مزيد من التنديد بالحملة المسعورة على الجيش: هدفها منع الحسم ضدّ الجماعات الإرهابية في الجرود

صدر أمس المزيد من المواقف المندّدة بالحملة المسعورة على الجيش، معتبرةً أنّ هدفها الأساسي هو منع الحسم العسكري ضدّ الجماعات الإرهابية المحتلّة لمنطقة عرسال والجرود اللبنانية، وخدمة المخطّطات الأميركية والسعودية.

وفي السياق، قال النائب هاني قبيسي، خلال احتفال تأبيني في بلدة زبدين الجنوبية، «نسمع أصواتاً مشبوهة هذه الأيام تريد النَّيل من الجيش الوطني اللبناني الذي يدافع ليلاً نهاراً عن الحدود الشرقية، وهو مع المقاومة على حدودنا الجنوبية يسهران على أمننا وسلامة بلدنا، ومع الأسف الأصوات التي نسمعها لبنانيّة وليست أجنبيّة تندّد بالجيش اللبناني وترفض مواقف الجيش ولعلّها تدعم الإرهاب، وهذا أمر مستغرب أن يكون هناك لبناني يشكّك بجيشه ويقف ضدّ مقاومته وضدّ دولته، وهذا أمر لا يُعقل أبداً ولا نقبل به».

وأكّد أنّ «مسؤولية الجيش الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين، ونحن كأحزاب وطنيّة من حركة «أمل» إلى «حزب الله» أو إلى أيّ حزب وطني، نحن نقولها بالفم الملآن، إلى جانب الجيش الوطني في كلّ موقف يتّخذه، وإن طلب منّا المساعدة سنكون في خدمته لأنّه جيش بلدنا ويحمل العلم اللبناني ونفتخر به ونعتزّ بتضحياته».

وشدّد على أنّ «لبنان ليس مرتعاً لسياسات عربية مشبوهة ولا لسياسات أجنبية، لبنان ملك لمن دافع عنه ولمن حرّره من الجيش والمقاومة وكلّ حزب وطني».

بدوره، أكّد النائب السابق إميل لحّود، أنّ «دعم وتأييد الجيش اللبناني ليس شعاراً يُرفع ولا مناسبة ظرفيّة ولا موضوعاً يضاف إلى البازار السياسي ولا نخوة مستجدّة لم نشهدها في محطّات سابقة، كمثل أحداث عبرا، بل هو ممارسة دائمة عبر تسليح الجيش وعدم حرمانه من حقوقه وتوفير الغطاء السياسي له وعدم التشكيك به».

وشدّد في تصريح، على أنّ «الأزمة الناتجة عن كثافة وجود النازحين السوريّين والبحث في مسألة عودتهم، كما الأزمة المستجدّة المتّصلة بالدعوة إلى التظاهر والتحريض ضدّ الجيش اللبناني من قِبل سوريّين ولبنانيّين، يستوجب التذكير بمن انخرط في الحرب على سورية وتحمّس لها وراهن على نتائجها، وموّل وسلّح وأوى المسلّحين الإرهابيين وغضّ النظر عن تجنيدهم وحوّل مناطق لبنانيّة إلى بيئة حاضنة لهم، ومعظم هؤلاء يزايدون علينا اليوم في حرصهم على مصلحة لبنان وعلى الجيش».

وقال: «لن ينال من جيش تمّ توحيده على أساس وطني وتجاوز كلّ مخاض وحقّق أكثر من إنجاز، بعض المحرّضين على مواقع التواصل الاجتماعي، من لبنان ومن سورية».

أضاف: «سمعنا في الفترة الأخيرة من يعبِّر، ربما عن حسن نيّة، عن خشيته من أن يتحوّل ملف النازحين السوريّين إلى نسخة عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، إلّا أنّ الأمر يختلف تماماً، فالانتصارات التي تتحقّق في الميدان السوري بفضل الجيش السوري ومعه المقاومة وحليفَيه الإيراني والروسي، هي الضمانة لعودة النازحين السوريّين إلى أرضهم التي تعجِّل بها مبادرة الحكومة اللبنانيّة للتنسيق مع الحكومة السورية، وعدم الرهان مجدّداً على الأمم المتحدة التي تستفيد مؤسّساتها من أزمة النازحين وبقائهم في لبنان».

وتابع: «أخطأ لبنان الرسمي في السابق باعتماد سياسة النأي بالنفس والتآمر، وقد دفعنا ثمن ذلك تفجيرات أمنيّة وتسلّل شبكات إرهابيّة إلى أراضينا وفوضى نزوح، بينما كان الأجدى للبنان الوقوف إلى جانب سورية التي دعمته في أكثر من محنة، وخصوصاً في المواجهات مع العدو «الإسرائيلي»، وذلك لحماية نفسه من تداعيات الحرب، وما يحصل اليوم هو استمرار لتسديد فاتورة هذه السياسة الخاطئة»، مشيراً إلى أنّ «قرار المقاومة التدخّل في سورية هو من جنّب لبنان تحمّل المزيد من التداعيات».

كذلك، استنكرت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب، «الحملة المسعورة ضدّ الجيش الوطني اللبناني التي تتلطّى وراء مزاعم كاذبة بحماية النازحين السوريّين، في حين أنّ هدفها الأساسي هو منع الحسم العسكري ضدّ الجماعات الإرهابية المحتلّة لمنطقة عرسال والجرود اللبنانية، وخدمة المخطّطات الأميركية والسعودية». وأكّدت أنّ «الحملة ضدّ الجيش هي جزء من الحملة التي استهدفت، ولا تزال، المقاومة الباسلة التي أسهمت في محاربة الإرهاب في سورية، وجنّبت لبنان مخاطره الكبيرة على أمنه واستقراره».

وأكّد رئيس «حزب الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي في تصريح، «الوقوف إلى جانب الجيش في معركته ضدّ الإرهاب»، مثنياً على «البسالة المشهودة لضباطه وجنوده في الذود عن الوطن».

وشدّد على أنّ «الجيش وقيادته ملتزمان القيم الأخلاقيّة والقوانين الدوليّة»، مؤكّداً أنّ «العمليات الاستباقية للجيش أثبتت جدواها في مواجهة الإرهاب والإرهابيين». ودعا إلى «الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، وتوفير كلّ دعم لتعزيز قدرات الجيش من أجل إرساء الأمن وجبْه كلّ ما يهدّد لبنان واللبنانيين»، مهيباً بـ«رجال السياسة على اختلاف توجّهاتهم أن يشكّلوا غطاءً لتضحيات الجيش وصفّاً واحداً في مواجهة التحدّيات الأمنيّة، بعيداً عن الحسابات الخاصة أو المصالح السياسيّة».

ولفتَ إلى أنّ «الجيش أثبت أنّه قادر على التصدّي لكلّ ما يهدّد أمن الوطن والمواطن، وليس علينا سوى الالتفاف حوله وتقدير تضحيات جنوده».

واعتبر أمين «الهيئة القيادية في حركة الناصريّين المستقلّين – المرابطون»، العميد مصطفى حمدان، في بيان، أنّ «المحرّض الرئيسي من خلف الستار لتحريك بعض النازحين السوريين الذين يدّعون تأييدهم للإرهابيّين السوريّين تحت عناوين إنسانية ضدّ الجيش، هو وليد جنبلاط».

وقال: «نحرص على عدم زجّ الجيش الذي يحمي اللبنانيين في متاهات أهل السياسة ومصالحهم المذهبيّة والطائفية، وبالتالي لن يستطيع لا وليد جنبلاط ولا غيره من أصحاب النيّات المكتومة والباطنيّة ممارسة الإرهاب والتخويف لأبناء وعائلات الشهداء في جيشنا العظيم».

ونوّه بقرار وزير الداخلية نهاد المشنوق عدم السماح بالتظاهر، وقال: «نؤكّد لأولئك المندسّين والعملاء الذين دعوا إلى التظاهر ضدّ الجيش الثلاثاء، أنّنا نلتزم ما قرّرته الحكومة بمنع التظاهر، ولكنّنا جاهزون لنريهم شرّ أعمالهم التزاماً بالدفاع وجميع المخلصين والشرفاء والأوفياء من اللبنانيين عن جيشنا».

واعتبر أمين السرّ العام في الاتحاد الاشتراكي العربي – التنظيم الناصري، عماد فحص، «أنّ الجيش خط أحمر، لا يمكن لأيّ أحد أن يتجاوزه أو يحاول عرقلة مهامّه للقضاء على الإرهاب واستئصاله من جذوره».

ورأى مجلس نقابة المحامين في بيروت في بيان بعد عقده جلسة استثنائية برئاسة النقيب أنطونيو الهاشم، أمس، أنّ «التحريض على المؤسسة العسكرية في هذا الوقت بالذات، ومحاولة استعطاف المجتمع الدولي تحت شعار حقوق الإنسان، يُعتبر عملاً إرهابياً بامتياز، إذ من غير المسموح التطاول على الجيش مهما كانت الدوافع والأسباب»، لافتاً إلى أنّ «دعم الجيش اللبناني والوقوف إلى جانبه في خياراته هو موقف وطني بامتياز، ما يحتّم علينا جميعاً دعم خياراته لمكافحة الإرهاب المتمترس في أوكار مشبوهة باتت مكشوفة، دون أن ننسى قضيّة العسكريّين المختطفين في قبضة داعش».

من جهتها، أطلقت جمعية «أنصار الوطن»، في بيان، حملة بعنوان «نحن والوطن»، داعية المحبّين والمخلصين والأوفياء للجيش، حامي الوطن وصمّام أمانه واستقراره، إلى المشاركة بكثافة في هذه الحملة الوطنية، في وجه كلّ المتطاولين على الجيش»، مشيدة بتضحيات قيادته وضباطه وجنوده ورتبائه في وجه التكفيريين والإرهابيين».

واستنكرت الجمعية الحملات المغرضة التي تستهدف الجيش، واستغلال قضيّة النازحين السوريّين في وجه الجيش، معلنةً دعمها لكلّ خطوة يقوم بها الجيش في سبيل خلاص لبنان من محنته الراهنة».

ولفتت إلى أنّ حملة «نحن والوطن» هدفها إفساح المجال لكلّ من يرغب في كتابة رسالة تحيّة ووفاء إلى الجيش اللبناني وقيادته بشخص قائده المغوار العماد جوزيف عون، حيث يتمّ استلام الرسائل التي ستصل ونشرها عبر صفحة Ansar El watan-2016 على صفحات التواصل الاجتماعي». وأعلنت الجمعية أنّها ستقوم بحفظ رسائل المحبة وتقديمها إلى قيادة الجيش.

ودعت جمعية إنماء طرابلس والميناء بعد اجتماع برئاسة روبير حبيب، إلى «أوسع حملة تضامن مع مؤسّسة الجيش اللبناني، وعدم زجّه في الخلافات السياسيّة والتشكيك به».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى