أين سيردّ التحالف الأميركي على الوصول للحدود العراقية؟

حميدي العبدالله

لا شك أنّ التقدّم الكبير الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في البادية السورية، وتحديداً الوصول إلى الحدود العراقية، غيّر معطيات الصراع الاستراتيجي في سورية وأفسد الكثير من المخططات الأميركية، وجعل الخطط الأخرى أقلّ أهمية مما كان عليه الحال لو لم يصل الجيش السوري إلى الحدود العراقية.

من يتابع ما كتبته مراكز الأبحاث الأميركية، ولا سيما «معهد واشنطن» ذراع «إسرائيل» الفكرية في الولايات المتحدة عن معركة البادية قبل وصول الجيش السوري إلى الحدود العراقية، يدرك أهمية ما تحقق عبر هذا الإنجاز من تغيير استراتيجي في الصراع الدائر في سورية، فما تحقق لم يسقط فقط مخطط إقامة هلال عازل يمنع تواصل دول منظومة المقاومة والممانعة برياً، بل إنه عطل فاعلية الكثير من الأوراق التي أمسكت بها الولايات المتحدة داخل سورية، سواء قاعدة التنف، أو الوجود العسكري الأميركي في مناطق سيطرة الأكراد بذريعة قيادة تحالف لمحاربة داعش.

في ضوء حجم هذا الإنجاز يتساءل الكثير من المواطنين والمحللين والخبراء عما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة للردّ على هذه الخسارة الكبيرة والاستراتيجية.

واضح أنّ جميع خيارات الولايات المتحدة في سورية محكومة بقيدين لا يمكن تجاهلهما على الإطلاق. أولاً رغبة الولايات المتحدة بتحاشي أيّ صدام مباشر مع روسيا في سورية، وهذه رغبة تدعمها جميع التيارات في الولايات المتحدة، بما في ذلك المعسكر الذي يدعو إلى تورّط عسكري أميركي أوسع في سورية. ثانياً معطيات الوضع الميداني في ضوء حجم مناطق سيطرة الجيش السوري وحلفائه وما رسمته هذه السيطرة من معادلات ميدانية لا يمكن تجاهلها، حيث لا تترك أمام المخططين الأميركيين سوى مبادرات تكتيكية من نوع الهجمات والاعتداءات التي شنّتها الطائرات الأميركية بذرائع مختلفة ضدّ القوات السورية، بدءاً من الهجوم على جبل الثردة لخدمة داعش في دير الزور مروراً بالاعتداء على قاعدة الشعيرات، وانتهاء بالاعتداءات التي حاولت إعاقة وصول القوات السورية إلى الحدود العراقية.

ما هو محتمل من ردّ أميركي يمكن توقعه عبر تسريع معركة السيطرة على الرقة أولاً، وثانياً تسهيل انتقال داعش من الرقة إلى دير الزور بهدف السيطرة عليها لخلق مبرّرات لاحقة لسيطرة التحالف الأميركي على المدينة قبل وصول الجيش السوري إليها، وربما العودة لتحريك الجبهات عبر محافظة إدلب إذا تعاونت تركيا لإلهاء الجيش السوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى