هوامش

الطائرة تقلع بسرعة…

تخترق الغيم، تقتحم العاصفة وتدخل في المجهول،

حيث المطر، وهي تبتعد عن الضوء.

الطائرة المتوجّهة إلى السراب… تبتلع الضباب.

أمضغ الخوف في لحظات الدخول في مجال القلق.

أتنفّس بِروحَين وينبض دمي بِقلبَين، وأخاف ألا أبتسم للمطر،

وألّا أشعر في هذا الصقيع.

وهذا الرعب المخنوق على مسافة مع الزجاج السميك.

وحدهما عيناك تتراءيان كظلّ يبتسم،

كضوء في العاصفة

كصدى في فضاء ملبّد بكثير من الهمسات.

على مسافة بعيدة كأنك تهبط من سماء ما بعد الغيم والنور،

تأخذ النَّفَس الأعمق ما بعد حدود رئتيك، وتسقط وتسقط من الحلم ومن المخيّلة.

وحده وجهك لم يتنكّر ويتبدّل ويتلوّن… قرب النجوم وفوق الغيم،

والطائرة على وشك الهبوط، استجمع حضورك بي ونهبط بكثير من العناق والقبل،

كأننا نكتشف اليابسة للمرّة الأولى.

زاهر العريضي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى