قالت له

قالت له: الحبّ قد يستدعي فراقاً.

فقال لها: متى؟

قالت: عندما يصير البقاء سبباً للشقاء.

فقال: ومتى؟

فقالت: عندما نفقد القدرة على العطاء.

فقال: ومتى؟

قالت: إذا أصابني مرض قاتل أنسحب.

فقال: وإن أتاكِ سفر لعمل أو درس أو زواج وكله مناسب؟

قالت: أعطيك الأفضلية.

قال: أفضلية الاختيار أم أفضلية الخيار؟

فقالت: أوازن بين ما تقدّم وما تطلب منّي أن أقدّم.

فقال: هذا حق الشفعة بأن أقدّم العرض ذاته وأفوز.

قالت: ألا تظن أن الحب يكون قد استهلك الكثير من الفرح مع الزمن، والأجمل أن يبقى ذكرى من أن يستهلك حزناً مع زمن قادم، وليدع الحزن لسبب سواه ؟

قال: كل تبريراتنا بالذهاب لحزن قاهر هي غلاف لفرح كامن نعزي بقوله الآخر.

قالت: ألا تصدّقني أني أحبّك؟

قال: بلى، ولكنني أصدّق أنك تغادرين لأن ثمة نهر دافق أقوى من نهر الحب، وقادر أن يرويك عوضاً منه.

فقالت: ربما، ولكن دعنا لا نفسد لحظة من لحظات ليس منها الكثير بعد.

قال: أفضّل أن تبقى الذكرى بلا تشوّهات المجاملات… ومضى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى