دخول اتفاق انسحاب النصرة من الجرود حيّز التنفيذ… ومحاولات مفتعَلة للسجال اللواء إبراهيم لـ«البناء»: الأمن العام سيتولّى تنسيق ومواكبة الخطوات اللوجستية

كتب المحرّر السياسي

تحتفل فلسطين بنصرها اليوم بعدما حاول الاحتلال سرقة فرحة النصر أمس، بالمواجهات الوحشية التي خاضها جنوده بوجه المصلين الذين توافدوا إلى باحات الأقصى في صلاة العصر احتفالاً بنزع البوابات الإلكترونية والكاميرات التي زرعها الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، ليشكل احتفال اليوم اختباراً يقرّر مستقبل العلاقة بين الفلسطينيين والاحتلال في الأيام المقبلة، حيث ستغلق مساجد القدس تعبيراً عن قرار إقامة صلاة موحّدة في المسجد الأقصى يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتشكل اختباراً لكيفية تعامل الاحتلال. فإن تحوّلت صلاة اليوم لمواجهة يكون الاحتلال بالحقد المسكون في نفوس جنوده وعناصر شرطته قد خسر فرصة هدنة كان ممكناً تحقيقها بقرار الاستجابة للشروط الفلسطينية بنزع البوابات والكاميرات، وإنْ تعامل بهدوء مع المصلين يكون قد كرّس لفلسطين نصرها، وتلك هي الإشكالية المعقدة التي بلغها الحلف المنوائ لشعوب المنطقة وحركات المقاومة فيها، بالغاً مرحلة خاسر خاسر.

كما في فلسطين كذلك في سورية، حيث بلغ الجيش السوري في تقدّمه شمال شرق سورية مدينة السخنة التي تشكل مفتاح الوصول لمدينة دير الزور وفكّ الحصار عنها. وفي السخنة بدت المعركة مع داعش متسارعة الخطى بالنسبة لغرفة عمليات الجيش والحلفاء، كما أفادت مصادر عسكرية متابعة لـ«البناء» متوقعة إنجازاً قريباً يتمثل بفتح معركة دخول دير الزور، بينما بدا أن تقدم قوات سورية الديمقراطية في الرقة يتعثّر والجيش السوري قد صار على تخومها ويُبدي جاهزيته لخوض معركة تحريرها إذا تلقى التعليمات بذلك.

هذا الحدث سيرسم مسار الحرب في سورية، بعدما توطّدت مناطق التهدئة التي ترعاها موسكو ويستمر السعي لتثبيتها، وفقاً لمعادلة اعتبار غارات الجيش السوري على مواقع النصرة ضمن ثوابت التفاهمات الراعية لهذه المناطق، سواء في غوطة دمشق أو في إدلب، ومشكلة الأميركيين وحلفائهم أنهم إن ارتضوا حاصل هذه المعادلات فهم يسلمون بانتصار محور المقاومة وإن قاوموا هذه المتغيّرات يضعوا أنفسهم على ضفة الهزيمة المؤكدة، لتتكرر معهم معادلة خاسر- خاسر.

الحرب على الإرهاب شعار الأميركيين في المنطقة، لكن الحرب يخوضها محور المقاومة، وليس حلفاء واشنطن الذين يقفون على رصيف المعارك يتصيّدون مناسبات للسجالات المفتعلة تنغيصاً لنصر أو سعياً لكسب عطف شعبي ضائع بعدما توحّدت الناس وراء انتصارات المقاومة. والحال هو نفسه في العراق وسورية ولبنان، حيث النصر الطازج للمقاومة على جبهة النصرة الذي بدأت ترجمة نتائجه باتفاق ينتهي بانسحاب عناصر النصرة وقادتها من جرود عرسال إلى إدلب، ووقَفَ بعض السياسيين يتحدثون مرة عن ترسيم الحدود اللبنانية السورية لمعرفة أين يجب وأين لا يجب أن ينتشر الجيش اللبناني الذي يستعدّ لخوض معركة إخراج داعش من جرود القاع ورأس بعلبك من دون أن يتساءل عن ترسيم الحدود اللبنانية السورية. فإخراج الإرهاب وهزيمته هما الأولوية اللبنانية والسورية وليس تقاسم الأراضي التي لا يريد بها البعض أن تتحرّر بداعي استحضار الخلاف حول أمتار قليلة فيها.

اتفاق انسحاب جهة النصرة من جرود عرسال، وقد توضّحت بعض بنوده لجهة تسليم جثامين المقاومة وأسراها وتأمين خط آمن، فانسحاب عناصر النصرة وقادتها من الجرود إلى إدلب، أعلن التوصل إليه بصورة رسمية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قالت مصادر متابعة للبناء إنه كان بصورة يومية على اطلاع بمسار التفاوض، حتى التوصل للاتفاق، فيما قال اللواء عباس إبراهيم لـ«البناء» إن «الأمن العام سيتولّى تنسيق ومواكبة الخطوات اللوجستية في الاتفاق».

دخل وقف النار حيّز التنفيذ

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وتنظيم جبهة النصرة الإرهابية حيّز التنفيذ على جبهات الجرود كلها، منذ فجر أمس، على أن تبدأ جميع الأطراف تحضير الترتيبات والإجراءات العملية لتطبيق بنود الاتفاق الذي شاركت فيه أطراف إقليمية.

وتقضي التسوية، بحسب ما أعلن الإعلام الحربي للمقاومة بخروج عناصر «النصرة» وعوائلهم من الجرود الى إدلب شمال سورية، مقابل الإفراج عن 5 عناصر من حزب الله خُطفوا في منطقة تل العيس في العام 2016.

وجاء هذا الاتفاق بعدما تمكّنت المقاومة من تحرير معظم الجرود التي كانت تخضع لسيطرة «النصرة» وغداة إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله تحقيق نصرٍ كبير على تنظيم القاعدة في لبنان وحصار ما تبقى من المسلحين في منطقة ضيقة وإعلانه أن التفاوض جارٍ لخروجهم مع عائلاتهم الى سورية.

وقاد هذه المفاوضات المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مفوّضاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورفض اللواء إبراهيم إثر لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لوضعه في أجواء المفاوضات، «الإفصاح عن بنود الاتفاق»، مكتفياً بالاشارة الى «وقف فعلي لإطلاق النار»، وموضحاً أن «المسلحين ومَن يرغب من المدنيين سيتوجهون الى إدلب في شكل منظّم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الأحمر اللبناني بالأمور اللوجستية»، لافتاً الى «أنه خلال أيام سيكون الاتفاق قد أنجز».

بنود الاتفاق الأربعة…

وكشفت مصادر متابعة للعملية التفاوضية لـ«البناء»، «أن الاتفاق وهو من أربعة بنود رئيسة مع النصرة تقضي بـ: خروج بين 150 إلى 200 مسلح مما تبقى من إرهابيي النصرة في جرد عرسال إضافة إلى إخراج 50 شخصاً من مخيّم عين الحلوة، وكل من يريد من النازحين السوريين العودة الى إدلب في سورية بعد استكمال التحضيرات اللوجستية التي سيتولاها الصليب الأحمر اللبناني، مقابل تحرير 5 أسرى منهم: ثلاثة تمّ أسرهم في حلب تلة العيس قبل حوالي سنتين، وإثنان تمّ أسرهما في جرود عرسال خلال معارك الأيام القليلة الماضية، بالإضافة الى استرجاع جثامين عدد من شهداء حزب الله تحتجزهم النصرة لديها. وعليه زار اللواء ابراهيم دمشق لإطلاع المسؤولين السوريين على الاتفاق الذي توصل إليه مع جبهة النصرة لإخلاء المسلحين من جرود عرسال.

معلومات خاصة بـ«البناء»، كشفت أن «ثلاثة باصات جاهزة للتوجّه إلى عرسال عبر معبر الزمراني الحدودي بين جرود عرسال شرق لبنان وبين سورية». وتحدثت المصادر عن «طريقين يمكن أن تسلكها الحافلات الثلاثة التي ستنقل إرهابيي النصرة، الأول من جرود عرسال الى فليطة السورية ومنها الى القلمون الغربي، ومن ثم طريق حمص الدولي وصولاً الى ريف حماة وبعدها الى ريف إدلب، والطريق الثاني باتجاه البقاع الشمالي من منطقة العين واللبوة إلى القاع ومن ثمّ القصير، وصولاً الى حمص ومنها الى ريف حماة ومنه الى ريف إدلب». ورجحت مصادر «سلوك الطريق الأول» منعاً لـ«التصادم مع الأهالي المتضررين وذوي الأسرى والشهداء». وتقول المصادر إن «الأمر ينتظر القيادة السورية ليُصار إلى تحديد موعد خروج الباصات من عرسال».

ونقلت قناة المنار عن مصادر مواكبة للاتفاق عن بدء إجراءات الإحصاء للنازحين السوريين الذين سيغادرون مع مسلّحي النصرة بموجب الاتفاق.

وقد تردّدت معلومات مساء أمس عن وصول أسرى حزب الله إلى تركيا تمهيداً لنقلهم الى لبنان كجزءٍ من الاتفاق.

وٍكر «النصرة» ومقبرتها

ميدانياً، دخل مقاتلو حزب الله المنشأة الأساسية والأكبر لجبهة النصرة في جرود عرسال وتقدّر مساحتها بنحو 400 متر داخل أحد الجبال في وادي الخيل. كما عثر المقاومون على مقربة من وادي حميد على مقبرة استحدثها إرهابيو الجبهة مؤخراً ودفنوا فيها عشرات القتلى 120 جثة توزّعت الجثث بين جثة وجثتين وثلاث في كل قبر الذين سقطوا في معارك جرد عرسال بعد دحرهم من قبل المقاومة.

ولفتت مصادر معنية لـ«البناء» إلى «أنّه لن يبقى أمام مسلحي النصرة بعد محاصرتهم بمساحة جغرافية تقل عن 6 كلم بين وادي حميد والملاهي من مساحة سيطرته السابقة داخل الجرود اللبنانية، حيث يختبئ التلي مع 100 من مسلّحيه إلا القبول بالاتفاق المنجز والذي «سيتمّ تنفيذه خلال 72 ساعة»، وإلا «الانضمام إلى تنظيم داعش في القلمون» الذي يسيطر على نحو 260 كيلومتراً مربعاً في الجرود اللبنانية في شمال شرق لبنان، وجرود بلدات القلمون الغربي في شمال غرب ريف دمشق، شرط إعلان التلي ومَن معه المبايعة المعلنة لداعش، إذ يجمعهما التشدّد والقتل وسفك الدماء»، بحسب ما قالت مصادر لبنانية لـ«البناء».

الجيش يستعدّ للمعركة مع «داعش»

وعلى الضفة الثانية من الجرود التي يسيطر عليها «داعش»، يستكمل الجيش اللبناني استعداداته لمعركة فاصلة وحاسمة للقضاء على التنظيم لم يحدد ساعة الصفر لانطلاقتها حتى الآن.

وإذ رفع الجيش من جهوزيته واستقدم تعزيزات اضافية الى رأس بعلبك، قالت مصادر عسكرية مطلعة أن «معركة الجيش مع داعش ستكون سريعة على عكس ما جرى في نهر البارد نظراً لطبيعة المعركة».

وقصفت مدفعية الجيش أمس، تحرّكات لمسلحي داعش في جرود رأس بعلبك.

وجدّد قائد الجيش العماد جوزاف عون، تأكيد أن «الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش ضد الإرهاب، لا تقتصر أهدافها على حماية لبنان فحسب، بل هي أيضاً جزء من الجهد الدولي للقضاء على هذا الخطر الذي يتهدّد العالم بأسره».

«قوات دولية» مقدّمة لحرب على لبنان؟

في موازاة ذلك، عاد الكلام القديم الجديد حول نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية الى الواجهة، تزامناً مع تحرير الجرود العرسالية وعقب إعلان السيد نصرالله استعداد المقاومة لتسليم مواقعها في الجرود للجيش اللبناني عندما تطلب قيادته ذلك، وقد كرر وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس من بعبدا ما طالبت به كتلة المستقبل في بيانها منذ يومين. وبحسب مصادر مطلعة، فإن جهات داخلية وخارجية تعمل على استغلال الوضع الأمني والعسكري على الحدود وخطر الارهاب للتسويق لفكرة نشر قوات فصل دولية على الحدود تحت ذريعة حمايتها من الإرهاب، على غرار قوات اليونيفيل على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وكان لافتاً استحضار فريق المستقبل في أكثر من بيان وتصريح مسألة ترسيم الحدود بين الدولتين والحديث عن أراضٍ حدودية متنازع عليها وتظهيرها على أنها خلاف بين الحكومتين لدفعهما بضغط خارجي الى فض النزاع دولياً، أو إلزام لبنان بذلك، أما الهدف المخفيّ فهو عزل لبنان عن محيطه العربي والاستفراد بالمقاومة وشلّ قدراتها في المستقبل من خلال قطع طريق الإمداد اللوجستي والعسكري والتواصل بين سورية والمقاومة بقوات أجنبية، الأمر الذي لطالما كان مطلباً أميركياً «إسرائيلياً».

وأثار المشنوق ملف الحدود وسلاح حزب الله مع الرئيس عون واعتبر أن «الأرض التي تجري عليها معركة جرود عرسال مختلَف عليها جغرافياً بين لبنان وسورية تاريخياً»، وقال: «الحكومة لم تخطئ لأن عرسال هي أرض مختلف عليها، وبالتالي لا يمكن مناقشتها باعتبار أنها أرض لبنانية وتحتاج الى قرار لبناني».

وأضاف المشنوق: «تناقشنا في ما يحصل في عرسال، ودور الجيش اللبناني والخلاف الحاصل حول قيام حزب الله بالعملية العسكرية وتمنيت على الرئيس عون إعادة طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث، فمسألة سلاح حزب الله خلافية، لكنّها لا تعالج بالشتائم»، ولفت إلى أن «من حق اللبنانيين ان تكون لهم رغبة في أن يتولى الجيش اللبناني الدفاع عنهم في كل لبنان».

وفي معرض ردها على كلام المشنوق والدعوة لنشر قوات دولية على الحدود الشمالية، أشارت مصادر سياسية ودبلوماسية لـ«البناء» الى أن «وجود قوات دولية يكون عادة بين دولتين عدوتين وتحكمهما حالة حرب ونزاع دائم أو دولة تريد استغلال ظروف دولة أخرى. وهذا ينطبق بين لبنان وإسرائيل التي تُعتبر عدو لبنان، لكن لا ينطبق على الوضع بين لبنان وسورية اللذين يتقاسمان معاً التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والأمن والمصير المشترك، وبالتالي لا يمكن بأي شكل من الأشكال وضع قوات دولية على الحدود بينهما».

ولفتت المصادر الى أن «عودة إحياء هذا المشروع أمر خطير للغاية في ظل معاهدات واتفاقيات الأمن والصداقة والدفاع والأخوة بين الدولتين والتي تعتبر أكثر أهمية من القرارات الدولية»ز وأوضحت المصادر أن «القوات الدولية لا تحتاج إلى موافقة الدولتين، بل يمكن أن توضع القوات داخل الأراضي اللبنانية، الامر الذي يتطلب فقط موافقة الحكومة اللبنانية من دون موافقة الحكومة السورية»، لكنها استعبدت أن «يوافق لبنان الرسمي الممثل برئيس الجمهورية والحكومة على قرار كهذا وخطوة كهذه قد تؤدي الى إحياء الانقسامات الحادة والصراع بين اللبنانيين ما يطيح بالمنجزات المحققة في العام الحالي».

وفي حين عمدت «اسرائيل» أكثر من مرة الى شن غارات جوية على أهداف على الحدود اللبنانية السورية ادعت أنها شاحنات لنقل صواريخ استراتيجية لحزب الله من ايران وسورية، حذرت المصادر من أن «الجهات الخارجية التي تعمل على تحضير قرار من هذا القبيل في مجلس الأمن الدولي، تدرس إمكانية إدراجه تحت الفصل السابع. الأمر الذي يتطلب عملاً عسكرياً ضد لبنان لفرضه بالقوة»، مشيرة الى أن «ذلك إن حصل فسيدخل لبنان بمخاضٍ عسير»، وتساءلت «هل تكون إسرائيل هي الأداة التنفيذية لقرار كهذا عبر شن حرب على لبنان كما حصل في تموز عام 2006؟». لكن المصادر رأت بأن الظروف الإقليمية والدولية والمحلية غير مهيأة ومتوافرة حالياً للقيام بهذا الأمر الذي يدخل لبنان بآتون صراعٍ داخلي».

فرنجية: انتصار المقاومة يحمي لبنان

ودعا رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من عين التينة الى التنسيق مع الحكومة السورية، معتبراً أن العلاقات الدبلوماسية قائمة بين البلدين، وأشار فرنجية الى أن «انتصار حزب الله في جرود عرسال هو انتصار لكل لبنان ويحمي لبنان واستقراره عندما يكون هناك خطر نبحث في كيفية إزالة الخطر، فاذا المقاومة قررت أن تزيل «داعش» فأنا معها واذا الجيش يفعل ذلك فأنا معه. الجيش والشعب والمقاومة هو مشروعي السياسي».

الحريري: لننتهِ من الإرهاب في الجرود

وأكد الرئيس الحريري من واشنطن أننا «نريد أن ننتهي من وجود إرهابيين في جرود السلسلة الشرقية»، معتبراً أن الموقف الأميركي من حزب الله ليس بجديد، وهو معروف والمهم بالنسبة إليّ هو حماية المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واستكمال المساعدات للجيش، والتي أدت فعلياً الى مردود كبير جداً في محاربة الارهاب».

وكان الحريري واصل لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين في اليوم الرابع لزيارته والوفد الوزاري المرافق الى واشنطن والتقى أمس، رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين في مبنى الكابيتول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى