الأحمد: الأمم العريقة تُبدع فنّاً في الأزمات

رانيا مشوّح

للطفولة وجوه متعدّدة تتّسم ملامحها ببراءة مقتنيها. لكن استعار الحرب على سورية، حمّل أطفالها مسؤوليات كبيرة تفوق تقاسيمهم الصغيرة، فأثبتوا أنّ للبراءة وجوهاً أخرى بريقها الإبداع والجمال، تتجاوز الحدود بطاقة من أمل، ترفد الغد بحبّ وسماح.

ولِما يضفيه التكريم على روح الطفولة، وحرصاً منها على السلامة الثقافية لدى الجيل الجديد، قامت وزارة الثقافة السورية ممثّلةً بالوزير محمد الأحمد، بتكريم الطفل قيس الصفدي، عازف البيانو والطالب في معهد صلحي الوادي، الذي شارك في مهرجان «موسيقى الأجيال» الروسي.

نُظّم حفل التكريم في مبنى وزارة الثقافة العامة في دمشق، وتحدّث الأحمد خلال الحفل قائلاً: مشاركة طفلنا قيس الصفدي في مهرجان موسيقى الأجيال في روسيا، وعزفه على آلة البيانو في القصر الذي يُنصّب فيه الرئيس الروسي، إنجاز كبير للثقافة السورية. سورية تتكدس فوق سنوات من الحضارة لذلك كانت مستهدفة. دائماً الأمم المستهدفة هي أمم تنام على ماضٍ عريق وعلى سنوات من التجذّر، من الحضارة والتاريخ. ولذلك عانت سورية ما عانته لأننا أمة مجيدة وتملك ما لا يملكونه.

وأضاف: مشاركة قيس في هذا المهرجان في وقت تعتبر الموسيقى متقدمة جداً، هذا إنجاز كبير لسورية ولوزارة الثقافة وللفن السوري. سورية البلد المجيد تتجدد فيه إفرازات الثقافة، إن كانت موسيقى أو فنّاً تشكيلياً أو سينما أو مسرحاً. سنوات الأزمة أفرزت فنّاً عظيماً في كل المجالات التي ذكرت. فالأمم العريقة في سنوات التحدّي تجود بأفضل ما لديها. هذه المناسبة مرتبطة بحضارة وثقافة سورية ومرتبطة بالدعم السياسي الذي تقدّمه الحكومة السورية للمبدعين. مشاركة قيس في موسكو توبعت من أعلى الجهات وهذا دليل أننا نحتفل بالثقافة كل يوم وليس في المناسبات المخصّصة لها فقط. وهنا أشكر رعاية الرئيس بشار الأسد لما تقوم به وزارة الثقافة من أنشطة ثقافية وفنية وأدبية متنوّعة، وأهنّئ قيس ومعهد صلحي الوادي على أمل أن يقدّم مواهب جديدة واعدة.

وعن دور وزارة الثقافة في رعاية المواهب الفنية قال الأحمد: نحن نؤمن دائماً أن وظيفة الوزارة ليست في إيجاد مبدع، إنما منحه فرصة. أنا لا أستطيع أن أجلب غزوان الزركلي أو بدوي الجبل في كلّ دقيقة، إنما أن نوفر الفرص لتكون هناك أسماء كبيرة. نحن نتمنّى لقيس مستقبلاً جميلاً ونحن سنرعى موهبته وكافة المواهب الأخرى.

كما تحدّث الطفل المُكرّم قيس الصفدي إلى «البناء» عن مشاركته في المهرجان فقال: شعرت بالمسؤولية الكبيرة خلال مشاركتي في المهرجان لأنني كنت الممثل الوحيد لوطني سورية، ومن واجبي أن أتدرّب بشكل أكبر لأمثلها في مهرجانات عالمية كبرى مقبلة.

وعن أهمية التكريم قال الصفدي: هذا التكريم يعطيني دفعاً كبيراً إلى الأمام، ويقدّمني للجمهور السوري بصورة خاصة. ويجب على كل طفل موهوب، أن يعمل على نفسه ليحقّق طموحه.

في حين تحدّث فادي عطية مدير معهد صلحي الوادي للموسيقى قائلاً: هذه المشاركة هي إثبات وجود للموسيقى السورية في المحافل الدولية وهذا هام جداً لنا. ما ننتجه في هذا الظرف الصعب يثبت أن لدينا القدرة على إثبات وجودنا ونكون منافسين. وأشكر كل أساتذة المعهد الذين كانوا وراء هذا الاستمرار والمحافظة على السوية. وأشكر أطفالنا بشكل أساس لأن المساعدة تأتي للأطفال لكن دورهم يبقى الأكبر.

وعن المهرجان قال عطية: المهرجان هو مهرجان دوليّ يستضيف كحدّ أقصى عشر دول من العالم. يكون من كل بلد طفل تحت 14 سنة. وهذه السنة كانت تسع دول من ضمنها سورية، ووقع اختيارنا على قيس بعد مروره على لجنتين رشّحتا اسمه. لجنة تكوّنت في المعهد ولجنة تكونت في دار الأوبرا. كما كان أصغر المشاركين. هذه المشاركات لا جوائز لها، المشاركة هي الجائزة والتي تثبت من خلالها وجودك ومن خلال القدرة على التأثير والعمق الموسيقي. وقع اختيارنا على قيس لأنه كان ضمن العمر المطلوب وموسيقيّ على مستوى، ولدينا أمل كبير به. وفي الوقت نفسه حضوره الجميل على المسرح وسرعة تلقّيه، حيث لم نكن نملك سوى شهر واحد لإنجاز العمل الذي سيُقدَّم في المهرجان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى