روحاني: سنواصل دعمنا للقضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني ومحاربة الإرهاب

شهد عدد من دول العالم مسيرات حاشدة، إحياءً ليوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الراحل الخميني عام 1979 في آخر يوم جمعة من شهر رمضان من أجل الإبقاء على القضية الفلسطينية محوراً حتى تحرير الأراضي المحتلّة.

وانطلقت الفعاليات في إيران بمسيرات مليونية جابت شوارع طهران وعدداً من المحافظات، حاملة شعارات داعمة للمقاومة ومحذّرة من التطبيع.

وأكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ إيران ستواصل دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته ضدّ الكيان الصهيوني، معرباً عن تقديره للحماس المتزايد الذي يبديه الشعب الإيراني للمشاركة في إحياء يوم القدس العالمي.

وأشار روحاني في كلمة على هامش مشاركته بمسيرات إحياء الذكرى الـ38 ليوم القدس العالمي في طهران أمس، إلى أنّ إحياء الذكرى كان مختلفاً في إيران هذا العام، حيث شهد ظهور الإرهابيّين المدعومين من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة مؤكّداً أنّ بلاده ستواصل محاربة الإرهاب.

بدوره، أكّد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، أنّ تصريحات مسؤولي النظام السعودي المناوئة لإيران والمثيرة للتوتر، تأتي في «سياق توجّهات أميركا والكيان «الإسرائيلي»، ولا تصبّ في مصلحة الأمن في المنطقة».

وحذّر دهقان من عواقب مثل هذه الممارسات، التي «تتّسم بالجهل ولا تستحقّ الردّ عليها»، مجدّداً التأكيد على أنّ إيران لا تسعى لتأجيج التوتّر وخلق الأزمات في المنطقة.

من جهته، أكّد رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد جنتي، على هامش مشاركته في مسيرات يوم القدس العالمي في مدينة قم، أنّ الشعب الإيراني لا يخشى تهديدات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

إلى ذلك، أكّد مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران، اللواء يحيى صفوي، أنّ الكيان الصهيوني سبب زعزعة الأمن بالمنطقة وصنع التنظيمات الإرهابية، مجدّداً عزم إيران على مواصلة الدعم الشامل للمقاومة في فلسطين المحتلّة.

وأكّد المشاركون في مسيرات يوم القدس العالمي المليونية التي جرت في طهران وسائر المدن الإيرانية، التمسّك بأولويّة تحرير مدينة القدس المحتلّة ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة المحتلّين الصهاينة.

وأدان المشاركون في بيان أصدروه في ختام مسيراتهم أيّ خطوة تؤدّي إلى حرف الأمة الإسلامية عن القضية الفلسطينية، مؤكّدين على حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، ومجدّدين دعم خط المقاومة والانتفاضة.

كما أدان البيان الختامي «المحاولات الشيطانية للنظام السعودي وبعض دول المنطقة، لتوفير الأمن للصهاينة عبر دعم الإرهاب وترويج التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتلّ».

ونبّه البيان إلى أنّ «فتنة تنظيم «داعش» والإرهابيّين التكفيريين في سورية والعراق وليبيا، والجرائم الوحشية للنظام السعودي المعتدي على الشعب اليمني المظلوم والشعب البحريني، تشكّل خطة مشتركة بين أميركا والكيان الصهيوني والرجعية العربية، بُغية إيجاد صدع وفرقة بين المسلمين وتوفير الأمن للكيان الصهيوني».

وجدّد البيان دعم المشاركين في المسيرات نهج المقاومة والانتفاضة، وتنديدهم بأيّة خطوات ترمي للتضحية بطاقات العالم الإسلامي الثوريّة مقابل مصالح الصهاينة وقوى الهيمنة الاستكباريّة.

واستنكر البيان وضع أيّة عقبات على طريق تأمين حقوق الشعب الإيراني ضمن الاتفاق حول الملف النووي، واعتبروا فرض حظر جديد يشكّل انتهاكاً للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين إيران ومجموعة دول خمس زائد واحد.

كما دعا البيان الحرس الثوري الإيراني إلى الردّ الحازم على أيّ تهديد يستهدف الأمن القومي للبلاد، واصفاً أميركا بـ«الشيطان الأكبر» الذي لا يمكن الوثوق به والعدو الأول للمسلمين.

وكانت العاصمة الإيرانية طهران وأكثر من 900 مدينة إيرانية شهدت اليوم مسيرات مليونيّة شعبية حاشدة إحياءً للذكرى الـ38 ليوم القدس العالمى نصرة للشعب الفلسطيني المضطهد، وتنديداً بممارسات كيان الاحتلال «الإسرائيلي» وحُماته.

ففي العاصمة طهران، خرج الملايين من أبناء الشعب الإيراني لإحياء يوم القدس العالمي بمشاركة كبار المسؤولين الإيرانيّين والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود وعدد من السفراء، معبّرين عن استنكارهم للجرائم الصهيونيّة ودعمهم لنضال الشعب الفلسطيني لتحرير القدس الشريف.

وشدّد المشاركون بالمسيرات على ضرورة إحياء هذا اليوم من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية واجتثاث الكيان الصهيوني الغاصب، مردّدين عبارات مثل «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت للاستكبار العالمي والصهيونية الدولية»، ومعبّرين عن غضبهم إزاء جرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني.

وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإمام الراحل الخميني، دعا في العام 1979 إلى إحياء اليوم العالمي للقدس في ايران وباقي الدول الإسلامية في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، من أجل الإبقاء على القضية الفلسطينية محوراً لدى كلّ المسلمين حتى تحرير الأراضي المحتلّة من براثن الاحتلال الصهيوني، ونصرة الشعب الفلسطيني المضطهد والتنديد بممارسات الكيان الصهيوني وحُماته.

وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال مشاركته في المسيرة، إنّ «السعودية حرّضت الأميركيّين على ضرب إيران عسكرياً». وأضاف أنّ «الإيرانيين لبّوا مرة أخرى نداء الإمام الخميني، ونزلوا إلى الساحة لمواجهة ظلم وتعسّف الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني».

وأشار لاريجاني إلى أنّه «لم تظهر خلال القرن الأخير ظاهرة أسوأ من الكيان الصهيوني، الذي صمّم وفقاً لخطة شيطانية على ارتكاب جرائم في فلسطين، بدءاً من دير ياسين مروراً بغزة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلاً والحرم الإبراهيمي».

كما اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني، أنّ «إنشاء هذا الكيان هو نقطة انطلاق المغامرات الواسعة في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى «الدعم المعلن الذي يقدّمه هذا الكيان إلى الجماعات الإرهابيّة التي أرّقت العالم الإسلامي برمّته».

هذا، وأحرق المشاركون في المسيرات في طهران العلمين الأميركي و«الإسرائيلي».

وهتف المشاركون في المسيرات التي عمّت أرجاء إيران شعارات معادية للعائلة السعودية المالكة «الموت لآل سعود وداعش»، إضافة إلى الشعارات التقليدية «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا»، و«الموت لبريطانيا».

دمشق

كذلك، أكّد المشاركون فى مسيرة يوم القدس العالمى بدمشق، ضرورة توحيد طاقات أبناء الأمّة فى مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي» ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية، مشيرين إلى أنّه لا بديل عن تحرير فلسطين واستعادة كامل المقدّسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

وفي بيان صدر عن المشاركين فى المسيرة التي انطلقت من مدخل سوق الحميدية وصولاً إلى الجامع الأموي، لفتوا إلى أنّ إحياء يوم القدس العالمي والمشاركة الفعّالة فيه يهدف إلى «استنهاض طاقات الأمّة وحشدها وتوجيهها باتّجاه القدس والمسجد الأقصى»، مجدّدين التأكيد على أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، وفلسطين هي قلب الأمّة وبوصلتها والقدس هي العاصمة الأبديّة لها.

وحذّر المشاركون من جميع مشاريع التسوية التي يتمّ ترويجها في المنطقة، لكونها «ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت الدول الداعمة لها، وإيجاد بيئة ملائمة تجعل من الكيان الصهيوني صديقاً وحليفاً لبعض الدول العربية والإسلامية، وإثارة الخلافات العربية والنعرات بين أبناء الأمّة الواحدة»، مشيرين إلى أنّ «الزيارة المشؤومة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لبلاد الحرمين لن تحقّق أيّة مصلحة للعرب والمسلمين، ونتج عنها تأجيج نار الحرب ومحاولات لتصفية قضية فلسطين وحقوق الأمّة».

كما وجّهوا التحية لأبطال انتفاضة القدس وشبابها، مشيرين إلى أنّ الاحتلال الصهيونى الغاشم «لا يفهم إلّا لغة القوة والمقاومة المسلّحة، والتي استطاعت أن ترسم ملامح الهزيمة فى تاريخ الاحتلال كما في انتصار المقاومة اللبنانية فى تموز عام 2006، وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة عام 2014».

وفي السِّياق، شهدت مدينة اللاذقية مهرجاناً شعرياً إحياءً ليوم القدس العالمي بحضور نخب المدينة الثقافية، كما تمّ إلقاء العديد من القصائد من وحي هذه المناسبة في جوّ من الثقة بحتميّة النصر وتحرير القدس.

العراق

كذلك، أحيا العراقيّون يوم القدس العالمي تعبيراً عن التضامن مع فلسطين المحتلّة، وخرجت مسيرات حاشدة بالمناسبة في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقيّة.

فقد خرج المئات من أهالي محافظة ديالى في مسيرة تمّ تنظيمها وسط ب عقوبة بمشاركة مختلف أطياف المحافظة، أمس، لإحياء «يوم القدس العالمي» الذي دعا لإحيائه الإمام الخميني تعبيراً عن التضامن مع فلسطين المحتلّة.

وقال رئيس اللجنة الأمنيّة في مجلس ديالى صادق الحسيني، إنّ «المئات من أهالي ديالى من مختلف أطيافهم خرجوا، صباح أمس، في تظاهرة سلميّة أمام مبنى إدارة ديالى وسط بعقوبة لإحياء يوم القدس العالمي».

وأضاف الحسيني، أنّ «التظاهرة شارك بها كلّ أطياف ديالى من دون استثناء، إضافةً إلى حضور فعّال للقيادات الحكومية والعشائرية والدينية»، لافتاً إلى أنّ «المتظاهرين أحرقوا علم الكيان الصهيوني ورفعوا علم دولة فلسطين».

اليمن

وشهدت العاصمة اليمنيّة صنعاء، عصر أمس، مسيرة جماهيريّة حاشدة إحياءً ليوم القدس العالمي. وامتدّت الحشود الجماهيرية بطول شارع الستين الغربي، حاملةً الأعلام اليمنية والفلسطينية، ولافتات مناهضة للسياسة الأميركيّة في المنطقة.

وحمل بعض المشاركين في المسيرة لافتات كُتب عليها: «برغم العدوان والحصار تبقى فلسطين قضيّتنا والقدس بوصلة تحرّكنا وجهادنا»، و«الخطر الصهيوني الأميركي خطر يستهدف الأمّة بأكملها»، و«يوم القدس العالمي لتبقى فلسطين القضية حيّة في وعي المسلمين وتحرّكاتهم».

وبدأت المسيرة بآيات من الذكر الحكيم، ثمّ السلام الوطني الجمهوري، وهتف المشاركون بهتافات الحرية، وردّدوا هتافات، منها: «يا يوم القدس سنحييك نهتف بالموت لأميركا»، و«القدس قضيتنا الأولى نأتيها وعداً مفعولا»، و«إسرائيل هي السرطان أميركا هي الشيطان»، و«رغم العدوان علينا في يوم القدس أتينا»، و«في يوم القدس أتينا يا أقصى سنحميك».

وشهدت المسيرة استعراضاً رمزيّاً لفتية المسيرة، عكست المهارات العالية التي اكتسبوها، حيث نزل مجموعة من الفتية وهم يحملون أعلام فلسطين من أحد المباني بجوار ساحة المسيرة، فيما تقدّمت تشكيلات أمام المسيرة.

وعرضت فرقة أنصار الله أنشودة حماسيّة دعت للنهوض للتحرير قضية المسلمين الأولى القدس، صنعاء مع القدس ضدّ الصلف.

وكان قائد حركة أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي، دعا الشعب اليمني إلى إحياء يوم القدس العالمي في الفعالية الكبرى بالعاصمة صنعاء وفي فعاليات متفرّقة في المحافظات.

وقال السيد الحوثي في كلمة له، مساء أول أمس: «إنّ شعب فلسطين جزء من أمّتنا، وواجب علينا دينيّاً مناصرته في مواجهة العدو «الإسرائيلي» وأرض فلسطين».

وأكّد أنّ الشعب اليمني، سبّاق لإحياء يوم القدس العالمي، وليس غريباً عليه، فهو شعب المواقف وشعب السبق إلى المواقف المشرّفة.

وأشار قائد الثورة إلى أنّ هناك من يتحرّك لإشاعة اليأس في صفوف الأمّة، رغم البشائر والمبشّرات.. لافتاً إلى أنّ هناك عاملان في نجاح إنشاء الكيان «الإسرائيلي»، وهما التخاذل العربي وقصور الوعي العربي.

وبيّن أنّ اليهود كانوا مشتّتين، وتمّ تجميعهم إلى فلسطين ليكون لهم وطناً ومن ثمّ يسيطرون على المنطقة بما يسمّى «إسرائيل الكبرى»، ولدى اليهود طموح ليكون لهم كيان ليفرضوا سيطرة عالميّة من خلاله.

وفي السّياق، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، صالح الصماد، إنّ اتهامات حركات المقاومة بالإرهاب لا قيمة لها، مشيراً إلى أنّ الترتيبات الأخيرة في السعودية تهيئة للتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني.

ولفتَ الصماد في مسيرة إحياء يوم القدس العالمي، إلى أنّ «النظام السعودي في صدارة الأنظمة المنخرطة في تصفية القضية الفلسطينية». وأكّد أنّ الشعب اليمني خرج ليقول كلمته اتجاه قضية الأمّة.

تونس

وفي تونس، نظّم عدد من الأحزاب والمنظّمات والجمعيات المدنيّة مسيرة بمناسبة يوم القدس العالمي تحت شعار: لا إرهاب، لا استيطان، لا تهويد. وأكّد المشاركون في المسيرة على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى خيارِ المقاومة حتى تحريرِ كافّة الأراضي المحتلّة.

البحرين

وفي البحرين، شهدت مناطق متفرّقة من البحرين منذ ساعات الصباح الأولى تظاهرات عديدة إحياءً ليومِ القدس العالمي تحت شعار «الأحرار قادمون يا قدس».

وخرجت التظاهرات في ضواحي العاصمة المنامة وغربها، ورفع المتظاهرون فيها شعارات لنصرة الشعوب المستضعفة، والتأكيد على حقوق الفلسطينيين الكاملة في أرضهم وحقوقهم المشروعة، كما أدانَ المشاركونَ الدورَينِ البريطاني والأميركي في دعمِ الجرائمِ التي يقومُ بها الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني، مردّدينَ شعارات ترفض أحكام الإعدامِ والاعتقالات وإسقاطَ الجنسيات عن المواطنين البحرينيّين، وقد أقدمت قوّات الأمن على قمعِ التظاهرات وتفريقها، مستخدمة قنابل الغازِ والرصاص الانشطاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى