مواقف أشادت بدّعم إيران اللامحدود للقضية الفلسطينية: لتحصين مخيّمات الشتات واستعادة دورها في النضال

أشادت المواقف الصادرة أمس لمناسبة يوم القدس العالمي، بدعم إيران للقضية الفلسطينية وعدم التخلّي عنها في أيّ ظرف من الظروف، مؤكّدة أنّ القدس لن تعود إلّا بسواعد المجاهدين وليس من خلال استجداء الإدارة الأميركيّة المتواطئة مع الكيان «الإسرائيلي».

وفي هذا السّياق، أحيا لقاء الأحزاب اللبنانية في الجنوب المناسبة باحتفال أُقيم في «مركز معروف سعد الثقافي» في مدينة صيدا.

وألقى الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد كلمة بِاسم لقاء الأحزاب، وجّه فيها التحية إلى «أبناء الشعب الفلسطيني الصامد»، مؤكّداً أنّ «الاحتفال يهدف إلى التشديد على إعادة توجيه البوصلة باتجاه فلسطين، وعلى توحيد الطاقات لمواجهة العدو الصهيوني». ودعا إلى «تحصين مخيّمات الشتات وعلى رأسها مخيم عين الحلوة، لكي تستعيد دورها في النضال من أجل حقّ العودة»، وشدّد على «أولويّة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتزخيم الانتفاضة والمقاومة».

وأكّد أمين سرّ حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، من جهته، «أهمية القدس في الوعي السياسي كعاصمة لفلسطين»، ودعا إلى «استنهاض الأمّة لمجابهة الخطر الصهوني الذي يهدّد كلّ البلدان العربية»، كما شدّد على «الصحوة والنهوض لمواجهة التحدّيات الراهنة».

واستهجن الشيخ أحمد الزين بِاسم «تجمّع العلماء المسلمين»، أن «يعجز المسلمون والعرب عن التصدّي للكيان الصهيوني الذي يغتصب القدس ومقدّساتها»، مشدّداً على «أهميّة الوحدة ورصّ صفوف المسلمين والعرب».

ونوّه عضو اللجنة المركزيّة لحركة «فتح الانتفاضة» أبو هاني، في كلمته بِاسم التحالف الوطني الفلسطيني، بـ«دور صيدا وقياداتها التاريخية، وفي طليعتهم معروف سعد ومصطفى سعد، في الكفاح من أجل القضية الفلسطينية»، كما نوّه بـ«الإمام الخميني الذي بادر إلى إطلاق يوم القدس وشدّد على دور المقاومة في الأرض المحتلّة دفاعاً عن القدس».

بدوره، أقام مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك ندوة سياسية، تحدّث فيها عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» ومسؤولها في لبنان علي فيصل، أمين الهيئة القياديّة في «حركة الناصريّين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان ومسؤول حزب الله في البقاع النائب السابق محمد ياغي.

بعد كلمة ترحيبيّة من مسؤول العلاقات لحزب الله سهيل عودة، تحدّث فيصل الذي أشار «إلى أنّ الدفاع عن مدينة القدس هو دفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيّة، وهو ما يتطلّب من جميع المؤمنين بعدالة هذه القضية أن يتوحّدوا تحت راية الدفاع عن القدس وضرورة تحريرها وعودتها إلى أصحابها الشرعيّين».

واعتبر «أنّ سياسة الاستجداء التي تنتهجها قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لا يمكن أن تعيد القدس».

بدوره، اعتبر ياغي «أنّ القدس لن تعود إلّا بسواعد المجاهدين الذين يقدّمون التضحيات بشكلٍ يومي، وليس من خلال التباكي واستجداء الإدارة الأميركيّة المتواطئة في كلّ العناوين مع الكيان الإسرائيلي».

أمّا حمدان، فاعتبر أنّ «القدس تستحقّ أكثر من مواقف الشجب والإدانة التي نسمعها يومياً من النظام الرسمي العربي الذي غيّر اتجاه بوصلته باتجاه حروب وصراعات تديرها الإدارة الأميركيّة، بما يفسح في المجال أمام العدو «الإسرائيلي» لفرض مشروعه في القدس وفي بقيّة الأراضي الفلسطينية المحتلّة، داعياً «العرب إلى إعادة الاعتبار لأساسيات الصراع مع العدو الصهيوني، باعتبار أنّ القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية».

وفي المواقف، اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في تصريح، «أنّ إحياء هذا اليوم في هذا العام يأتي بعد إطلاق الإمام الخميني الدعوة إليه قبل ثماني وثلاثين عاماً، ليؤكّد أهميّة هذه الدعوة وبُعدها الاستراتيجي، على صعيد إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في أذهان الأجيال مهما تعاظمت المؤامرات ومحاولات تضييع هذه القضية بالتسويات، وعلى صعيد وحدة الأمّة لتبقى القضية الفلسطينية وقضية القدس شاهداً على أنّ العدو «الإسرائيلي» ومن وراءه هو العدو الرئيس لهذه الأمّة المطالَبة بأن تتوحّد في مواجهته، لما يشكّله هذا العدو من خطر وجوديّ عليها».

من جهته، شدّد رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود في موقفه السياسي الأسبوعي، على أنّ «الإمام الخميني أطلق منذ انطلاقة الثورة، أي منذ 38 عاماً، فكرة يوم القدس تدليلاً على أهميّة هذه القضية المقدّسة وإعلاناً للالتزام بها مهما كلّف الأمر».

وقال حمّود: «ما من جهة رفعت لواء فلسطين والتزمت القضية الفلسطينية استطاعت أن تحافظ على هذا الالتزام أكثر من 10 إلى 15 سنة على الأكثر، فجميعهم تقريباً تحوّلوا عن شعار التحرير والمواجهة العسكرية إلى التفاوض، فالاعتراف العلني أو الضمني. لكنّ إيران، رغم الحصار والحروب والضغوط العالمية، ما تزال مستمرّة في دعم القضية الفلسطينية بشتّى أنواع الدعم، ويأتي الاحتفال بيوم القدس كواحد من أنواع الدعم المتعدّد الأشكال».

أضاف: «كثيرون يردّدون أنّ العلاقات الإيرانية «الإسرائيلية» على أحسن ما يرام، والواقع يقول إنّ إيران هي الدولة الوحيدة الآن، بل الجهة الوحيدة الملتزمة بدعم المقاومة في فلسطين دعماً غير محدود، وهي الجهة الوحيدة التي تجعل حتميّة زوال «إسرائيل» جزءاً من منهجها الفكري وموقفها السياسي، وهي تتجاوز الانتماء المذهبي والحواجز الجغرافية والقومية في الموضوع الفلسطيني بشكلٍ مميّز، كما أنّها تدعو إلى توحيد الموقف الإسلامي العالمي اتجاه قضية القدس وفلسطين».

وختم: «نقول للخائفين سيروا بقضية فلسطين كما ينبغي وأعطوها ما تستحق من التزام، سترون الجميع وراءكم بمن فيهم إيران».

وأكّد الشيخ عفيف النابلسي، أنّ «قضية القدس الشريف تأتي في الوقت الذي تسعى فيه دول غربية وأخرى عربية إلى إنهائها بالمكر والخداع والضغوط والمساومات، ولعلّ كلّ الذي جرى ويجري في المنطقة من حروب وفتن وانقسامات هو من أجل أن يصل أعداء الأمّة إلى هذه المرحلة التي يحصل فيها التطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني والدول العربية».

ولفتَ إلى أنّ «كلّ هذه المحاولات والسياسات التآمريّة، لن يكون لها حظّ على أرض الواقع. لقد وجّه الإمام الراحل الخميني ضربة قاسية عندما حرّك الشعوب المستضعفة للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينيّة، وأعلن يوم القدس العالمي لإحياء هذه القضية في نفوس المسلمين كي يتحمّلوا المسؤولية».

وأكّد النابلسي، «أنّ هذه الغدّة السرطانية ستزول بفضل المقاومين الشرفاء، وسيأتي اليوم الذي تتكامل فيه مسيرة الشعوب وتتفاعل بطريقة تؤدّي إلى استئصال هذا المرض الخبيث».

وأكّد لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان، في بيان، «ضرورة إحياء يوم القدس العالمي بأوسع المشاركات، دفاعاً عن المسجد الذي باركنا حوله، ومن أجل قضية العرب والمسلمين الكبرى والمركزية فلسطين، التي تبقى بوصلة الجميع».

وأشار إلى أنّ «يوم القدس العالمي يأتي هذا العام وأمّتنا تمرّ بمأزق كبير، حيث تجهد إدارة الشرّ الأميركيّة والعدو الصهيوني على توجيه ضربة قاضية للقضية، من خلال الفتنة التي تعمل على تسعيرها داخل الأمّة».

من جانبه، أكّد رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، أنّ «القدس ليست لفئة أو شعب أو أناس بعينهم، وإنما فلسطين عموماً والقدس خصوصاً هي للمسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها».

وتابع: «مع وجود الفتن اليوم والمؤامرة العالميّة على المستضعفين والشرفاء الأحرار، أرادوا أن ننسى قضية فلسطين وأن ننسى قضية القدس، وللأسف ألهونا بمشاكل داخلية وجعلوا الفتن تنتقل من بلد عربي إلى بلد آخر حتى تعمّ الفتنة كلّ العرب والمسلمين».

وأصدر الإفتاء الفلسطيني في لبنان والشتات بياناً، رأى فيه أنّ «مِن الخطوات العملية الحقيقية لنصرة القدس اليوم إعادة تلاحم أبناء القضية المركزية حول قضيّتهم، وذلك من خلال تحسين أوضاع معيشتهم في الشتات، التي تحرمهم اليوم التمسّك بقضيتهم والجهاد والنضال لأجلها، وسعيهم إلى تأمين أساسيات العيش الكريم، من التعليم والطبابة والعمل والأمن اللازم للحياة البسيطة».

وتوجّهت لجنة أصدقاء الأسير في السجون «الإسرائيلية»، يحيى سكاف، في بيان، لمناسبة يوم القدس العالمي، «بالتحية إلى الشعب الفلسطيني وإلى آلاف الشهداء والأسرى والجرحى ومقاوميه الأبطال الذين يواجهون الاحتلال الصهيوني البغيض في فلسطين الحبيبة بإرادة وعزيمة قلّ نظيرها، تحت مرأى المجتمع الدولي المنحاز إلى جانب العدو، الذي يغطّي جرائمه اليوميّة في حق أبناء الشعب الفلسطيني، ولا يحرّك ساكناً أو يأخذ موقفاً من أجل إيقاف تلك الجرائم».

واعتبرت اللجنة، أنّ «مناسبة يوم القدس العالمي يجب أن تبقى حاضرة في وجدان أبناء الأمّة وكافة الأحرار والشرفاء، لما لهذه المناسبة من رمزيّة لدى كافة المؤمنين بالقضية الفلسطينية المحقّة».

وأكّدت أنّ «فلسطين التي يدنّس الاحتلال مقدّساتها، ستبقى القبلة الأساسيّة والمركزيّة للجهاد والمقاومة ضدّ قوات الاحتلال، مهما حاول البعض إبعاد البوصلة عن فلسطين خدمة للمشروع الصهيوني – الأميريكي، يحاول السيطرة على أمّتنا ومقدراتها، من خلال تقسيم أوطاننا وتجزيئها إلى دويلات طائفيّة ومذهبيّة».

ودعت اللجنة «الشعب الفلسطيني إلى التمسّك بخيار المقاومة والكفاح في مواجهة العدو الصهيوني، لأنّ التجارب أثبتت أنّ المقاومة هي الوحيدة القادرة على مواجهة العدو، وتحقيق الانتصارات عليه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى