المقداد: سورية ستبقى واحدة وما يحقّقه الجيش وحلفاؤه يدعو للاعتزاز

أكّد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، أنّ ما يحقّقه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في مواجهة الإرهاب اليوم يدعو للاعتزاز، حيث «التقدّم متواصل ولن يقف أمامهم شيء»، مشدّداً على أنّ سورية قادمة على مرحلة الانتصار، إذ لا خيار لها إلّا تحقيقه.

وفي مداخلة له خلال لقاء مفتوح أمس مع وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان في مكتبة الأسد، تحت عنوان «الإعلام منصّة العالم»، عبّر المقداد عن ثقته بأنّ «سورية ستبقى واحدة، وهي غير قابلة للقسمة على الإطلاق، وهذا الأمر مؤكّد وحتمي. وقال: «نحن لا ندعو إلى وحدة سورية فقط، وإنما إلى وحدة الأمة العربية بكاملها»، بحسب تعبيره.

وشدّد المقداد على أنّه «ليس هناك مكوّن من الشعب السوري يريد تدمير سورية إلّا قلّة ممّن تورط مع الإرهاب»، ومتفائل بعزيمة الشعب السوري ووجود الإصرار لدى الجيش العربي السوري على محاربة الإرهاب، وبالتالي سيتحقّق النصر بتضحيات الشهداء الذين رسموا بدمائهم مستقبل سورية.

وأشار المقداد إلى أنّ العدو الذي تواجهه سورية شرس وما زالت هناك دول تدعم الإرهاب، لافتاً إلى أنّ داعمي الإرهاب اليوم بدؤوا يوجّهون الاتهامات إلى بعضهم ويفضحون تورّطهم بهذا الدعم.

وأوضح المقداد، أنّ سورية وإعلامها الوطني منذ سبع سنوات، كانت تحذّر من خطر دعم الإرهاب من أطراف كـ»قطر والسعودية»، واليوم نجد أنّ «سيّدهم الأكبر أميركا، يطالب قطر بالتوقّف عن دعم الإرهاب»، مطالباً الإعلام الوطني بالاستمرار والتركيز على «فضح من تورّط بالإرهاب حتى بعد نهاية الحرب».

ميدانيّاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ رئيس هيئة الأركان العامّة للجيش، الجنرال فاليري غيراسيموف، بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد تطوّرات الوضع الأمني في سورية والعراق.

ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن بيان للوزارة، قوله إنّ الطرفين «تبادلا الآراء حول الوضع في سورية والعراق، وبحثا الخطوات اللاحقة في مكافحة المنظّمات الإرهابية الدوليّة»، مضيفاً أنّ المحادثات تناولت أيضاً «مسائل متعلّقة بأداء منطقة خفض التوتر في جنوب شرقي سورية».

وكانت الخارجية الروسية أعلنت في بيان لها أمس الأول، أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون على هامش قمّة «آسيان» في العاصمة الفيلبينية مانيلا، الخطوات اللاحقة لتسوية الأزمة في سورية، بما في ذلك تطوير مذكّرة إقامة مناطق تخفيف التوتر.

وأكّد لافروف ضرورة التقيّد الصارم بسيادة سورية وسلامة أراضيها، وبأحكام قرار مجلس الأمن التي أرست أُسُس تحريك العملية السياسية.

إلى ذلك، قُتل وجُرح نحو 80 مسلّحاً من تنظيم «داعش» في هجوم فاشل شنّه التنظيم على نقاط للجيش السوري وحلفائه في حميمة بريف حمص، وذلك بهدف العودة إلى مدينة السخنة التي كان قد خسرها التنظيم منذ أيام.

وأضافت مصادر، أنّ مسلّحي «داعش» فرّوا من المعركة في حميمة تاركين جثثاً لقتلاهم وأسلحة وذخائر.

واستعمل تنظيم «داعش» في هجومه خمس سيارات مفخّخة، بالإضافة إلى عدد من الانتحاريين.

ولم يعلن الجيش السوري رسميّاً السيطرة على السخنة بعد، نظراً لوجود المفخّخات في المدينة، ولعلمه أنّ «داعش» قد يشنّ هجمات مضادّة ليعود إلى المدينة.

من جهةٍ أخرى، أحبط الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً على محورَيْ البغيلية وتلّة أم عبود في دير الزور، حيث يتابع تقدّمه بعد أن سيطر على مساحة كيلومتر تقريباً في منطقة المقابر.

أمّا في ريف السويداء، فقد سيطر الجيش السوري على مساحة 100 كلم مربّع، وتحديداً في المنطقة القريبة من الحدود السورية الأردنية، والتي شملت منطقة قاع سارة ووادي الشعاب ونقطة المخفر 133.

وتقع أهمية هذا التقدّم في قطع طرق الإمدادات التي كانت تأتي من المنطقة الجنوبيّة السوريّة للمجموعات المسلّحة في مدينة درعا، وحتى المسلّحين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأشارت مصادر إلى أنّ الجيش السوري دعا الأهالي للعودة إلى ثلاث بلدات في ريف الرقة، على أن تبدأ هذه العودة الخميس في العاشر من الشهر الحالي، كما وجّه الجيش السوري دعوات مماثلة لأهالي ريف حلب الشرقيّ لكي لا تبقى هذه القرى مهجورة ولا يعود هناك احتمال لعودة الجماعات المسلّحة إليها.

وأكّد المرصد السوري المعارض، بأنّ ما لا يقلّ عن 29 مدنياً بينهم 14 طفلاً استشهدوا بغارات جوّية شنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال الساعات الماضية في الرقة شمال سورية.

وبحسب المرصد، فإنّ من بين ضحايا غارات التحالف أسرة مكوّنة من 14 فرداً كانت قد فرّت إلى الرقة من مدينة تدمر.

وفجر أول أمس الثلاثاء، ارتكب التحالف مجزرتين بحقّ مدنيّين سوريّين، إحداهما في مدينة الميادين والريف الشرقي من مدينة دير الزور وأخرى في الرقة ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.

وكان التحالف اعترف في تموز، أنّ غاراته قتلت ما لا يقلّ عن 600 مدني في كلٍّ من العراق وسورية منذ أن بدأ العمليات في 2014، وهو رقم أقلّ كثيراً من الأرقام الحقيقيّة للضحايا.

وتأتي هذه المجازر بعد توجيه دمشق رسالتين لكلّ من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مجلس الأمن الدولي، تطالب فيهما بالحلّ الفوري للتحالف الدولي لارتكابه مجازر في مدينتَيْ دير الزور والرقة، كذلك لاستخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً من قِبل «التحالف الدولي» عينه بقيادة واشنطن بشكل ممنهج، وهو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي.

وكانت ستّ منظّمات حقوقية وأهلية في الولايات المتحدة أجرت جلسةَ نقاش حول حملة بدأتها تحت شعار «لا للطائرات العسكرية الأميركيّة في الأجواء السورية».

وتطالب المنظّمات بوقف عمليات واشنطن العسكرية في سورية، وجعل المشاركة الأميركيّة لحلّ الأزمة محصورة في الجانب السياسي والدبلوماسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى