عون: لتحرّك عربي جامع لإلزام «إسرائيل» احترام القوانين والمواثيق الدوليّة

أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مستنكراً ومديناً الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكرّرة على حرمة المسجد الأقصى وإغلاق أبواب المسجد أمام المصلّين.

واعتبر أنّ «الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكرّرة على حرمة المسجد الأقصى مُدانة ومستنكرة، وتندرج في إطار مخطّط «إسرائيلي» لاستهداف المقدّسات بعد اغتصاب الأرض، في محاولة منها لاستكمال تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في القدس، مستغلّة الوضع الدقيق الذي تمرّ به منطقة «الشرق الأوسط» حالياً».

ودعا إلى «تحرّك عربي جامع، وإلى المباشرة بمروحة اتصالات سياسية ودبلوماسيّة واسعة من أجل إلزام «إسرائيل» عدم إقفال المسجد أمام المصلّين، واحترام القوانين والمواثيق الدوليّة وشرعة حقوق الإنسان».

بدورها، استنكرت قيادة فصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» في لبنان، في بيان، «كافة الإجراءات التي اتّخذتها سلطات الاحتلال الصهيوني للسيطرة على المسجد الأقصى، والتحكّم بدخول المصلّين إليه لأداء فرائض العبادة».

وطالبت مؤسّسات المجتمع الدولي، خاصة التي تعنى بحقوق الإنسان، بـ«القيام بمسؤولياتها والضغط على حكومة الاحتلال الصهيوني، للتراجع عن هذه الإجراءات العدوانيّة غير المسبوقة، التي يسعى من خلالها لتكريس واقع جديد في القدس الشريف، تمهيداً لتقسيمه زمانياً ومكانياً».

ودعت الدول العربية والإسلامية كافّة، إلى «اتخاذ العدوان الصهيوني على القدس الشريف حافزاً لنبذ خلافاتهم، وإنهاء الصراع القائم في ما بينهم، وإعادة تصويب البوصلة باتجاه العدو الصهيوني».

وأكّدت أنّ «السلاح الأمثل لمواجهة العدو الصهيوني والدفاع عن القدس وإفشال كافّة مشاريعه التصفويّة لقضيّتنا وحقوقنا الوطنيّة، يتمثّل بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة توحيد شطري الوطن وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني في الداخل والخارج».

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة وخارجها، وفي كافّة أماكن تواجده، إلى «القيام بأوسع تحرّك شعبي وجماهيري عارم، تنديداً بهذه الإجراءات العدوانيّة بحقّ القدس، وخاصة في دول الاغتراب والمهجر، لفضح العدو الصهيوني وممارساته الإجراميّة الإرهابيّة والعنصريّة، التي يمارسها يومياً بحقّ الشعب الفلسطيني وانتهاكه لحقوق الإنسان».

كما دعت الشعوب العربية والإسلامية إلى «النهوض وتنظيم تظاهرات جماهيرية كبيرة، تعمّ كافّة عواصم الدول العربية والإسلامية نصرةً للقدس الشريف، ودعماً لنضال شعبنا الفسطيني ضدّ الاحتلال الصهيوني من أجل الحرية والعودة والاستقلال الوطني».

وحمّلت العدو الصهيوني «المسؤوليّة الكاملة عن سلامة المقتنيات والوثائق والآثار الهامّة الموجودة في القدس».

وحيّت «الشهداء الذين سالت دماؤهم على تراب الوطن الحبيب فلسطين، وخاصة في القدس الشريف وباحاته، وفي مقدّمهم الشهداء الثلاثة أبناء أم الفحم الفلسطينية: محمد أحمد جبارين، محمد حامد عبد اللطيف جبارين ومحمد أحمد مفضل جبارين. وجماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتلّ، خاصة في مدينة القدس».

من جهتها، أقامت حركة «حماس» لقاءً جماهيرياً تضامناً مع انتفاضة القدس والمسجد الأقصى ووفاء لدماء الشهداء من آل جبارين، في مخيم الرشيدية، في حضور ممثّلين عن الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية والأهليّة وحشد من الأهالي.

وألقى كلمة رابطة علماء فلسطين الشيخ أحمد إسماعيل، الذي أشار إلى أنّ «استشهاد المجاهدين الثلاثة يحمل عدّة رسائل لهذه الأمّة بأنّ هذا الشعب ما نسي الأقصى، ولا أرض فلسطين».

وأكّد عضو قيادة حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو سامر موسى، أنّ «كلّ ما يجري في الوطن العربي هو مقدّمة لضعف هذه الأمّة وقدرتها، وضرب روح المقاومة»، مشيراً إلى أنّ «العمل الجهادي هو نهجنا».

وألقى كلمة «حماس» عبد المجيد العوض، الذي طالب

الحكومات والدول العربية بأن «تكون شريكاً معنيّاً في الانتصارات، وقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيّته العادلة».

وأدان المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيان، «الجرائم والاعتداءات السافرة التي تواصل سلطات الاحتلال «الإسرائيلية» ارتكابها، بهدف وضع اليد و«أسرلة» وتهويد القدس وتدنيس مقدّساتها».

وأهابت الحركة «بكلّ العرب والمسلمين، وفي الطليعة الأشقاء الفلسطينيّين توحيد صفوفهم وكلمتهم، لأنّ «إسرائيل» تواصل الاستثمار على مشاريع التشكيك والفتن لإحباط أماني الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينيّة. كما وإنّ الحركة تستدعي تحرّكاً عربيّاً رسميّاً وشعبيّاً لمنع استفراد «إسرائيل» بالشعب الفلسطيني ومصادرة ممتلكاته وتدنيس مقدّساته، والعودة للتركيز على اعتبار فلسطين قضية العرب المركزية».

بدورها، أكّدت الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون» في بيان، «أنّ الأمّة بخير، وأنّ هؤلاء القتلة والمجرمين أنذال العالم اليهود التلموديّين هم إلى زوال، وكان أبداً رهاننا على شعب الجبارين الفلسطينيّين الفدائيّين والمناضلين، ليس فقط ضمن الأطر التنظيمية للمنظّمات والحركات النضالية، بل في المقاومين فتيان وبنات الانتفاضات الشعبيّة الذين يطوّرون يوماً بعد يوم سُبُل الاشتباك، وتوجيه الضربات الفدائيّة في المكان والزمان المناسبين.

كما أنّنا على يقين أنّ هذه العمليات الفدائيّة سوف تتوالى وتكون الغلبة فيها دائماً للفدائيين الفلسطينيين».

وأضافت «والرجاء الرجاء إلى كلّ المسؤولين السياسيين الفلسطينيين، أبعدوا تناقضاتكم وصفصفائيّة جدالاتكم السياسية التي لا قيمة لها أمام عظمة وطهارة هذا الدم المقدّس في باحات المسجد الأقصى ، عن هذا النسيج الطاهر لأولئك الفدائيّين الشباب».

وختمت: «بكم يا شبيبة فلسطين البواسل الميامين، وبالفدائيّين الأسرى في زنازين الحرية، نكمّل المسير إلى تحرير فلسطين، كلّ فلسطين، وقدسها الشريف بمساجدها وكنائسها. يرونها بعيدة ونراها قريبة وقريبة جداً، وإنّها لثورة حتى النصر».

من جهةٍ أخرى، أعرب أمين الهيئة القياديّة في «المرابطون»، العميد مصطفى حمدان، عن فخره واعتزازه بالرئيس عون، مشيراً إلى أنّه «الرئيس العربي الوحيد الذي أدان إغلاق المسجد الأقصى من قِبل اليهود التلموديّين».

وحيّت لجنة أصدقاء الأسير في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، في بيان، «الشبان الفلسطينيين الثلاثة الذين استشهدوا خلال تنفيذهم عملية فدائيّة بطوليّة ضدّ جنود الاحتلال المغتصبين لأرض فلسطين الحبيبة في القدس المحتلّة».

وباركت اللجنة «للشعب والمقاومة في فلسطين ولأحرار العالم، نجاح العملية التي أدّت إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال، كما العمليات الفدائيّة كافة، التي تأتي في سياق الردّ الطبيعي والمشروع على الجرائم البربريّة التي يرتكبها الاحتلال «الإسرائيلي» في حقّ الشعب الفلسطيني».

وأكّدت أنّ «خيار المقاومة والكفاح المسلّح في مواجهة العدو، أثبت أنّه الخيار الوحيد والصحيح لتحرير الأسرى والمقدّسات، والذي يردع العدو عن القيام بجرائمه، التي يرتكبها يومياً بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل».

كذلك أدانت الأمانة العامّة لاتحاد المحامين العرب، في بيان، «الإجراءات القمعيّة والتعسّفية التى اتّخذتها سلطات الاحتلال فى القدس المحتلّة ضدّ أهلنا من أبناء الشعب الفلسطيني، وطالبت الأمّة بـ«العمل الجادّ والفوري للتصدّي للمخططات الصهيونية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس»، داعيةً الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة «للدفاع عن قراراتها السابقة بشأن حقوق الشعب الفلسطيني، وتحمّل مسؤوليتها القانونية الإنسانية ومساءلة مسؤولي الاحتلال عن الجرائم التى يرتكبونها بحقّ الشعب الفلسطيني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى