أميركا .. وسعار الخلاف الخليجي القطري

معن حمية

قطعت السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها كاملة مع قطر، وكذلك فعلت مصر. وصدرت بيانات متزامنة، تعزو سبب القطيعة إلى دعم تقدّمه قطر للإرهاب والتطرّف وجماعة «الاخوان المسلمين».. وكانت حصلت أزمة في العام 2014، على خلفية دعم قطر للإخوان المسلمين في مصر وأميرهم محمد مرسي، لكن الأزمة حينذاك لم تصل حد القطيعة و»الاستعداء».

الإمارة القطرية النائمة على شراكة خليجية وخطط تكامل اقتصادي، وعملة خليجية موحّدة، استفاقت وحدودها البرية مع السعودية وممراتها البحرية وخطوطها الجوية مع الإمارات والبحرين والسعودية ومصر مقفلة كلها، ما شكّل مفاجأة صاعقة، خصوصاً أنّ قطر قدمت كل ما يلزم من صكوك «البراءة» مما نسب إلى أميرها تميم بن حمد، بعد خرق موقع وكالة أنبائها الرسمية. كما أن الأسباب المعلنة لهذه القطيعة أي دعم الإرهاب ، لا تتحمّلها قطر وحدها، بل سائر الدول الخليجية التي استخدمت المجموعات الإرهابية أداة في الحرب ضد سورية وضد دول أخرى. وهنا تحتلّ السعودية موقعاً أول وتنافس قطر في دعم وتمويل المجموعات الإرهابية المتطرّفة.

إذاً، ما الذي يجعل دولاً متكافلة ومتضامنة لدعم الإرهاب، تختلف على هذا العنوان؟.. أم أن الخلاف صار مستحكماً بين قطر والسعودية على قواعد «عقائدية»، وتحديداً بين نهجين دمويين، نهج الإخوان المسلمين، ونهج الوهابية المنتشرة في البحرين والإمارات وبعض الدول الأخرى!؟

وما هي حقيقة وقوف الولايات المتحدة الأميركية وراء هذا الهيجان الخليجي البيني، وما مصلحتها؟ وهل حقاً أن دونالد ترامب صار داعية يريد تثبيت الخليج كله على نهج الوهابية، طالما أن هذا المذهب ينفّذ سياسات أميركا وإملاءاتها ويدفع لها البدلات المالية المطلوبة!

البعض يرى أنّ ما يحدث بين دوّل الخليج، إنما يتم بأمر عمليات أميركي، وهذا ليس صائباً، لأن قطر بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية مجرد أرياف تتبع لقاعدة «العديد» الأميركية،.. وإذا كانت تغضّ الطرف عن هيجان الثور السعودي، فكرمى للمليارات التي وضعتها السعودية في الخزائن الأميركية.

قطر محمية أميركياً،.. وحين يقبض ترامب من قطر أضعاف ما دفعته السعودية، سيضع حداً لتفاقم الخلاف الخليجي، وإن استمرت التداعيات طويلاً، على قاعدة «وظلم ذوي القربى أَشَد مضاضة…». هو الظلم الذي مارسه هؤلاء العربان، وفي مقدّمهم قطر والسعودية على سورية. ظلم لم يقتصر على قطع علاقات دبلوماسية وتجارية، بل تعدّاها إلى قطع أعناق السوريين عبر الأدوات الإرهابية التي أنشأوها كـ«داعش» و «النصرة» وأخواتهما، ونشر الخراب والدمار في سورية.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى