافات الراهنة والتاريخية بين أطراف المنطقة، وألغامها المعرّضة للإنفجار في اية لحظة؟

هل يمكن حلّ التناقضات التي أفرزتها القمم الثلاث على الصعيد العقيدي الوهابي وما تقوم عليه من تشدّد ومحرمات وتكفير، وما أسفر وسيسفر التفريط بها من نخر في أسس العقيدة الوهابية.. ذلك داخلياً، وعلى صعيد الجماعات الوهابية في العالم، وما ستسفر عنه من انشقاقات وتوليد جماعات إرهابية جديدة؟

هل ستقرّب القمم الثلاث من علاقات العرب والمسلمين بالولايات المتحدة أم ستوسع الشقة معها باعتبار أنها استلبت جزءاً من أموال الشعب، وتسبّبت في مزيد من الاختلافات، وباعتبار أنّ الرئيس الأميركي ترامب غير المحبوب أميركياً قوبل بكلّ هذا الاهتمام والتبجيل فيما وجّه إهانات واحتقار للعرب ووعد «إسرائيل» بما تريد، ولأنّ القمم اعتبرت حزب الله «إرهابياً» فيما هو الحزب المقاوم الذي كان الإسهام الأبرز في تحرير معظم الأراضي اللبنانية التي كان يحتلها العدو الصهيوني، والذي لا يزال يشكل إلى اليوم رأس حربة في الصراع ضدّ «إسرائيل».

تبشر المعطيات والوقائع، أنه ستكون للقمم الثلاث أسوأ النتائج على أطرافها العربية والإسلامية فضلاً عن أميركا و«إسرائيل»، حيث انغمست في تعميق الخلافات الراهنة واستدعاء القديم منها، وظهرت خلافات جديدة وتعرّت أنظمة، وجرى التصرف بأموال الأمة فيما لا ينبغي وكُرّم من لا يستحق، بينما تزخر الأمة بالفقر، وبدت أميركا أكثر عداء لآمال الأمة وأنْ لا أمل في تغيير ذلك.. وتكرّس الإرهاب بتكريم رعاته والتضييق على أعدائه.

ولأنّ الأمر كذلك تعمّق الإنقسام في المنطقة، فتكرّس محور المقاومة ومن معه من حلفاء كروسيا والصين وكوريا الديمقراطية الخ.. وأخذ المتضرّرون من ذاك الحلف من داخله كقطر يعودون إلى لعبة الولد المشاكس القادر على الإزعاج وإعادة خلط الأوراق وإسقاط الصديق اللدود على مبدأ عليّ وعلى أعدائي.. ولا بدّ أنّ كلّ المعطيات والوقائع تؤكد مجدّداً انّ المستقبل والنصر لمحور المقاومة، وأنّ السقوط لمحور الإرهاب والرجعيتين العربية والعثمانية ولأميركا و«إسرائيل».

m.sh.jayousi hotmail.co.uk

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى