الحدث في «السخنة»… ولا قيمة لثرثرات وزراء البلاط

معن حمية

حيث يتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه على جبهات القتال ضدّ الإرهاب، يكون الحدث. وأمس الأول كان الحدث تحرير السخنة التي تشكل فاتحة طريق نحو مواقع ومناطق جديدة.

بحسب المحلّلين العسكريين ونظرائهم السياسيين، فإنّ لمنطقة السخنة أهمية كبيرة، وموقعها يسهّل ويسرّع وصول الجيش السوري إلى مدن ومناطق أساسية، لا سيما دير الزور، وهنا أهمية الإنجاز – الحدث…

تزامناً مع الحدث الذي صنعه الجيش السوري، راحت غالبية وسائل الإعلام تتداول كلاماً منسوباً لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نفاه مصدر في الخارجية السعودية يدعو فيه أدواته «معارضة الرياض» إلى التأقلم مع واقع بقاء الرئيس بشار الأسد…

ما لفت المتابعين والمهتمّين، التغطيات الإعلامية التي خصّصت مساحات واسعة لكلام غير مثبت، على حساب تغطيات أخرى مهمة، بحجم حدث تحرير السخنة!

السؤال، ما هي القيمة الفعلية والمعنوية والسياسية لكلام يصدر عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أو عن سواه من الوزراء العرب المنفصلين عن الواقع؟

إنّ مَن يعرف أين توضع الخطط وتُرسم السياسات وتُتَّخذ القرارات وتُحدَّد التوجّهات، يستغرب كيف يعطى حيّز كبير لكلام وزير الخارجية السعودي، والذي لا يُصرَف، لا في السياسة ولا على أرض الواقع، علماً أنّ جعبة هذا الوزير تحوي الكثير من الكلام والعنتريات، ليس ضدّ سورية وحسب، بل ضدّ اليمن، ومؤخراً ضدّ قطر وإنْ كانت شريكة له في ضرب استقرار العالم العربي بواسطة الإرهاب.

للتذكير فإنّ السعودية، ومعها نحو مئة دولة، خاضت جميعها حرباً إرهابية ضدّ سورية، لكن سورية قاومت وصمدت، وهي الآن تتقدّم في معركة القضاء على الإرهاب وإفشال مخططات رعاته الدوليين والإقليميين والعرب.

كما أنّ السعودية شكلت حلفاً عسكرياً ضدّ اليمن، وهي تخوض حرباً ضدّ هذا البلد، ويومياً ترتكب المجازر وتقتل أعداداً كبيرة من الأطفال والمدنيين، لكنها لم تستطع كسر إرادة اليمنيين والنيل من صمودهم.

والسعودية مع بعض الدول الخليجية قرّرت خوض حرب سياسية واقتصادية ضدّ قطر، وتفرض عليها حصاراً وتملي شروطاً، لكن رغم حجم قطر، وقلّة حيلة قطر، فإنّ السعودية تقف عاجزة، لأنّ وراء قطر تقف دول هي ذاتها التي تشغل السعودية وتحرّكها بـ»الريموت كونترول».

وعليه، لا فرق بين أن تكون السعودية مع أو ضدّ، فهي ليست صاحبة قرار بل أداة. لذلك فإنّ تغطية ثرثرات وزراء البلاط، وتوفير منصات لمعارضات الكوما التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، كما الإرهاب، بدت تغطية نافرة، خصوصاً أنّ الحدث الكبير كان في الميدان السوري بتحرير منطقة السخنة وعدد آخر من مناطق البادية السورية.

«اللعبة انتهت»، هذا ما اعترف به سفير أميركا السابق في دمشق، فما قيمة اعتراف الأدوات؟

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى