حضن الحياة

في حضن الحياة

سوط جلاد

أم

يد أمّ؟

حرت بينهما أين أمعن النظر؟

رحيل يدمّي القلب

ولقاء يرقبه البصر

وقطارات بطيئة

حبلى بالذكريات

تعبق برائحة القهوة

فنجانان… لعاشقين

ورشفة طبعت

على منضدة البوح

اعتراف الفراق

المهزوم بقدر البقاء

وهمسة من بخار

طرّزت خيط النحوم

على النافذة التشرينية

يكاد وقودها ينقذ

لضياع الذاكرة

وسط زحام الألم

لكنّ

الوجه الجميل هناك

يرفرف خلف نافذة الحلم!

وعلى خدّيه دمعتان من ندى

كأنه يرجو الزجاج أن ينكسر

أو ذاك الأفق المغلق أن ينشطر

ليطلّ القمر مكتسحاً وطن النجوم

لحظة سكون

وضجر

والكون كلّه ينتظر

بدراً يغيب من دون غياب

شيخاً أزليّاً بثوب الشباب

يحضر دوماً بهيبة المنتصر

الوجه الجميل

لا يزال هناك

يحلّق كالفراش

يغزل الآمال شالاً

ويرقص على مسارح النور

والجمهور

ضياءً منهمراً

والزهور لا تخلع جلد الجمال

لكنّها تغرق الشوك بالرحيق

الشوك صديق

وعدوّ اليد التي

تعزف لحن الرجوع

وتنهي مسيرة الشذى

والوتر

وحضن الحياة

يزداد دفئاً

كأنّ الشمس ذابت به

وتوارت لحظة ولم تنتظر

حضن الحياة

يزداد دفئاً

إلى أن تأتي عواصف القدر!

والقدر رحمة الرحمن وسخطه

فاختر من وجهه

كل جمال وليمرّ

هذا العمر

لقاء عاشقين

ومواسم جنى وثمر!

فاطمة مهاجر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى