زين الدين: الترجمة معبر الثقافات والأفكار الوطنية إلى العالم

رانيا مشوّح

استكمالاً لمسيرة التطوّر الثقافي، وتحفيزاً لممارسة دوره الأساس الراسخ في نهضة الوطن، ونقل ثقافتنا وأفكارنا إلى خارج الحدود، نظّمت الهيئة العامة السورية للكتّاب مؤتمراً صحافياً في مقرّ الهيئة للإعلان عن الندوة الوطنية للترجمة، وذلك تحت رعاية وزير الثقافة محمد الأحمد.

الندوة تحمل عنوان «الترجمة في سورية… مشكلات وحلول»، ويشارك فيها كل من: وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتّاب، اتحاد الكتّاب العرب، جامعة دمشق، المعهد العالي للترجمة، واتّحاد الناشرين السوريين، وستقام في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق

وخلال المؤتمر، تحدث الدكتور ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتّاب قائلاً: نحن هنا اليوم للإعلان عن ندوة حول الترجمة تحت عنوان «الترجمة في سورية: مشكلات وحلول»، حيث أعلنّا عنها باكراً، فهي ستقام في 30/9/2017 في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق برعاية كريمة من وزير الثقافة، وستكون حصيلة جهود متعدّدة، ليس فقط الهيئة العامة السورية للكتّاب، إنّما هناك أطراف أخرى أسعدتنا لأنها لبّت دعوتنا، ومنها جامعة دمشق ممثّلة بالمعهد العالي للترجمة، وأيضاً اتحاد الكتّاب العرب ممثّلاً بجمعية الترجمة الموجودة فيه، واتحاد الناشرين العرب وغيرهم.

وأضاف: الندوة ستكون حصيلة جهد مشترك للجميع، واليوم قمنا بتشكيل لجنة ستقوم بالتحضير والإشراف على هذه الندوة. مهمّة هذه اللجنة منذ اللحظة البدء بالتحضير لأعمال الندوة، كاستقبال البحوث والتكليف بإعداد بحوث خاصة ضمن موضوعات متخصّصة.

وقال: إنّ وضع الترجمة، على رغم الأزمة التي نمر بها، بألف خير. هناك أعمال صدرت مترجَمة عن لغات متعدّدة سواء في الهيئة أو في دور النشر الخاصة، لكن علينا أن نرى هذا الواقع من منظار العلم والتحليل، وأن نعالج مشكلات كثيرة، وهذا هو هدف الندوة الأساس.

وعن الترجمة العكسية ووواقعها في سورية قال زين الدين: نحن مقصّرون في هذا الجانب سواء اتحاد الكتّاب العرب أو الهيئة العامة للكتّاب أو جهات أخرى معنيّة بذلك. والأسباب كثيرة، ربما بسبب ضعف الإمكانيات لم نعطِ هذا الجانب ما ينبغي أن يُعطى. إنّ نقل ثقافتنا وآراءنا إلى لغات أخرى، يأتي بالدرجة الثانية للأسف، وهذا ما نسعى إلى تطويره ضمن الإمكانيات المتاحة لدينا.

كما أشار زين الدين إلى إضافة بند تكريميّ للمترجمين تحت رعاية وزير الثقافة محمد الأحمد.

وعن أهمية الندوة، تحدّث إلى «البناء» مدير مديرية الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتّاب حسام الدين خضور قائلاً: هذا المؤتمر لإطلاق الندوة الخاصة بالترجمة. الندوة مخصّصة للبحث في مشكلات الترجمة في سورية والبحث عن حلول يمكن أن تقترَح لها. وهذا مؤشر على أهمية الترجمة في حياة البلد التنموية وتطوير البلد وتحديثه. وهذا تقليد سنويّ أيضاً يقام سنوياً لمناسبة اليوم العالمي للترجمة في 30 أيلول. ونحن حريصون على استمرار هذا التقليد في حياتنا الثقافية.

وفي الإطار نفسه، قال مدير التأليف في الهيئة العامة السورية للكتّاب نذير جعفر: الترجمة جسر التواصل مع العالم كلّه ومع الثقافات الإنسانية، وهذه الندوة ستحفل بموضوعات عدّة وستناقش جملة من القضايا الخاصة بالترجمة، منها واقع الترجمة الحالي من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، ثمّ مشكلات الترجمة وأنواعها وكيفية النهوض والتفاعل مع الثقافات الأخرى. ستكون هذه الندوة على غاية من الأهمية كونها ستضع أسساً جديدة للتعامل مع هذه القضايا الخاصة للترجمة.

أما نهى ونّوس مديرة المعارض في الهيئة العامة السورية للكتّاب فقالت: دورنا في مديرية المعارض أن نفرّق ونوزّع كلّ الكتب المترجمة لكلّ منافذ البيع لتصل إلى السادة القراء لتلبية أذواقهم. نحن حريصون على وصول هذه الكتب إلى كل منافذ البيع وفي المحافظات كافة. بالنسبة إلى الكتب المترجمة هي كتب تشهد إقبالاً شديداً بحسب الإحصاءيات التي نملكها، لأنها تنقل معارف وثقافات في كافة مجالات المعرفة، لذلك نحن حريصون على تطويرها من خلال ندوات كهذه. هذه الندوة باعتقادي سيكون لها صدى قويّ لأننا كلّما ركّزنا على نقاط الترجمة سيتم تبادل المعلومات عالمياً، لأنها لكتّاب ومترجمين على مستوى عالٍ من الثقافة والإبداع.

وعن دور اتحاد الناشرين في الندوة قال رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ: أهم ما يمكن لهذه الندوة تحقيقه، وضع خطة وطنية للترجمة. هذه الخطة لها عدّة محاور كاختيار عدد من العناوين العالمية التي راجت في بلدانها، ونقلها ضمن خطة معينة لتترجمها إحدى الجهات المشاركة في الندوة، وعرضها للنشر من عدّة جهات سواء عامة أو خاصة، وتصبح هناك آلية لتعميمها ونقلها وإيصالها إلى القرّاء من خلال التسويق والتوزيع. هذا المفعول يعطي بُعداً للندوة.

وأضاف: دور النشر السورية لديها كتب كثيرة تُرجمت إلى عددٍ من اللغات، لكن آلية الترجمة لدينا غير واضحة المعالم لأن غالبية العمل خاص وغير واضح. قريباً سيتم التعامل بيننا وبين دور نشر صينية وسنطلق هذا للعلن حيث ستصبح هناك آلية للترجمة المتبادلة بين البلدين، وسيدخل هذا الموضوع تحت بنود الندوة التي ستقام قريباً.

أما عن غياب دور المعهد العالي للترجمة عن واقع الترجمة الحالي، فحدّثتنا الدكتورة لميس عمر: دور المعهد العالي للترجمة في غاية الأهمية في حركة الترجمة، لأنه يقوم على تدريب الطلاب وتخريجهم بشكل سنويّ. وأهمّ ما يميّز هؤلاء الطلاب أنهم من اختصاصات مختلفة. ليست فقط اختصاصات لغوية أو أدبية، لدينا عدد من الأطباء والمهندسين وخرّيجي كلّيات الآداب والكلّيات المختلفة، فإذا ما عملنا على الربط بين خرّيجي المعهد ودور النشر الخاصة أو سوق الترجمة أو المؤسسات العامة المعنية بالترجمة، نكون قد استفدنا وعملنا على تحفيز الجيل الجديد من المترجمين. ولكي نعمل بشكل تخصّصي في الترجمة لأنها وبرأيي ليست عملاً فكرياً فقط، إنما لها دور في العمل الدعائي وخصوصاً في وضعنا الحالي. لذا يمكننا الاستفادة من الخبرات الجديدة عبر تحفيزها وتشجيعها بحيث نقوم باستثمار ما يمكن أن تنتجه فكرياً وما يمكن أن ينعكس على الثقافة والمجتمع السوري، ومن هنا يأتي دورنا وأهميته في الندوة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى