موسكو: الجيش السوري يحقّق نجاحات هامّة قرب الحدود مع الأردن

أكّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تعليق الاتصالات مع واشنطن في إطار مذكّرة تفادي الحوادث في سماء سورية بعد إسقاط التحالف مقاتلة في الرقة.

وأوضح في كلمة له خلال اجتماع بوزارة الدفاع، أنّ «روسيا وتركيا وإيران ينتهون من تجهيز وثائق تحدّد حدود مناطق تخفيف التصعيد في سورية ونظام المراقبة».

وأضاف شويغو، أنّ «إجراءات التحالف تقتصر على المناطق المتّفق عليها بالتنف جنوب سورية وشرق الفرات من دون انتهاكات».

وإذ أردف قائلاًً «إنّ الجيش السوري يحقّق نجاحات عسكرية هامّة جنوب سورية قرب الحدود مع الأردن، وفي محيط مدينة تدمر، وفي ريف حلب الشمالي الشرقي»، أكّد في الوقت نفسه «أنّ الجيش السوري يتقدّم بوتائر سريعة بمحاذاة الحدود السورية الأردنية، فيما يبقى نظام وقف إطلاق النار صامداً مع استمرار عملية المصالحة».

ميدانياً، حقّقت وحدات الجيش السوري إنجازاً عسكرياً مهمّاً في تقدّمها على حساب تنظيم «داعش»، حيث التقت القوّات المتقدّمة من أثرية بريف حماة الشرقي مع القوّات المتقدّمة من الرصافة بريف حلب الجنوبي الشرقي، وسيطرت على طريق أثرية – الرصافة.

وبذلك تكون القوّات السورية قد أسقطت عسكرياً عدداً كبيراً من القرى والبلدات الواقعة شرق خناصر، فيما تحدّثت معلومات عن انسحاب «داعش» من المنطقة التي تبلغ مساحتها 3 آلاف كم2 من أرياف حلب الشرقية والجنوبية.

وكانت مصادر أفادت بسيطرة قوات الدفاع الوطني على تلّة العلم ونقطة المسبح، متقدّمة من محور أثرية بريف حماة الشرقي.

وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق تتواصل عمليات الجيش السوري، حيث سيطر على «كازية سنبل» وعددٍ من كتل الأبنية شرقها في منطقة وادي عين ترما بعد اشتباكات مع المجموعات المسلّحة موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم.

وتواصل وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة عمليّاتها القتاليّة الناجحة، وطاردت فلول تنظيم «داعش» على محور آرك السخنة، وسيطرت على المنطقة 3 كم شمال وشرق محطة آرك للغاز بريف حمص الشرقي وقضت على العشرات من المسلّحين، ما أدّى إلى تدمير أسلحتهم وعتادهم.

وفي السياق، انسحب عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، يوم أمس الجمعة 30 حزيران، من آخر منطقة لهم في محافظة حلب السوريّة.

وأكّد نشطاء معارضون، أنّ مسلّحي التنظيم الإرهابي انسحبوا من آخر نقطة تواجد لهم بريف حلب، بعد أن فرض الجيش السوري سيطرته على طريق أثرية – الرصافة ومناطق شرق خناصر، وذلك في ضربة جديدة للتنظيم الذي خسر معقله في العراق – الموصل، وبات محاصراً بمدينة الرقة السورية، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسيّة «أ.ف.ب».

وقالت الوكالة الفرنسية: «إنّ «داعش» الإرهابي انسحب من 17 قرية وبلدة في جنوب شرقي حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على تواجده فيها».

وتأتي هذه التطوّرات الميدانية في سورية بالتزامن مع خسارة «داعش» معقله في العراق، مدينة الموصل، وذلك بعد أقلّ من عام على بدء القوّات العراقية معركة استعادة المدينة.

إلى ذلك، استهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني مرابض مدفعيّة للجيش السوري مهمّتها التصدذي لـ«جبهة النصرة» في القنيطرة. وأكّدت مصادر، أنّ الجيش السوري دمّر مقرّاً لـ«جبهة النصرة» في قرية الحميدية بالقنيطرة جرّاء استهدافه بصاروخ أرض أرض.

وأشارت إلى أنّ طائرة صهيونية مُسيّرة استهدفت دبابة سورية ومدفع 105 تابعين لفوج الجولان في الدفاع الوطني، بعدما كانت قد استهدفت موقعين للدفاع الوطني في بلدة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة.

هذا، وكان قد ارتقى عدد من الشهداء والجرحى في 26 حزيران بقصف صهيوني استهدف نقطة لفوج الجولان التابع للدفاع الوطني في القنيطرة، بعدما شهدت جبهة الجولان توتّراً متصاعداً بعد سقوط قذائف على القسم المحتلّ من الجولان السوري.

وقبل أيام، كان سلاح الجوّ الصهيوني قد استهدف دبّابتين للجيش السوري في القنيطرة بعد سقوط قذائف على الجولان السوري المحتلّ، وأكّدت مصادر في حينها أنّ هجوماً لـ«جبهة النصرة» تزامن مع غارة جيش الاحتلال الصهيوني على إحدى النقاط في القسم المحرّر من الجولان.

على صعيدٍ آخر، أعلنت الخارجية الروسية أنّ تقرير البعثة الخاصّة لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية حول الاستخدام المزعوم لغاز السارين في بلدة خان شيخون السورية يستند إلى بيانات مشكوك في صحّتها.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية، أمس: «للأسف الشديد يجب علينا التأكيد، بعد الاطّلاع الأوّلي على الوثيقة، أنّ استنتاجاتها تعتمد على بيانات مشكوك فيها للغاية حصلت عليها المنظّمة من مؤسسات غير حكومية بما فيها «الخوذ البيضاء، ولم تحصل عليها في موقع الحادث، بل في دولة مجاورة».

وأعار البيان اهتماماً خاصّاً إلى أنّ خبراء المنظّمة لم يزوروا خان شيخون، وتابع: «لذلك من غير المستغرب أنّ مضمون التقرير يحمل في كثير من بنوده طابعاً متحيّزاً، ممّا يدفعنا إلى الافتراض بوجود دوافع سياسية في عمل المنظّمة».

وأعربت موسكو عن استغرابها إزاء إعلان مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في مجلس الأمن الدولي، نيكي هالي، أنّ خبراء المنظمة كشفوا «الحقيقة الدامغة».

وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أنّ الطرف الروسي غير مقتنع على الإطلاق بصحّة عدد من الأطروحات التي يستند إليها التقرير، «وهي تدفع القارئ غير المُلمّ بالموضوع إلى استنتاج وحيد، وهو أنّ مسؤولية الحادث تقع على عاتق الجيش السوري».

وأكّد البيان، أنّ روسيا تعتزم دراسة التقرير بالتفصيل والإعلان عن موقفها إزاءه أثناء الاجتماع الخاص للمكتب التنفيذي لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية في 5 تموز المقبل، ثمّ في إطار اجتماع مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.

وشدّدت الخارجية الروسية على ضرورة أن تكشف آليّة التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سورية عن جميع ملابسات الحادث المأساوي وتحديد المسؤولين عنه، معربةً عن أمل موسكو في أن يزور الخبراء لا خان شيخون وحدها، بل وقاعدة الشعيرات التي تصرّ الولايات المتحدة أنّ الجيش السوري يحتفظ داخلها بمخزونه الكيميائي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى