ليلة الإطباق على الصفقة…

معن حمية

لم يُكتب لعناصر تنظيم «داعش» الذين خرجوا ذات ليل من مدينة الرقة، أن يصلوا إلى الوجهة التي يقصدونها، ولا استطاعوا العودة من حيث أتوا. فقافلتهم وقعت ليل 30 أيار في مصيدة الطائرات الروسية، وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإنّ طائراتها قصفت القافلة ودمّرت رتلاً من الآليات وقضت على أكثر من 80 عنصراً من «داعش». ولم يغفل بيان الدفاع الروسية الإشارة إلى أنّ قافلة مماثلة لـ «داعش» كانت خرجت من الرقة باتجاه تدمر في 25 أيار الماضي، تمّ التعامل معها والقضاء على عناصرها، وأنّ روسيا ستتصدّى بقوة لأيّ محاولة لخروج عناصر «داعش» من الرقة باتجاه تدمر.

إنّ رصد خروج عناصر «داعش» من الرقة واستهدافهم من قبل الطائرات الروسية أمر طبيعي، حيث إنّ روسيا تؤازر سورية في الحرب ضدّ الإرهاب، لكن السؤال، كيف يعبر هؤلاء العناصر نهر الفرات ويخرجون من الرقة، في ظلّ وجود «قوات أميركية وفرنسية وبريطانية خاصة» تطوّق الرقة وإلى جانبها فصائل مسلحة تحمل اسم «قوات سورية الديمقراطية»؟

المصيدة الروسية، حققت أمرين في آن، فإلى الإطباق على عناصر «داعش»، كشفت عن وجود تنسيق بين «داعش» وبين القوات التي تقوم بتطويق الرقة، وأنّ هذا التنسيق قائم على أساس صفقة كبرى تقضي بأن يخلي تنظيم «داعش» مدينة الرقة تدريجياً، وتأمين الممرّات له كي يتمدّد على أراضٍ سورية جديدة، وهذا يمنح القوى التي تطوّق الرقة فرصة إعلان انتصار وهمي في الرقة، على غرار ما حققته تركيا في بعض المناطق السورية.

وإلى حين انكشاف كلّ ما انطوت عليه الصفقة، فإنّ المؤكد أنّ هناك قوى وأطرافاً على تنسيق تامّ مع «داعش»، فهل هي الولايات المتحدة الأميركية التي تقود تحالفاً دولياً ضدّ الإرهاب… أم ما يُسمّى «قوات سورية الديمقراطية»؟

واشنطن لم تنبس ببنت شفة بعد، وما رشح عما يسمّى «قوات سورية الديمقراطية» نفي يتيم أعلنه المتحدث باسم «وحدات الحماية» حيث رجّح أن تكون الحكومة التركية قد أجرت اتصالات مع التنظيم الإرهابي!

صحيح أنّ تركيا على تنسيق مع «داعش»، لكن من يطبق الحصار على الرقة قوى دولية ومجموعات محلية معروفة، وهذا دليل جديد يوكد أنّ تركيا والسعودية وقطر ليست وحدها الدول التي تنسق مع الإرهاب، بل هناك كثر غيرها يمنحون «داعش» تصاريح خروج آمن من الرقة باتجاه مناطق أخرى.

في ليلة الإطباق الروسي على صفقة الخروج الداعشي من الرقة، يتأكد للملأ أنّ «داعش» ليس عدواً لكلّ من يدّعي محاربته…!

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى