وقفات تضامن حاشدة مع القدس والأقصى تعمّ المناطق: لوحدة الفصائل ومقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل

تواصلت أمس فعاليّات ووقفات التضامن مع المسجد الأقصى والقدس وأُلقيت كلمات دعت إلى وحدة الفصائل الفلسطينيّة ومقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» بكلّ الوسائل.

وفي هذا الإطار، شارك أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان وأعضاء الهيئة، في وقفة تضامنيّة تحت عنوان «تحيّة لأبطال عملية المسجد الأقصى المبارك» ، بدعوة من التكتّل والروابط الأهلية في لبنان.

وألقى حمدان كلمة، قال فيها: «نحن بِاسم بيروت وبِاسم لبنان، نتوجّه بالمباركة إلى آل «الجبارين» في مدينة أم الفحم، هذه الأسطورة الفلسطينيّة التي كانت أبداً منذ السنوات الأولى للاحتلال وما قبله خزّاناً للمقاومين، وكانت بطون الماجدات فيها تلد الفدائيّ تلو الفدائيّ لنصل إلى هؤلاء الشهداء الثلاثة الذين رفعوا رايات الأمّة في باحات الأقصى».

وناشد حمدان رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي «نقدّر ونثمّن عالياً خطابه السياسي اتجاه فلسطين المتقدّم على كلّ العرب، والرئيس نبيه برّي، والرئيس سعد الحريري، بالدعوة إلى وقفة تضامنيّة مع الشعب الفلسطيني، وأن تبثّ جميع القنوات التلفزيونيّة العاملة على الساحة اللبنانية 24/24 ساعة من أجل فلسطين، كلّ فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، فهم يرونها بعيدة ونراها قريبة وقريبة جدّاً، وإنّها لثورة حتى النصر».

من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، في كلمة ألقاها في حديقة بلدة مارون الراس القريبة من فلسطين، خلال اعتصام نصرة للمسجد الأقصى، أنّه «في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على المسجد الأقصى والمحاولات الحثيثة للسيطرة عليه، من خلال البوّابات الإلكترونية والحرّاس والتقسيم الزماني والمكاني الذي يسعون إليه، فإنّ الموقف ينقسم إلى قسمين: المواجهة المباشرة التي يؤدّي فيها أهل القدس وسائر فلسطين دوراً تاريخيّاً في مواجهة العدو الصهيوني وممارساته، ويعوّض بهذا الصمود والثبات التخلّف والتشرذم العربي، بل المؤامرات التي يشارك فيها كثير من العرب. والقسم الثاني، هو النظرة إلى المستقبل التي ينبغي أن يتمّ التركيز فيها على فكرة رئيسيّة رغم كلّ ما يخالفها في الظاهر: نحن الأقوياء، نحن الذين نملك المستقبل بإذن الله، نحن أهل الأرض، أهل الحق و«إسرائيل» إلى زوال».

أضاف: «علينا أن نتوجّه إلى الصهاينة والمستوطنين بثقة راسخة أنّ الصهاينة يعيشون في داخلهم الهزيمة وينتظرون نهاية هذا الكيان أكثر ممّا ننتظره نحن، يحاولون أن يخفوا في داخلهم هذه الحقيقة، ولكنّها تظهر بشكلٍ واضح في كثير من أقوالهم وأفعالهم. علينا أن نخاطب الصهاينة من موقع القوّة، من موقع العزّة والثقة، وليس من أيّ موقع آخر».

كذلك، نظّمت جمعية «قولنا والعمل» وقفة تضامنيّة مع المسجد الأقصى في فلسطين أمام مسجد ومجمّع عمر بن الخطاب في برالياس في البقاع الأوسط، بحضور حشد من الأهالي، رفعت خلاله شعارات التضامن والتأييد والدعم لفلسطين والمسجد الأقصى، ونصرة للشعب الفلسطيني وللمرابطين في المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وتحدّث بالمناسبة رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، فقال: «يجب علينا جميعاً أن نقف إلى جانب المسجد الأقصى، ونقول لجميع العرب ولكلّ أحرار العالم إذا لم نقف الآن إلى جانب المسجد الأقصى، فمتى نقف؟ فهل تنتظرون سقوط المسجد الأقصى وهدمه؟».

وتابع: «نحن مع كلّ حركات المقاومة، لا سيّما في فلسطين ولبنان، وعلى كلّ حرّ في فلسطين أن يقاوم بكلّ الوسائل الممكنة بالسلاح الأبيض والثقيل، وحتى بأظافرنا يجب أن نقاتل هذا العدو «الإسرائيلي» الغاشم والغاصب، وعلى كلّ العالم أن يمدّ المقاومين الفلسطينيّين بكلّ ما نستطيع أن نمدّهم بالدعم السياسي والمالي والدبلوماسي وبالسلاح».

ونظّمت حركة فتح في منطقة الشمال مسيرة جابت مخيم البداوي، استنكاراً لممارسات العدوّ الصهيوني بحقّ المسجد الأقصى، شارك فيها ممثّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى وأحزاب وطنيّة وإسلاميّة لبنانية، وتوقّفت المسيرة عند ساحة النور عند المدخل الشمالي للمخيّم.

وألقى الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» بلال شعبان كلمة، اعتبر فيها «أنّ فلسطين توحّد الأمّة إذا أراد ساستنا التوحّد، والأقصى سبيل جهاد لمن يشرون الآخرة ولا يرغبون بالدنيا».

ثمّ كانت كلمة حركة فتح، ألقاها أمين سرّها في الشمال أبو جهاد فياض، فوجّه التحيّة للمقدسيّين «الصامدين في وجه الاحتلال الصهيوني»، واعتبر أنّ «هجمة المستوطنين وجيش الاحتلال الصهيوني وتدنيس باحات المسجد الأقصى، سوف يؤجّج الانتفاضة الشعبيّة التي بدأها أبناء القدس حماة المسجد الاقصى».

وأشار إلى أنّ «ما يتعرّض له المسجد الأقصى، يفرض علينا الإسراع في الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض من أجل حماية مقدّساتنا ومشروعنا الوطني بإقامة الدولة وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194».

وأُقيم لقاء تضامني في صحن مسجد التوبة في طرابلس،

وألقى خلاله مسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» في الشمال أبو لواء موعد كلمة، دعا فيها الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرّك على كلّ المستويات، وقال «إنّ الغضب لأجل الأقصى وفلسطين واجب على الجميع، وإنّ التحريض على المقاومة لن يُجدي نفعاً مهما عمل ذلك كلّ المرجفين والمتخاذلين».

بدوره، ألقى الشيخ عمار جراد خطيب مسجد الأمين كلمة، لفتَ فيها إلى «أنّ اليهود احتلّوا فلسطين وأخرجوا شعبها منها، فعشرات الملايين من الفلسطينيين مُنعوا من العودة إلى أرضهم، أمّا اليهود فيأتون إلى الكيان «الإسرائيلي» من كلّ بقاع الأرض، ثمّ لا يزال عدوانهم مستمرّاً»، مشدّداً على أنّ «الدول الغربيّة، وخصوصاً بريطانيا، تتحمّل مسؤولية تسليم فلسطين لليهود، وتتحمّل بالتالي مسؤوليّة استمرار معاناة هذا العدوان».

إلى ذلك، أعلن الشيخ عفيف النابلسي في تصريح، «أنّ مواجهة منتظرة بين الشعب الفلسطيني الأبيّ وبين الصهاينة الغزاة ستكون على الأبواب خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على خلفيّة الإجراءات التعسّفية ضدّ أهلنا في القدس الذين تمنعهم سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» من الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة بحريّة».

وإزاء هذا التطوّر الخطير، دعا النابلسي «كلّ الفصائل الفلسطينيّة في الداخل والخارج، وكلّ الأحرار والشرفاء في العالم، إلى وقفة تضامن شجاعة، وإلى تحرّك جماهيري وسياسي واسع يبدّد هذا الخذلان العربيّ والصمت الإسلامي».

وقال: «أمّا على الحدود مع لبنان، فإنّنا نقف إلى جانب شبابنا الأبطال في هذه المواجهة مع الإرهابيّين في جرود عرسال الذين زرعتهم أميركا و«إسرائيل» والسعودية وقطر وتركيا للقضاء على المقاومة، وحرف الصراع ضدّ العدو «الإسرائيلي». إنّنا نقبّل جباه المجاهدين المقاومين وننحني أمام تضحياتهم».

وختم: «فببركة جهادهم ودمائهم ستتحرّر هذه الأرض من المفسدين والضالّين، إن شاء الله».

بدورها، توجّهت لجنة أصدقاء الأسير في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، في بيان، بالتحية إلى «الشعب الفلسطيني المجاهد الذي يقف وقفة عزٍّ وإباء في مواجهة الهجمة البربريّة عليه من قِبل جيش العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين، الذين يقومون بالإعتداءات اليوميّة على المسجد الأقصى المبارك، وعلى الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقدّم يوميّاً شهداء وجرحى».

ودعت «الشعوب العربيّة والإسلاميّة وكافّة أحرار العالم إلى «التحرّك العاجل ورفع الصوت والبندقيّة معاً ضدّ العدو الصهيوني، وإعلان انتفاضة شعبيّة في كافّة الدول العربيّة والإسلاميّة نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم في نضاله ومقاومته المشروعة للاحتلال البغيض، الذي يسعى للسيطرة على كامل فلسطين ومقدّساتها».

وأكّدت، أنّ «التصدّي للاحتلال ومخطّطاته من خلال دعم خيار المقاومة بمواجهة الاحتلال، هو واجب شرعيّ ووطنيّ، لأنّ فلسطين ومقدّساتها لن تتحرّر إلّا بالمقاومة»، معتبرةً أنّ «التاريخ سينصف الشرفاء والأحرار الذين يقفون بجانب الشعب الفلسطيني ويساندونه، أمّا الذين يخذلون القضية الفلسطينية فهم إلى مزبلة التاريخ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى