دمشق تؤكّد انتصارها على الإرهاب وإمكانيّة تحرير الرقة خلال 5 ساعات

أكّد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين على حتمية انتصار سورية في الحرب التي تخوضها ضدّ الإرهاب الذي تتعرّض له، والمدعوم دولياً وإقليمياً، وذلك بفضل وقوف الشعب السوريّ إلى جانب الجيش السوري والتفافه حول قيادته ومواقفها المنسجمة مع متطلّبات الشعب السوري.

وقدّم الدكتور المقداد، خلال لقائه أمس وفد لائحة «القومي العربي الأردني» برئاسة الدكتور إبراهيم علوش المنسّق العام للّائحة، عرضاً سياسياً شاملاً للتطوّرات السياسية والعسكرية والميدانية على الساحة السورية، والانتصارات التي يحقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوّات الحليفة على عدد من الجبهات، خاصة في البادية السورية وصولاً إلى الحدود السوريّة العراقيّة، وتحرير حقول النفط والغاز ومناجم الثروات المعدنيّة من دنس الإرهاب.

من جهته، أشاد علّوش بالإنجازات الكبيرة للجيش السوري وحلفائه، والتي أدّت إلى إفشال المشروع الصهيوني الأميركي المدعوم إقليمياً من القوى المتآمرة على سورية.

ميدانياً، كشف مصدر عسكري سوري أنّ الجيش الوطني السوري يقف حالياً على بعد 30 كلم عن مدينة الرقة الخاضعة لـ«داعش»، وأكّد المصدر، أنّ القوّات السورية تستطيع تحرير المدينة خلال 5 ساعات.

وقال ممثّل الجيش السوري: «قُسّمت معركة الرقة إلى 3 مراحل الأولى بدأت بتحرير مطار كويرس، ومن ثمّ تمكّن الجيش من الوصول إلى الأطراف الجنوبية الغربيّة للرقة».

المرحلة الثانية من المعركة، تضمّنت تحرير مدينة الرصافة ومئات الحقول النفطيّة في المنطقة، وتمكّن الجيش من تأمين وضمان سلامة طريق السيارات بين الرصافة – أثرية الذي يصل بين محافظات حلب والرقة وحمص.

والمرحلة الثالثة هي حالياً قيد التنفيذ، وخلالها وصل الجيش إلى منطقة تقع على بعد 10 كم عن نهر الفرات و30 كيلومتراً عن الرقة، ويمكن للجيش الوصول إلى المدينة خلال 5 ساعات، ولذلك بات تحرير الرقة يرتبط بلحظة بدء الهجوم.

وتترافق العملية العسكرية للجيش مع عملية إنسانيّة، وجهّزت القوّات المسلّحة في الرصافة مراكز إيواء مؤقّتة، وتقدّم الخدمات هناك للنازحين من الرقة.

وفي السِّياق، أعلنت جيهان شيخ أحمد، الناطقة الرسميّة بِاسم قيادة أركان عملية «غضب الفرات»، أنّه تمّ تحرير حوالى نصف مدينة الرقة تقريباً من مسلّحي «داعش»، بحسب تعبيرها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية تحرير الرقة التي تعتبر عاصمة «داعش» والمعقل الأساسي لمسلّحي هذه الجماعة الإرهابية في سورية، بدأت في عام 2013، وتنفّذ العملية وحدات من «قوّات سورية الديمقراطية» التي تشكّل وحدات الحماية الشعبيّة الكرديّة هيكلها الأساسي.

وقالت شيخ أحمد للصحافيين، إنّ مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» اخترقت خط الدفاع الثاني لمسلّحي «داعش»، وباتت تسيطر حالياً على 45 من مدينة الرقة.

وأشارت إلى أنّه تمّ خلال 47 يوماً منذ بدء العملية تحرير 8 أحياء سكنيّة في المدينة، وتتواصل المعارك والقتال في 6 أحياء أخرى.

جدير بالذكر أنّ «قوات سورية الديمقراطية» بدأت الهجوم على الرقة في بداية حزيران، بدعم مستشارين عسكريّين وقصف جوّي من طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وكان الجيش السوري سيطر خلال اليومين الماضيين على عددٍ كبير من القرى والمناطق الملاصقة لمدينة الرقة من الجنوب، وتحديداً على الضفّة المقابلة من نهر الفرات، وذلك بعد معارك عنيفة مع مسلّحي تنظيم «داعش» الإرهابي أدّت لمقتل عدد كبير منهم».

وأضاف المصدر، أنّه «على الرغم من أنّ قريتَيْ خربة الكردي ووادي بير العمر تفصلان قوات الجيش السوريّ عن الوصول لضفّة نهر الفرات الشرقيّة، وهما قريتان تسيطر عليهما «قوات سورية الديمقراطية»، إلّا أنّ قوات الجيش المتقدّمة اقتربت منها من اتّجاه قرية دلحة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من بلدة العكيرشي».

وبحسب المصدر العسكري، تكمنُ أهمية هذا التقدّم في أنّ «الجيش السوري وحلفاءه تمكّنا من قطع طريق الطبقة – دير الزور المحاذي لنهر الفرات من الجنوب، ليكون الطريق مُمهّداً أمام الجيش لاستكمال عملياته العسكرية نحو دير الزور».

وتوقّع المصدر «أن يتقدّم الجيش السوري نحو طريق دير الزور جنوباً، بعيداً عن طوق نهر الفرات الذي يحوي عدداً كبيراً من تحصينات إرهابيّي تنظيم «داعش»، وذلك في عمليةٍ مشابهة لما فعله الجيش السوريّ في بلدة مسكنة شرق حلب، حين تمّت محاصرةُ مسلّحي «داعش» في معاقلهم من أغلب الجهات».

وأشار المصدر إلى أنّ «طريق دير الزور يضمّ معقلين كبيرين لمسلّحي «داعش»، وهما معدان والتبني»، وتابع أنّه «في الوقت الذي باتت فيه قوّات الجيش وحلفاؤها على بعد أقلّ من ثلاثين كيلومتراً من اتجاه الغرب عن التبني بعد استعادة بلدة السبخاوي، بدأ سلاح الجو السوري باستهداف معاقل إرهابيّي «داعش» في معدان، وبوصول الجيش السوري وحلفائه إلى السبخاوي تكون قوّاته قد أصبحت على بُعد أقلّ من خمسة عشر كيلومتراً عن حدود دير الزور الإدارية من الاتجاه الشمالي الغربي، وعلى بُعد قُرابة ثمانين كيلومتراً عن أقرب مواقعه في محيط المدينة المحاصرة الغربي».

إلى ذلك، كشفت وكالة «سانا» السوريّة عن تمكّن الجهات المختصّة من ضبط كميّات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت متّجهة من البادية إلى مقاتلي «جبهة النصرة» في القلمون الغربي.

وفي التفاصيل التي كشفتها «سانا»، فإنّ كميناً محكماً، بناءً على تحرّيات ومعلومات استخباريّة دقيقة، كشف سيارة شاحنة محمّلة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر للمسلّحين كانت متّجهة من البادية إلى القلمون الغربي بريف دمشق.

وذكر ضابط في الجهات المختصة في تصريح لـ«سانا»، أنّ «قوّة من مكافحة الإرهاب في شعبة المخابرات العسكريّة بالجيش السوري، ضبطت سيارة شاحنة محمّلة بكميّات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوّعة من بينها أسلحة أميركيّة وفرنسيّة الصنع كانت متّجهة إلى المجموعات المسلّحة التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في القلمون الغربي، في محاولة يائسة لإيقاف تقهقرها وانكسارها أمام عمليّات الجيش السوري والمقاومة عناصر حزب الله في القلمون الغربي».

وبيّن المصدر، أنّ الأسلحة المضبوطة شملت عشرات الآلاف من الطلقات المتنوّعة وصواريخ مضادّة للدروع «سي 57» فرنسية الصنع ومدافع «سي جي» أميركيّة الصنع، إضافةً إلى رشّاشات وقنّاصات متنوّعة غربيّة المنشأ وعدد من المناظير الحربية وقواذف «آر بي جي» وحشواتها.

ولفتَ المصدر إلى أنّ «ضبط هذه الكميّة من الأسلحة غربيّة المنشأ»، «يؤكّد أنّ الدول الراعية للإرهاب ما زالت تدعم التنظيمات الإرهابية في انتهاك للقوانين والقرارات الدوليّة ذات الصلة».

ويُذكر أنّ الجهات المختصّة ضبطت في أيار الماضي 4 سيارات تحمل كميّات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت متّجهة من المنطقة الجنوبية إلى تنظيم «جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية.

على صعيدٍ آخر، أعلن مركز حميميم الروسي للمصالحة في سورية، أنّه تمّ اليوم إدخال أول قافلة من المساعدات إلى الغوطة الشرقيّة في ريف دمشق بموجب الاتفاق المبرم مع مسلّحي المعارضة المسلّحة هناك.

وورد في بيان صدر عن حميميم: «لقد دخلت اليوم أول قافلة إنسانيّة محمّلة بعشرة أطنان من المساعدات إلى الغوطة الشرقية، الخاضعة لفصيل «جيش الإسلام» المسلّح».

وذكر الجانب الروسي في البيان، من دون أن يسمّي الجهة التي بعثت القافلة، أنّ المساعدات تضمّ الأغذية والأدوية.

يُشار إلى أنّه سبق لوزارة الدفاع الروسيّة وأعلنت في الـ22 من الشهر الحالي، أنّ قيادة قوّاتها في سورية أبرمت مع المعارضة السوريّة اتفاقاً لضبط آليّة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى