لافروف: تهديدات «التحالف» لدمشق تمسّ سيادة سورية.. وبوتين ونزار باييف يبحثان اجتماع أستانة المقبل

أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ التهديدات التي يطلقها «التحالف» الذي تتزعّمه الولايات المتحدة الأميركيّة بخصوص الاقتراب من منطقة التنف في البادية السوريّة تمسّ سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة، مشدّداً على أنّ هذه المسائل تحتاج إلى تسوية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النيجيري في موسكو أمس، ردّاً على سؤال بهذا الشأن: «إنّ الولايات المتحدة لم تكتفِ بالتهديد، بل استخدمت القوة في تلك المنطقة والوضع مقلق لأنّه يمسّ سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة، وهذه المسائل تحتاج إلى تسوية، وهذا ما يقوم به عسكريّونا الآن، حيث يتمّ العمل على القناة التي أُنشئت سابقاً لمنع الاصطدامات بين القوّات الروسية الجويّة والتحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة».

وتابع لافروف: «كان من الممكن أن يزداد هذا العمل نجاحاً لو أنّ الولايات المتحدة وافقت، بالإضافة إلى هذه القناة الضيّقة، أن تشارك في العمل على تنسيق مناطق تخفيف التوتر»، مبيّناً أنّ الأعمال جارية في هذا الإطار، وستعرض نتائجها في اجتماع أستانة الذي سيُعقد قريباً.

كما رحّب وزير الخارجية الروسيّ بانضمام الولايات المتحدة، ليس فقط إلى مسائل تجنّب الصِّدامات الجويّة، بل إلى تنسيق أبعاد مناطق تخفيف التوتّر في سورية.

وكان ناشطون تداولوا أمس على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات، يتردّد أنّ تحالف واشنطن ألقاها لتحذير الجيش السوري وحلفائه من التقدّم باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق، علماً أنّ الولايات المتحدة تُقيم قريباً من تلك المنطقة معسكراً لتدريب ميليشيّات إرهابيّة بحجّة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي اليوم مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزار باييف، التحضير لاجتماع أستانة المقبل حول الأزمة في سورية.

وجاء في بيان نشره المكتب الصحافي للكرملين، أنّه «جرى خلال الاتصال بحث جملة من المسائل الملحّة على جدول أعمال العلاقات الثنائيّة والدوليّة، بما في ذلك التحضير لعقد اجتماع أستانة المقبل حول الأزمة في سورية في حزيران المقبل، واجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وافتتاح معرض إكسبو 2017».

من جهته، وخلال تسلّمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الأجانب في العاصمة أستانة، أكّد الرئيس نزار باييف أنّه لا يمكن حلّ الأزمة في سورية إلّا عن طريق الحوار بين الحكومة والمعارضة، مشيراً إلى أنّ هذا هو المبدأ الذي قامت عليه اجتماعات أستانة.

على صعيدٍ آخر، أعلن نائب رئيس إدارة مسائل عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية فلاديسلاف أنطونيوك، أنّ العمل مع منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة أصبح أكثر صعوبة مع الإدارة الحاليّة للمنظمة.

وقال أنطونيوك في بيان أمس أمام لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، إنّه «كلّما مرّ الوقت، أصبح من الأصعب علينا العمل مع القيادة الحالية للمنظمة المذكورة، وبصورة خاصة مع المدير العام للأمانة الفنيّة للمنظمة، الذي يجب أن تنتهي صلاحياته في أيار من السنة المقبلة، والذي يسير للأسف في ركاب من يسمّون أنفسهم أصدقاء سورية».

وأضاف أنطونيوك، أنّه «يجري بذل عمل كبير في ما يتعلّق بإزالة الطابع المسيّس لنشاط المنظمة بشأن سورية، وتسييس عمل هذه المنظمة بشكل عام التي تُعتبر بنية فنيّة صرفة».

وتؤكّد التقارير الإعلامية والوقائع حصول التنظيمات الإرهابيّة في سورية على معدّات ومواد إنتاج المواد الكيميائيّة والغازات السامّة بتسهيلات من النظام التركي، حيث كشف عدد من البرلمانيّين الأتراك أنّ تلك التنظيمات، ومنها «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرهما، حصلت على غازات سامّة من تركيا واستخدمتها فى أماكن مختلفة من سورية.

ميدانيّاً، أعربت وزارة الدفاع الأميركيّة عن قلقها من تقدّم القوات السوريّة بدعم روسيّ باتجاه جنوب سورية، ومن اقترابها من بلدة التنف بحسب ما جاء به مراسل صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» ، التي توجد فيها قاعدة أميركيّة ومعسكر لتدريب المليشيات المسلّحة. وقد بدأت الوحدات الأميركيّة بمغادرة الأراضي السورية باتجاه الأردن، بحسب وسائل الإعلام العربيّة.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري مدعومة بالطيران الحربي، وبين تنظيم «داعش» في محيط مدينة دير الزور.

وذكرت وكالة «سانا» أمس، أنّ وحدات الجيش قضت على 11 مسلّحاً من التنظيم في ضربات مكثّفة على محاور تحرّك مجموعة تابعة له هاجمت النقاط العسكرية في محيط معمل الغاز غرب الفوج 137، عند المحور الجنوبي لمدينة دير الزور.

وأشارت الوكالة إلى أنّ الجيش خاض الليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات من التنظيم في منطقة المقابر ومحيط البانوراما ومحيط اللواء 137، تخلّلتها رمايات مدفعيّة على نقاط إمدادهم ومقارّهم في الرشديّة والحميديّة والشيخ ياسين.

وفي السِّياق، ارتفع عدد ضحايا اعتداءات إرهابيّي تنظيم «داعش» بالقذائف على حيّي الجورة والقصور في مدينة دير الزور إلى 15 شهيدا و52 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء خلال الـ»24» ساعة الماضية.

وذكر مراسل «سانا» في دير الزور، أنّ الإرهابيّين واصلوا استهداف منازل الأهالي في حيّي الجورة والقصور إلى ساعات متأخّرة من ليل أمس، ما تسبّب بارتقاء شهيدين، ليرتفع عدد الشهداء إلى 15 في حين أصبح عدد الجرحى 52 معظمهم من الأطفال والنساء.

وبيّن مدير صحة دير الزور عبد النجم العبيد، أنّه وصل إلى مشفيي الأسد والشهيد أحمد طه هويدي خلال الساعات الماضية 52 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء وبينهم 6 حالات حرجة، لافتاً إلى أنّه تمّ تقديم الإسعافات اللازمة للجرحى، في حين تخضع الحالات الحرجة إلى العناية المركّزة بعد القيام بالتدخّلات الجراحيّة والطبّية المناسبة.

واستشهد أول أمس 13 شخصاً، بينهم امرأة، وأصيب 22 آخرون بجروح جرّاء اعتداء إرهابيّي «داعش» بالقذائف على حيّي القصور والجورة بمدينة دير الزور التي يحاصرها التنظيم منذ نحو 3 سنوات.

من جهةٍ أخرى، أكّد نشطاء أنّ «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، حقّقت تقدّماً جديداً على المشارف الشماليّة لمدينة الرقة، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم خلال الـ48 ساعة الماضية، بالتزامن مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي عدّة ضربات.

وأشارت المصادر إلى سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» على مزرعة الأسدية ومعمل الغاز القريب منها، بمحاذاة الفرقة 17، وباتت نحو 3 كيلومترات تفصل قوّات العمليّة عن أطراف مدينة الرقة.

وفي السِّياق، أكّدت وكالة «إنترفاكس» الروسيّة، استناداً إلى مصدر في وزارة الدفاع الروسية، أنّ «قيادة الوحدات الكرديّة وقادة فصائل «داعش» الإرهابيّة في الرقة توصّلوا إلى اتفاق بفتح ممرّ آمن للإرهابيّين، يمكنهم عبره الخروج من المدينة بشرط أن يتوجّهوا نحو مدينة تدمر». ويبدو أنّ هذا الأمر صحيح، حيث تشير التقارير الواردة من سورية إلى أنّ قوافل إرهابيّي «داعش» خرجت من الرقة باتجاه الجنوب والجنوب – الغربي، حيث كانت الطائرات الروسيّة ووحدات القوّات الخاصة بانتظارها. ويؤكّد المصدر تعزيز المراقبة في محيط تدمر، حيث «تجري مراقبة مستمرة باستخدام طائرات روسيّة من دون طيار على مدى 24 ساعة يومياً على مسارات الخروج من الرقة كافّة، ويبدو أنّها تؤتي أُكُلها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى