فعاليات مهرجان القلعة والوادي في حمص تنطلق بحضور رسميّ وشعبيّ واسع

صبا خير بك وتمام الحسن

برعاية رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس عماد خميس، انطلقت منذ يومين فعاليات مهرجان القلعة والوادي 2017 الذي تقيمه محافظة حمص في الفترة من 14 وحتى 17 الشهر الحالي بحضور رسمي وشعبي واسع.

تضمن حفل الافتتاح لوحة «أرض المجد» قدّمتها فرقة «آرام للمسرح الراقص» بمشاركة عدد من الفِرق في المحافظة من الشباب والأطفال.

وتناول العرض تاريخ حمص في عهد الملكة جوليا دومنا وصولاً إلى انتصار الجيش السوري على الإرهاب، حيث تم التحضير له نحو شهر بمشاركة 400 من الشباب إضافة إلى 80 من الراقصين.

وقال وزير السياحة بشر اليازجي خلال تصريح صحافي عقب انتهاء العرض: هنا تتجلّى سوريانا في شكلها الأزلي، سورية الجمال بكل تفاصيلها، نقف هنا بين الجغرافيا والتاريخ والطبيعة والشعب الأصيل وبين الحاضر. هنا قدّم أهالي المنطقة مثالاً للسوريين بل للعالم في الصمود فكان الشهيد والجريح والمدافع عن الأرض والعرض والمستقبل.

وأشار اليازجي إلى أن الأوبريت اليوم يختصر حالة سورية ومع عودة الفرح لقلعة الحصن تتجسد حالة سورية في مكان واحد. منوهاً بأن افتتاح المهرجان هو عودة لسورية ما قبل الحرب، ومهرجان «القلعة والوادي» لم يتوقف خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال وزير السياحة: لا يمكن، ونحن نقف اليوم وسط كل هذا الحب والجمال والعمل، إلا أن ننحني كما في كل وقت لهامات الرجال الواقفين حرساً عصيّاً على الانحناء والهزيمة، يحمون الماضي والحاضر والمستقبل أبطال الجيش السوري.

وقال اليازجي إن اهتمام الوزارة كجزء من الحكومة السورية بهذه المنطقة نابع من اجتماع كل هذه العوامل والمقومات التي تجعلها رهاناً مهماً من رهانات قطاع السياحة وخاصة أن أهاليها كانوا مثالاً لاعتناق السياحة كثقافة وأسلوب حياة مرتبط بحب الحياة وتفاصيلها وليس بالضرورة بتكلفها ورفاهيتها.

ونوه الوزير بالعودة الكبيرة للمغتربين السوريين والمساهمة الكبيرة للأهالي، لا سيما المغتربين في جميع فعاليات المهرجان التي سبقت الافتتاح التراثية والأنشطة الرياضية. متوجّهاً بالشكر لكل الجهات الرسمية والأهلية في محافظة حمص المشاركة والمساهمة في إقامة مهرجان القلعة والوادي.

ولفت اليازجي إلى أهمية ما تجسده فعاليات المهرجان من الترويج للسياحة الريفية عبر المنتج الريفي ليكون مثالاً يحتذى به في مختلف النشاطات مبيّناً أن مشاركة المغتربين بالتعاون مع أهالي المنطقة تدل على التعاضد بين السوريين. مشيراً إلى أن المهرجان يتزامن مع عودة عدد من المصايف والمنشآت السورية للعمل ما ينعكس إيجاباً على عودة السياح.

وقال اليازجي: نقف هنا ومن هنا كان المغترب الذي يسكن الوطن غالياً عميقاً متجذّراً في قلبه يسري حبّه مع الدماء فكان الداعم للأهل والوطن. مضيفاً: سكان المنطقة أمسكوا الحياة من يدها وحافظوا عليها بين الجبال في واديهم شامخين بعملهم وإنجازهم كما العلم فوق قلعتهم، فكانوا الجنود المقاتلين كل من مكانه عن قضية السوريين الأبدية السلام. ولا بدّ أن نقف هنا حيث المبدع والفنان والأديب والعامل والطبيب والمهندس والأمّ والأخت والزوجة، كلها نماذج للصمود والعمل والتمسك بالحياة كرسالة أزلية للسوري في كل وقت.

بدوره، أشار محافظ حمص طلال البرازي إلى أن المهرجان هو الثالث بعد الحرب الظالمة على سورية وبعد تحرير مدينة الحصن مؤكداً أن مهرجانات سورية كلها هي مهرجانات انتصار. متوجّهاً بالتحية للجيش السوري. لافتاً إلى أن كل القلاع السورية رمز شموخ وحضارة السوريين على مر الزمن.

ونوه البرازي بإرادة الشعب السوري في النضال من أجل الحرية حتى تحقيق الانتصار والسلام والاستقرار مؤكداً أن الجيش السوري سيبقى حامي الوطن والديار وستبقى سورية تشع حضارة وإنسانية وقلعة الحصن تعبيراً حقيقياً عن الصمود والانتصار.

ويتضمن المهرجان إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والاقتصادية بمشاركة مختلف الجهات الرسمية والأهلية.

حضر حفل الافتتاح الدكتور عبد الله الغربي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعزام ميلاد أمين فرع حمص في «البعث»، وعدد من أعضاء مجلس الشعب وحشد من الفاعليات الرسمية والأهلية والاقتصادية في المحافظة.

وكان الوزير الغربي قد افتتح قبل انطلاق المهرجان معرض «صنع في سورية» في قاعة الشهداء في قرية عناز بمشاركة المؤسسة السورية للتجارة وعدد من الفاعليات التجارية في حمص والمحافظات، حيث شملت المعروضات مختلف أصناف الأطعمة والألبسة والمنظفات والأدوات الكهربائية.

وفي تصريح صحافي أشار الغربي إلى أهمية مشاركة المؤسسة في فعاليات المهرجان نظراً للاقبال الكبير للمواطنين عليها لشراء كل المنتجات والمعروضات ولا سيما بعد مشاركتها في كل المعارض وخصوصاً خلال شهر رمضان. مؤكداً أن شعار المعرض جاء تعزيزاً لدور الاقتصاد الوطني.

وسبق الافتتاح أيضاً عرض للخيول العربية الأصيلة إضافة إلى فعالية تراث القرية في ساحة كنيسة المنتابية في قرية القلاطية التي شملت لوحات حقيقية جسّدها أهالي القرية للحياة القروية البسيطة وللأدوات التراثية والمأكولات الشعبية والتراثية قبل نحو مئة سنة. كما قدّمت فرقة «غابالا» عرضاً تراثياً للعرس القروي.

وحفلت صالة المركز الثقافي في مرمريتا بمئات اللوحات الفنية أبدعها أطفال منطقة وادي النضارة ومنهم أطفال مكتب الوادي التابع لمؤسسة الشهيد في حمص، في لوحات تحاكي الفرح والحياة ضمن مشاركتهم في فعاليات مهرجان القلعة والوادي 2017.

وأشارت مديرة مكتب الوادي حلا أحوش إلى المشاركة النوعية للأطفال من أبناء الشهداء في مهرجان القلعة والوادي للعام الحالي وتقديم أفضل الرسومات التي تعكس حب الحياة والفرح متجاوزين كل الآثار السلبية التي أرخت بظلالها على نفوس الأطفال خلال سنوات الازمة. مؤكدة ان مشاركة أطفال الشهداء في المهرجان تعدّ فرصة حقيقية كون المهرجان يدعو للفرح والألق للمنطقة.

بدورها، أوضحت مديرة المركز الثقافي في مرمريتا أوديت ديب انه ضمن فعاليات المهرجان تم افتتاح معرضين الاول تصوير ضوئي شارك فيه هواة من منطقة الوادي ضم لقطات من كل القرى بالاضافة الى افتتاح معرض للأطفال تضمن اشغال لوحات ورسومات وحفلاً يتضمن مقطوعات موسيقية وباليه.

ولفتت المشرفة على الرسم في المركز الثقافي علا الياس إلى أن رسوم الأطفال في المعرض هي نتاج أعمالهم ضمن الدورة الصيفية التي أقامها المركز والتي ضمت أكثر من 25 طفلاً وطفلة قدموا خلالها ما يداعب خيالهم في حين قدم المركز الثقافي لهم تقنيات جديدة متل الرسم على الاسفنج والقص واللصق والرسم بالأصابع ودمج اللون على الورق. وتم عرض ثماني عشرة لوحة كبيرة تضم كل واحدة اعمالاً متعدّدة للأطفال المشاركين من قرى الوادي.

من جهتها، اشارت المشرفة على لوحة الباليه للأطفال إيلين مسوح إلى أنه تم تقديم أربع رقصات باليه مأخوذة من الأدب العالمي منها باليه القرصان والبيادر والدون كيشوت، إضافة إلى رقصة للصغار من تصميمها. مبيّنةً أنّ عدد الأطفال المشاركين بلغ عشرين طفلة تتراوح أعمارهن ما بين 6 الى 14 سنة.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى