دفق الحياة زخم الوجود 12

اياد موصللي

يا رفقائي… كثيرة هي المخاوف، كثير هو القلق والخوف عندكم… تتوجّسون خوفاً من هذه التشرذمات والانقسامات في صفوفنا وبين المتربّعين على أسماء المراكز وكراسيها رغم فقدهم لسطوتها ومعانيها… قال الزعيم: لا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…

لذلك ما ترونه وتعيشونه هو يفرحني ولا يقلقني لأنه دليل على أننا نحارب وحربنا متعدّدة الجبهات، لذلك ظاهرها انقسام وتشرذم لأنها قوة الحياة، والإيمان والثقة… فلولا القوة والإيمان لانزوينا وقبعنا في زاوية نمسح الدموع ونبكي مجداً هدمناه وزعيماً فقدناه وعقيدة أضعناها… لا وألف لا اننا أقوياء ونظامنا أساساً ليس له إلا مفهوم واحد… هنالك مثل عامي يقول «ومن الحب ما قتل».

ان تَشرْذمنا ونحن ندافع عن العقيدة والنظام دليل حياة ولكنه ليس دليل انتظام من أجل هذا علينا ان نرفع راية النظام في حربنا لحماية حزبنا نتنادى لنوحّد السير في الطريق الواحد ونضع حداً للتفسيرات والانتهازات والطموح الفردي…

قال سعاده: لقد أثبت القوميون الاجتماعيون انهم ليسوا بمتراجعين عن عقيدتهم وانهم ماضون ليحققوا آخر غرض من أغراضها وآخر حرف من حروفها. لذلك هم يثبتون بثباتها…

نحن القوميون الاجتماعيون، نفتخر بأننا حاربنا بشيء أساسي بوعينا لحقيقتنا وإيماننا بها، ولم نَحتج إلى الميعان للإبقاء على نفوسنا، اننا نعتقد انّ لنا نفوساً لا يمكن ان تذوب وتفنى، قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود. ولا يمكن ان تزول، وفي حربنا لم نستغث، في جهادنا لم نطلب نجدة ولم نستنجد، في جهادنا حملنا حقنا وسرنا مؤمنين.

انّ النهضة القومية الاجتماعية قد وضعت على أكتافكم عبئاً كبيراً عظيماً، لأنها تعرف انّ أكتافكم أكتاف جبابرة وسواعدكم سواعد أبطال.

لذلك نحن حركة صراع، لذلك نحن حركة قتال، حركة صراع بالمبادئ التي نحمل، وقتال بالدماء الحارة التي تجري في عروقنا والتي سوف تحوّل أرض هذا الوطن الى وطن الزوبعة الحمراء المنطلقة لتحطيم كل نذالة وكل قبح، ولتصل بهذا الشعب الى المجد».

انني عندما أرى الانقسامات والفرقة لا أخاف لأنني أعرف انّ حب العقيدة والخوف عليها تتنوّع نوازعه ودرجة القلق والحرص فينتج عن هذا كله حرارة نفسية وغضب وقلق وبحسب هذه الدرجات تظهر التباينات ولكنها كلها في المحصلة نتيجة الخوف والقلق على العقيدة كما قال سعاده: إنّ أبسط القوميين الاجتماعيين هو أمتن عقيدة وأعرف بنجاح القضية القومية الاجتماعية من أمهر السياسيين وأخبثهم..

لذلك ما ترونه دليل حبّ وإخلاص للعقيدة وأنا مطمئنّ لهذا التحرك الذي هو حرب على الانحراف والمنحرفين ولاعبي الكشاتبين… حاربوا ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى