لندن: لإيجاد حلّ فوري للأزمة الخليجية

دعا وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أمس، الدول المقاطعة لقطر إلى «تخفيف الحصار المفروض عليها، ولإيجاد حل فوري للأزمة».

جاء ذلك في بيان للخارجية نشره الموقع الرسمي للحكومة البريطانية على موقعه الالكتروني، عقب لقاء أجراه جونسون مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأعرب جونسون عن «قلقه من الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول العربية ضدّ دولة قطر الأسبوع الماضي».

وقال وزير الخارجية البريطاني: «إنني قلق من الإجراءات القويّة التي اتخذتها السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين ضدّ شريك هام».

وأضاف «إني أدعوهم لتخفيف الحصار عن قطر، كما أدعو جميع الدول لاتخاذ خطوات فورية لتخفيف تصعيد الموقف وإيجاد حل سريع عبر وساطة».

في سياق متصل، أعلنت الخارجية الفرنسية «أنّ الوزير جان إيف لو دريان استقبل نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس»، مشدّدة على أنّ «محاربة الإرهاب ومنابع تمويله أولوية لفرنسا».

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، في بيان أمس، إنّ «لو دريان أجرى اتصالات ولقاءات عدة، لبحث الأزمة بين قطر وباقي الدول الخليجية».

وأضاف نادال أنّ «لو دريان كان بحث أزمة الخليج، مع السلطات المصرية، أثناء زياته للقاهرة في الثامن من حزيران الشهر الحالي».

ولفتت الخارجية الفرنسية، في سياق بيانها، إلى أنّ «كلنا التزام بالاندماج في المنطقة الذي يشكل ضمانة للاستقرار، ونتمنى أن تتم حلحلة التوترات الحالية بين دول المنطقة عبر الحوار».

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، «إنّ بلاده مستعدة لتقديم المساعدة لقطر»، مضيفاً: «سنواصل التبادلات التجارية الطبيعية معها، بحسب وكالة «رويترز».

من جهتها، قالت إيطاليا وقطر في بيان مشترك، أمس، إنهما اتفقتا على استمرار تعاونهما الاقتصادي والمالي الوثيق، بما يشير إلى دعم إيطاليا للبلد الخليجي.

وقال البيان القطري الإيطالي المشترك: «عُقد الاجتماع في مناخ ودّي للغاية، بما يتماشى مع الوضع الممتاز للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين».

كما وصل إلى جدة السعودية أمس رئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف.

وذكرت وكالة الأنباء الباكستانية أنّ شريف يزور السعودية في زيارة تدوم يوماً واحداً، «في ظل الوضع السائد بين دول الخليج»، في إشارة إلى قيامه بوساطة لحل الأزمة الخليجية بين قطر من جانب والسعودية والإمارات والبحرين من جانب آخر.

بدوره، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد «إنّ التقريب بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي واجب لن يتخلّى عنه».

من جهته، أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، استعداد بلاده لأداء دور وساطة في الأزمة الخليجية.

وقال معصوم في مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية «نحن مستعدّون لبذل كل جهودنا من أجل تقريب وجهات النظر والوساطة لحل أيّ مشكلات أو خلافات بين الدول الشقيقة سواء الخليجية أم غيرها، مدفوعين بعامل الصداقة والعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة».

في السياق نفسه، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنّ بلاده «على استعداد للجلوس والحوار مع الدول المقاطعة لها حول هواجسها وافتراضاتها بتدخّلنا في شؤونهم وتأثير سياستنا على أمنهم».

جاء هذه في مؤتمر صحافي في العاصمة الفرنسية باريس التي وصلها الوزير القطري أمس، ضمن حراك دبلوماسي يقوم به لتوضيح حقائق الأزمة الخليجية من وجهة نظر بلاده.

ووصف آل ثاني الإجراءات التي تفرضها تلك الدول على بلاده مثل إغلاق الحدود وتفريق العوائل والانتهاكات الحقوقية بأنها «جائرة وتعسفية وغير قانونية»، ودعا إلى «وقفة حازمة ضدّ تلك الإجراءات».

وفي ردّه على سؤال بشأن مطالب الدول المقاطعة بتغيير سياسة قناة «الجزيرة» والسياسة الخارجية لقطر، قال آل ثاني: « الجزيرة شأن داخلي وسياستنا الخارجية أمر سيادي وليس لأحد الحق أن يُملي علينا ما نقوم به».

ووصف الاتهامات التي توجهها الدول المقاطعة لبلاده بأنها «اتهامات مرسلة تحوي خليطاً من التناقضات».

وبيّن أنّ «وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ما زالت متواصلة»، مؤكداً «دعم بلاده لجهود الوساطة»، مشدداً على أنّ «خيارها الاستراتيجي هو الحوار».

ونفى آل ثاني دعم قطر لـ«الإخوان المسلمين»، وشدّد على أنّ بلاده «تتعامل مع الحكومات، وإذا كانوا الإخوان في السلطة نتعامل معهم»، مشيراً إلى أنّ قطر «لا تدعم حماس ، وإنما تدعم أهل غزة وفق آليات واضحة».

ولفت الوزير القطري إلى أنّ بلاده «كانت تستضيف المكتب السياسي لحماس وحالياً أصبح داخل فلسطين، وكنا نستضيف المكتب لدعم المفاوضات بين الحركة و فتح للوصول إلى المصالحة الوطنية».

في سياق آخر، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، سفيري المملكة العربية السعودية في أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي والإمارات العربية المتحدة خليفة شاهين المرر والقائم بالأعمال البحريني كميل أحمد.

وتطرّق جاويش أوغلو إلى «النشاط الدبلوماسي الذي تجريه تركيا حول التوتر الذي تشهده منطقة الخليج العربي».

من جهة أخرى، اتهم الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية الولايات المتحدة «بإذكاء النار» في الأزمة بين قطر ودول خليجية.

وقال أكبر الباكر، خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أمس، «إنّ الولايات المتحدة يجب أن تقود محاولة كسر هذا الحصار وألا تجلس وتشاهد ما يحصل لتصب الوقود على النار».

أشار الباكر إلى أنه لا يرغب بالتعليق مباشرة على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لكنه أضاف بأنه شعر «بالاستياء الشديد» لكيفية معاملة قطر من قبل الولايات المتحدة، خاصة «وأنها دولة ملتزمة بمحاربة الإرهاب».

كما طالب الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية منظمة الـ «إيكاو» تابعة للأمم المتحدة بإعلان «عدم قانونية» الإجراءات، التي اتخذتها دول خليجية تجاه حركة النقل الجوي القطري.

ووجّه مناشدته إلى المنظمة الدولية للطيران المدني إيكاو التابعة للأمم المتحدة والتي تدير اتفاقية شيكاغو التي تضمن حرية تحليق الطيران المدني. وقال «لدينا قنوات قانونية لمعارضة هذا، الإيكاو يجب أن تشارك بقوة وأن تلقي بثقلها لكي تعلن أنه إجراء غير قانوني».

على صعيد آخر، أكد مصرف قطر المركزي، أمس، على «استمرار التعاملات والإجراءات البنكية والمصرفية في دولة قطر، بصورة طبيعية من دون تغيير».

وقال عبدالله بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية القطرية قنا ، إنّ «التعاملات مستمرة سواء تلك المالية المحلية، أو بين القطاع المصرفي القطري والبنوك الخارجية».

وأضاف أنّ بلاده، «تواصل وبحرية كاملة، تحويل الأموال من داخل الدولة وإليها، وفقاً للأنظمة المصرفية المتبعة محلياً وعالمياً».

وزاد محافظ مصرف قطر المركزي: «المصرف المركزي لديه احتياطيات عملات أجنبية، تكفي لتغطية جميع الالتزامات المترتبة على البلاد».

وشدّد آل ثاني على أنّ «مستويات السيولة في القطاع المصرفي القطري، جيدة، وتلبي متطلبات العملاء كافة».

ولفت آل ثاني، إلى أنّ «المصرف لديه الأدوات النقدية والمالية الكافية، والقادرة على ضمان عمل القطاع المصرفي في الدولة بشكل طبيعي».

ويوجد القطاع المصرفي القطري على نطاق واسع، في مناطق عدة حول العالم، تشمل مراكز مالية عالمية في آسيا وأوروبا، الأمر الذي يزيد من مرونة وقدرة البنوك والمؤسسات المالية القطرية على أداء مهامها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى