لافروف يؤكّد أنّ الأميركيّين يحمون «النصرة» لاستخدامها بعد هزيمة «داعش» كجماعة ضدّ الدولة السورية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ أميركا تقف صامتة، وربما تشجّع بعض اللاعبين الخارجيين الذين لا يزالون يدعمون تنظيم «جبهة النصرة» في سورية.

وتابع، خلال مشاركته في منتدى شبابي منعقد في مقاطعة فلاديمير الروسية، أنّ «هناك دلائل كثيرة على مساعي بعض اللاعبين الخارجين لحماية التنظيم الإرهابي»، مضيفاً أنّه لا يتذكّر أنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يوجّه ضربات إلى مواقع «داعش»، أقدم على مثل هذه الخطوات النشطة أو نفّذ عمليات عسكرية ملموسة ضدّ تنظيم «النصرة».

وتابع قائلاً: «نشتبه بأنّهم يحمون «النصرة» لكي يستخدموها بعد هزيمة «داعش».. كجماعة ذات استعداد قتالي عالي لمحاربة الحكومة السورية والتغيير المرجوّ للنظام». وأضاف أنّه «لم يعد هناك مجال للشكّ في أنّ «داعش» سيتكبّد الهزيمة، رغم أنّه من الصعب التنبّؤ بموعد الانتصار النهائي عليه».

ميدانيّاً، تقدّم الجيش السوري في ريف حمص الشرقي، حيث استعاد السيطرة على قرية «الطرفاوي» شمال شرقي أبو العلايا، بحسب الإعلام الحربي، وقضى الجيش على أعداد من مسلّحي «داعش»، ودمّر أسلحة من بينها آليّات مزوّدة برشاشات.

وفي مقابل الحدود اللبنانية، تحديداً في القلمون الغربي السوري، شنّ الجيش السوري غارات عنيفة على نقاط «داعش» في مرتفع الحشيشات والشلوبي في جرد الجراجير، ومعبر فيخ.

في غضون ذلك، بدأ الجيش السوري بتجهيز المخافر الحدودية مع الأردن بعد استعادة كامل بادية السويداء. وبدأت قوّات حرس الحدود السورية تثبيت نقاطها في المخافر الحدودية في ريف السويداء الشرقي، بعد السيطرة على 30 كم من الشريط الحدودي مع الأردن.

كما وأفاد الإعلام الحربي السوري أنّ الجيش السوري رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر أبو شرشوح عند الحدود السوريّة الأردنية.

وتعدّ استعادة هذه المنطقة والنقاط الحدودية مع الأردن إنجازاً عسكرياً مهمّاً، فالجيش السوري أغلق معابر تهريب الأسلحة والذخائر من البادية باتجاه محافظتَي درعا وريف دمشق.

وقد حرّر الجيش السوري وحلفاؤه كامل بادية السويداء بعد طرد إرهابيّي «داعش» منها، كما سيطروا على الحدود مع الأردن في السويداء وقطعوا طرق إمداد الإرهابيّين باتجاه ريفَي دمشق ودرعا.

وانقسمت عملية السيطرة إلى أربع مراحل عسكرية، تمّت خلال أقلّ من ثلاثة أشهر.

البداية كانت في منتصف أيار من العام الحالي، حيث استهلّ الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء معركة السيطرة على بادية السويداء الواقعة تحت سيطرة «قوات أحمد العبدو» و«جيشِ أحرار العشائر» و«جيش أسود الشرقية»، انطلاقاً من منطقة «رشيدة» باتجاه منطقة «الآبار» شرقاً، وصولاً إلى «سدّ الزلف»، مستعيداً بذلك مساحة تقدّر بـ400 كلم مربع في غضون أربعة أيام.

وفي العاشر من تموز الفائت، تمكّنت القوّات في عملية سريعة ومباغتة من السيطرة على عدد من مناطق البادية الشرقية للسويداء عبر ثلاثة محاور، بالتزامن مع غارات جويّة ورمايات مدفعيّة وصاروخية.

واستعاد الجيش السوري مساحة تقدّر بـ600 كلم مربع وسط حالات فرار وانهيار جماعي للمسلّحين، وبتنفيذ كامل أهداف المعركة انتهت المرحلة الثانية.

بعد ذلك بعدّة أيام، ومن خلال عمليات الرصد والاستطلاع في الجيشِ السوري، أفادت غرفة العمليات بفرار المسلّحين من مواقعهم على مساحة واسعة باتجاه جنوب شرقي السويداء، فقامت القوّات بتنفيذ رمايات مدفعيّة وصاروخية على مواقعهم وأحكمت السيطرة على مناطق شاسعة تمتدّ من شمال غربي «سد الزلف» وشرقه وصولاً إلى تلّ «الجارين»، كما استعادت السيطرة على مساحة تُقدّر بـ 1100 كلم مربع، وحقّقت جميع أهداف المرحلة الثالثة.

المرحلة الرابعة انتهت بعدما أَحكم الجيش السوري وحلفاؤه سيطرتهم على كامل المخافر والنقاط الحدودية مع الأردن، بمساحة تُقدّر بـ 1300 كلم مربع، وأوقع خسائر فادحة في صفوف المسلّحين من أفراد وآليّات وأسلحة وعتاد.

إلى ذلك، فرّق مسلّحون تابعون لـ«جبهة النصرة» تظاهرة لأهالي منطقة عربين في غوطة دمشق الشرقيّة، شارك فيها أكثر من 1500 شخص، تطالب بخروج مسلّحي الهيئة من الغوطة.

وقال النشطاء، إنّ مسلّحي الهيئة أطلقوا النار على المتظاهرين، ما أوقع عددا من الإصابات بين صفوفهم.

وذكروا أنّ التظاهرات مستمرّة لليوم الثاني على التوالي.

يُذكر أنّ المنطقة تشهد صراعاً منذ نيسان الماضي بين «هيئة «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» من جهة، و«فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» من جهةٍ أخرى. وتتركّز الاشتباكات بين الجانبين في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا في الغوطة الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى