الأشهر المقبلة هي الأكثر إثارة في تاريخ السعودية… واستراتيجيات ترامب تنهار أمام روسيا وسورية

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً لمحرّرها لشؤون الشرق الأوسط، الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك، تناول فيه الأزمة الخليجية وتداعياتها الخارجية، كما تناول أيضاً قضية غلق قناة «الجزيرة» القطرية.

وقال فيسك، إنه «عندما تطالب السعودية وإسرائيل بغلق قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية، فيجب القول إنها تفعل شيئاً صحيحاً». و«لكن لا تكن رومانسياً جداً حول هذا الموضوع. فعندما يمرض السعوديون الأثرياء، كان من المعروف أنهم يطيرون إلى تل أبيب على طائراتهم الخاصة لتلقي العلاج في أرقى المستشفيات في إسرائيل. وعندما تقلع المقاتلات السعودية والإسرائيلية إلى الهواء، يمكنك التأكد من أنها سوف تقصف اليمن أو سورية».

وأضاف «عندما يشير الملك سلمان أو بالأحرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإصبعه على أنّ إيران هي أكبر تهديد لأمن الخليج، يمكنك أن تتأكد من أنّ نتنياهو سوف يفعل بالضبط وعلى وجه التحديد نفس الشيء، ولكن يحلّ محلّ «أمن الخليج» بطبيعة الحال «الأمن الإسرائيلي». لكنه عمل غريب عندما يرتبط رفع السعوديون وتيرة قمع وسائل الإعلام بدعم من «منارة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان» إسرائيل ونتنياهو وحكومته».

ويقول فيسك بسخرية «لذلك دعونا نعرض باختصار آخر مظاهر التسامح الإسرائيلي تجاه حرية التعبير التي نؤيدها جميعاً ونعززها ونحبها ونعشقها ونعتبرها حجر الزاوية لديمقراطيتنا وما إلى ذلك، وما إلى ذلك، وما إلى ذلك.

خلال هذا الأسبوع، كشف أيوب قرة، وزير الاتصالات الإسرائيلي، عن خطط لسحب تصاريح صحافيي «الجزيرة»، وإغلاق مكتبها في القدس، ووقفها من محطات البث التي تقدّم خدمات الكابلات والأقمار الصناعية المحلية».

ويضيف: «اتهم نتنياهو منذ وقت طويل قناة «الجزيرة» بالتحريض على العنف في القدس، وخاصة في تقاريرها عن عمليات القتل الأخيرة في القدس، ولكن كلّ صحافي أجنبي في إسرائيل وخارجها تجرّأ على انتقاد الدولة في وقت أو آخر اتهم بالتحريض وكذلك معاداة السامية وغيرها من الأكاذيب».

ويقول فيسك: «لقد وجدت أنا شخصيا أنّ تقارير «الجزيرة» من إسرائيل مثيرة للشفقة جداً، لقد كانت تتودّد وتبجّل بوضوح عندما ظهرت مذيعتها القطرية التي أعربت للمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على الهواء عن تعازي قناتها في وفاة أرييل شارون، وهو المسؤول عن مذبحة صبرا وشاتيلا التي وقعت في عام 1982 والتي أدّت إلى مقتل أكثر من 1700 فلسطيني».

ويتابع فيسك في مقاله «مع ذلك اتخذ أيوب قرة نفس موقف زملائه العرب. وقال إنّ على إسرائيل أن تتخذ خطوات ضدّ «وسائل الإعلام التي تتهمها جميع الدول العربية تقريباً بتأييد الإرهاب». «إذا كان هناك تحالف غير مكتوب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، فإنّ جميع الخيارات كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهيلاري كلينتون كانت على الطاولة». «فالسجن دون محاكمة والإعدام خارج نطاق القانون وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد والحكم العسكري كلّ هذه الخصائص تنتمي إلى «جميع الدول العربية تقريباً ـ وإسرائيل في الأراضي التي تحتلها».

ويضيف: «أما بالنسبة لكونها «مؤيدة للإرهاب» أقتبس من الوزير الإسرائيلي قرة مرة أخرى ، يجب أن نسأل أولاً لماذا صدّر العرب الخليجيون مقاتليهم وأموالهم إلى الإسلاميين الأكثر شراسة في الشرق الأوسط. ثم نسأل لماذا لم تقصف إسرائيل هذه المخلوقات الخبيثة نفسها، بل نسأل لماذا أعطت إسرائيل العلاج بالمستشفيات للمقاتلين الجرحى من «جبهة النصرة» أيّ تنظيم «القاعدة».

ويتابع فيسك «كما يجب ألا ننسى أنّ الرئيس الأميركي ونظامه الغريب هو أيضا جزء من الكونفيدرالية السعودية الإسرائيلية المناهضة للشيعة. ترامب أبرم صفقات مبيعات أسلحة بـ350 مليار دولار للسعوديين، وموقفه من إيران وكراهيته للصحافة والتلفزيون في العالم يجعله جزءاً حميماً من نفس التحالف.

ويضيف: «لكن لا يزال هناك إسرائيليون شرفاء يطالبون بدولة للفلسطينيين. وهناك سعوديات متعلمات جيداً يعترضن على «الوهابية المظلمة» التي تأسّست عليها مملكتهن، وهناك الملايين من الأميركيين من البحر إلى البحر، الذين لا يعتقدون أنّ إيران عدوّهم ولا السعودية صديقتهم. ولكن المشكلة اليوم في كلّ من الشرق والغرب هي أنّ حكوماتنا ليست أصدقاءنا. هم مضطهدونا أو أسيادنا، ويقمعون الحقيقة وحلفاء للظالم».

ويضيف «يريد نتانياهو إغلاق مكتب «الجزيرة» في القدس. وولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد إغلاق مكتب «الجزيرة» في قطر. بوش فعلاً قصف مكاتب «الجزيرة» في كابول وبغداد. وقرّرت تيريزا ماي إخفاء تقرير حكومي عن تمويل «الإرهاب»، خشية أن يزعج السعوديين وهذا هو بالضبط السبب الذي أخفاه بلير في تحقيق أجرته الشرطة البريطانية بشأن الرشوة المزعومة من قبل السعودية قبل عشر سنوات».

«نيويورك تايمز»

طرحت الصحيفة الأميركية، الأربعاء 10 آب، تساؤلاً حول إذا ما كانت قطر داعمة للتطرف، فماذا تدعم السعودية؟

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز الأميركية إنّ المواجهة بين قطر والسعودية، خاصة في ما يتعلق بدعم التطرف الإسلامي والإرهاب، لا يزال أمراً محيّراً، خاصة أنّ قطر ليست بريئة، والقول للصحيفة، وكذلك فإنّ السعوديين ليسوا أبرياء.

وتابع تومي ويلسون، كاتب المقال التحليلي: «لنكن واضحين، لم تكن السعودية داعمة بشكل مباشر للمنظمات الإرهابية، لكنها نشرت مجموعة من المعتقدات شكلت الجذوة التي انتشر بها التطرف الديني».

ومضى قائلاً: «خلقت تلك المعتقدات التي نشرتها السعودية نظرة عالمية غير ليبرالية، وغير متساحمة، ومعادية للغرب، وتروّج لإغلاق العقل واتباع الخطابات الدعائية الإسلامية العنيفة، وتعزيز التعصّب والتحريض على الكراهية».

وأوضحت الصحيفة أنّ السعودية ساهمت في إخراج جيل من الشخصيات الدينية الإسلامية، الذين درّبتهم على الإيديولوجية الوهابية في مؤسّسات تابعة لها في المملكة، مثل أبو أسامة الذهبي، الذي تخرّج من إحدى الجامعات السعودية، والذي دعا إلى الحرب المقدسة ضدّ الكفار في بريطانيا، وقتل الرجال مثليّي الجنس والمرتدّين، وإبادة غير المؤمنين».

كما اشترت دور النشر التابعة للمملكة منذ سنوات عديدة بتوزيعها نصوص وكتب تروّج للفكر المتطرف في المجتمعات الإسلامية في بريطانيا وأوروبا، خاصة بعدما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنّ نحو 5 آلاف طفل في بريطانيا كانوا يدرسون المناهج الدراسية الرسمية في السعودية، التي كانت تظهر كيفية قطع أيدي اللصوص.

وفي كانون الأول، الماضي، خلص تقرير صادر عن أجهزة الاستخبارات الألمانية إلى أنّ المؤسسات الخيرية التابعة لحكومات السعودية وقطر والكويت، كانت تموّل الجماعات السلفية المتطرفة في ألمانيا منذ سنوات عديدة.

«واشنطن بوست»

أفاد تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بأنّ دولة قطر «الصغيرة» تصمد بثبات أمام مقاطعة 4 من الدول المجاورة لها، في أزمة عميقة عصفت بالمنطقة، أضحت قطر فيها تلعب دور الهجوم.

ووفقاً للصحيفة، فقد استخدمت الدولة الخليجية، الغنية بالطاقة، بعد مرور شهرين على حملة المقاطعة، المليارات التي تملكها، من أجل تقوية اقتصادها وأمنها، كما أنّ الدوحة أعلنت جملة من الإصلاحات، وعزَّزت علاقاتها مع تركيا وإيران، الأمر الذي قد يعيد بحسب «واشنطن بوست» تشكيل التحالفات في المنطقة لسنوات. مشيرة إلى أنّ جهود الولايات المتحدة فشلت في التوسّط بين حلفائها المقرّبين، وبدلاً من ذلك تدار الأزمة بحدة في محافل دبلوماسية وقانونية.

وعن الإجراءات القطرية في مواجهة التحديات التي نتجت عن الأزمة مع مجموعة من جيرانها، أفاد التقرير بأنّ قطر قامت بمواجهة المقاطعة بشدة من خلال تقديم شكاوى لمجلس الأمن الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ودعت منظمة الطيران المدني الدولي، التابعة للأمم المتحدة، لبحث ما إذا كانت السعودية وحليفاتها قد انتهكت أيَّا من معاهدات السفر جواً بعد غلق مجالاتها الجوية أمام الرحلات الجوية القطرية.

كما عزّزت قطر علاقاتها مع الغرب لتعويض خسارة حلفائها الخليجيين السابقين. ففي الأسبوع الماضي أعلنت قطر شراء 7 سفن حربية إيطالية بقيمة 6 مليارات دولار، واشترت من الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز «إف 15 بقيمة 12 مليار دولار في يونيو الماضي.

«نيويوركر»

قالت مجلة «نيويوركر» الأميركية إنّ الحركة الوطنية الفلسطينية توشك على الوصول إلى نهاية طريقها، معتبرة أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يمثل آخر أمل لها للوصول إلى تسوية سلمية مع «إسرائيل» من خلال المفاوضات.

ونشرت الصحيفة تقريراً لها استعرضت فيه توقعات عن وضع القيادة الفلسطينية ومستقبلها، استناداً إلى ما نقلته عن الباحثين الفلسطينيين حسين أغا وأحمد سميح الخالدي، اللذين كانا مشاركين في المفاوضات بين «إسرائيل» والفلسطينيين على مدى ثلاثة عقود مضت.

وتنقل الصحيفة عن الباحثين قولهما «إنّ عباس هو الوحيد المتبقي الذي يملك الصلاحيات للتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل».

وتصف «نيويوركر» مؤسسات الحركة الوطنية الفلسطينية بأنها «تتعفن»، في ظلّ عدم وجود قيادة بديلة، أو نجاح سياسي واضح، ودون تقدّم في مسيرة التسوية مع وجود خصومات إقليمية.

وعن مستقبل عباس وشعبيته قالت الصحيفة «إنّ مكانة عباس في أوساط شعبه تضرّرت جدا لمشاركته الثابتة والعقيمة في المسيرة السلمية، وبسبب معارضته العنيدة للكفاح المسلح، إضافة إلى التزامه المطلق بالتعاون الأمني مع إسرائيل».

ويستعرض الباحثان «كيف أصبحت الساحة السياسية الفلسطينية نظاماً سياسياً من رجل واحد .. ، وكيف تعمل القيادة على إسكات كلّ معارضة سياسية حقيقية، إلى جانب الجهود للتحكم بما تبقى من المؤسسات المتعفنة لحركة فتح التي يرأسها عباس، فما كان في الماضي نقاشاً سياسياً هائجاً أصبح حواراً تعباً، وفي نفس الوقت أصبح الفلسطينيون مغتربين عن الهيئات التي تمثلهم».

ويعيد الباحثان حالة السلطة المتردّية أيضاً إلى «أنّ الفلسطينيين فقدوا بقدر كبير القدرة على المناورة بين المصالح المختلفة والمتعارضة في العالم العربي، وأصبحوا متعلقين أكثر بالدعم الخارجي، ولـ»النية الطيبة» لإسرائيل في معالجة الاحتياجات اليومية للسكان الفلسطينيين في المنطقة».

وختمت «نيويوركر»، بالقول إنه في عصر ما بعد عباس سيصعد الفلسطينيون إلى طريق غير معروف، من الصعب التوقع إلى أين سيؤدّي. فالنزاع المتواصل بين فتح وحماس، والإخفاقات الفلسطينية تشير كلها إلى صعود قيادة مستقبلية بعد عباس لا تمثل كلّ الفلسطينيين وستكون أضعف، وأقلّ استقراراً».

«نيزافيسيمايا غازيتا»

تطرق الكاتب راوي مصطفين، في مقال له نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، إلى تطورات أزمة الخليج مشيراً إلى اجتذابها شركاء جدداً.

جاء في المقال: على الرغم من طلب «رباعية» الدول العربية إغلاق القاعدة التركية على الأراضي القطرية، فإنّ الدوحة وأنقرة أجرتا مناورات عسكرية مشتركة، حملت تسمية «الدرع الحديدية».

وهكذا، فإنّ الأزمة القطرية، التي دخلت مرحلتها المزمنة، هي مثل الإعصار الاستوائي، الذي ضعف قليلاً، لكنه لا يزال يحتفظ بقوته الهدامة، تجر إلى دوامتها دولاً ومنظمات دولية جديدة.

فقبل أيام أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا عن نيته وقف بث قناة الجزيرة القطرية، وإغلاق مكتبها وطرد 30 موظفاً يعملون هناك. وقال: «عندما ترى الدول العربية أننا لا نحارب قناة الجزيرة، فإنهم سوف يستنتجون أننا متضامنون مع إيران، حزب الله وحماس».

ووفقاً للوزير الإسرائيلي، فإنّ نشاطات التلفزيون القطري أصبحت تهدّد أمن الإسرائيليين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم في وقت سابق قناة الجزيرة بالتحريض مشيراً إلى التغطية التلفزيونية للأحداث الأخيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، والمواجهات بين المحتجّين الفلسطينيين والسلطات الأمنية الإسرائيلية، والتي أدّت إلى إصابة أكثر من 100 شخص.

وبناء عليه، اتخذت إسرائيل موقفاً تضامنياً مع «الرباعية المناهضة» لقطر، والتي تتألف من السعودية، البحرين، الإمارات العربية ومصر، والتي أعلنت عن وقف بث قناة الجزيرة على أراضيها في وقت سابق. من جهة أخرى، عدَّ القطريون القرار الإسرائيلي مجحفا، ويعتزمون تقديم شكوى إلى المحكمة ضدّ السلطات الإسرائيلية.

ويبدو أيضا أنّ أزمة الخليج بدأت تجتذب المنظمة الدولية للطيران المدني. وذلك بعد أن أعلنت السلطات الجوية للدول العربية الأربع، وبعد التشاور مع ممثلي منظمة الطيران المدني الدولي، عن فتح تسعة ممرات جوية للطيران المدني القطري، أحدها يمرّ في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأبيض المتوسط، والذي تتحكم في مساره هيئات مراقبة حركة الطيران في مصر. أما الممرات الأخرى، فتمرّ عبر أجواء الخليج، التي تشرف عليها دولة الإمارات.

بيد أنّ الدوحة تقول إنّ هذا النبأ عارٍ عن الصحة، وعلى أقلّ تقدير، هي لا تعلم عنه شيئاً. في حين أنّ ممثلي منظمة الطيران المدني الدولي يلتزمون الصمت في هذا الشأن، ولم يعلقوا على ذلك.

ومن الجدير بالملاحظة أنه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة و«الرباعية العربية» فتحت إيران مجالها الجوي أمام حركة الطيران المدني لقطر.

هذا، وتتعرّض قطر لضغط إعلامي. فقد نشر موقع «عرب نيوز» نتائج استطلاع للرأي العام بين 2263 من مواطني الولايات المتحدة الأميركية، والذي أجرته شركة «يو غوف». واتضح أن 27 من الأميركيين، وهم عادة لا يهتمّون بالقضايا الدولية، يعدُّون قطر دولة صديقة، بينما أشار 50 منهم إلى ضرورة نقل القاعدة العسكرية الأميركية مع 11 ألف عسكري يرابطون فيها إلى دولة أخرى، كما رأى 44 من المستطلَعين أنّ قناة الجزيرة تساند المنظمات الإرهابية.

وكيفما كان عليه الحال، فإنّ قطر لا تستسلم. وهي لا تظهر عدم رغبتها في تنفيذ المطالب التي قدّمت إليها فحسب، بل تبدو وكأنها تفعل كلّ شيء عمداً لإغاظة خصومها.

هذا، وانتهت أمس المناورات العسكرية المشتركة القطرية – التركية «الدرع الحديدية»، التي كان هدفها، كما ذكرت صحيفة «الشرق» القطرية ، هو «التحقق من جاهزية القوات القطرية لحماية المنشآت الاقتصادية والاستراتيجية والبنى التحتية الحيوية».

«أوراسيا ديلي»

نشر موقع «أوراسيا ديلي» الروسي مقالاً بقلم خبيرة فرنسية عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً مشروع قانون يشدّد العقوبات ضدّ روسيا.

كتبت أستاذة كلية القانون العام في جامعة مونبلييه الفرنسية، الأستاذة الزائرة في جامعة موسكو الحكومية، كارين بيشيه:

إنّ محاولات عزل روسيا ليست من أجل القرم، أو من أجل أوكرانيا، وبالتأكيد ليست من أجل حربها ضدّ الإرهاب في سورية، بل لأنّ موسكو أعلنت من جديد عن وجود مصالح لها وطنية، وعن حقها الطبيعي في الدفاع عنها، لأول مرة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي».

إنّ الولايات المتحدة تواصل سياستها، التي تهدف إلى عزل روسيا. وهو أمر ليس غريباً، فبعد الخلل الذي أحدثه انهيار الاتحاد السوفياتي في التوازن الجيوسياسي العالمي، طالبت روسيا بضرورة الاعتراف بوجود مراكز سياسية أخرى في العالم، بما في ذلك روسيا نفسها. وكان من الطبيعي أن تصطدم هذه الدعوة بمقاومة عنيفة. وبما أنّ روسيا أصبحت رمزاً للانفصال عن باكس أميركانا مفهوم سيادة السلام والاستقرار في ظلّ إمبراطورية أميركية المترجم ، فقد شنّوا ضدّها حرباً هجينة تحت ستار الرهاب من روسيا، واستكملوا ذلك في المجال الاقتصادي تحت غطاء ما يسمّى بـ «العقوبات»، التي يشكل مشروع القانون الأميركي الجديد إحدى وجباتها. وقد شبَّه رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف مشروع قانون العقوبات الجديد هذا بإعلان «حرب تجارية حقيقية» ضدّ روسيا.

ومن الواضح ألا أساس مطلقاً لهذه العقوبات. والمطلوب ببساطة هو شيطنة روسيا، وترسيخ صورة كاذبة في ذهن الأميركيين بأنها مذنبة في نتائج انتخاباتهم الرئاسية. لكن، وكما قال بحق رئيس مجلس النواب الروسي «الدوما» فياتشيسلاف فولودين: «لو لم تكن الانتخابات، لوجدوا أيّ ذريعة أخرى».

وفي ظلّ هذا الوضع القائم، يصبّ «الدوما» اهتمامه على منطقة النفوذ الروسي التاريخية، أيّ على منطقة الاتحاد السوفياتي سابقاً، وعلى المنظمات الدولية، التي تحترم المصالح الوطنية الروسية، مثل رابطة الدول المستقلة، منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. وفي الوقت نفسه، لم تخرج روسيا من المنظمات الأخرى الغربية، مثل الجمعية البرلمانية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. وتواصل موسكو اللقاءات والمناقشات مع ممثلي هذه المنظمات. هذا، على الرغم من أنّ هذه الهيئات قد تحوّلت إلى ميادين للنزاعات الدبلوماسية، وخاصة أنها هيئات للعالم أحادي القطب، ولم تعد قادرة على التعاطي مع «روسيا بعد السوفياتية»، روسيا الحديثة، لأنّ أصحابها بحاجة إلى روسيا أخرى، روسيا المطيعة، وليس روسيا التي تعلن عن مصالح وطنية خاصة بها ومشروعة.

وهنا تستطيع الدبلوماسية البرلمانية أن تلعب دوراً مساعداً في الحفاظ على التواصل بين الدول، وتجاوز هذه المنظمات المؤدلجة، وتأمين اتصال مباشر بين الحكومات، وهذا ما قرر مجلس النواب الروسي التركيز عليه في نشاطه حاليا على الصعيد الدولي.

وبشكل عام، فالعزلة ليست شيئاً مخيفاً. وهي ليست علامة على ضعف روسيا، بل دليل على تعاظم قوتها. فأولاً، مفهوم «العزلة» بحدّ ذاته يبدو هنا غريباً، ويعكس على الأرجح رؤية قديمة للعالم عفا عليها الزمن، ترى أنّ «الغرب وحده هو مركز العالم»، وأنّ العالم كله يبقى يدور في فلك عدد من العواصم الغربية. وأنّ «إغلاق» بوابات هذه العواصم في وجه أحد ما يمثل أشدّ أنواع العقوبة له، وكأنّ العالم يخلو من وجود آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا وهلم جرا.

إنّ روسيا لا تعاني من «العزلة»، وتعمل على تطوير علاقاتها مع كلّ الأجزاء الأخرى من العالم، مع الصين والهند وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول القوية الأخرى، وعلى قاعدة المنفعة المتبادلة.

ثانياً، في هذه الحالة نحن نتحدّث ليس عن «العزلة»، بل على الأرجح عن التحرّر التحرّر من التبعية ، أو إذا صحّ التعبير عن النمو الذاتي. وبقدر ما يخفّ اعتماد روسيا على الغرب، تزداد استقلالية و«نضوجاً»، وهذا هو التحرّر الحقيقي الذي يقع في صلب مفهوم سيادة الدولة، والذي يستطيع أن يسمح به لنفسه القوي فقط.

«برافدا»

زعمت صحيفة «برافدا» الروسية، أنّ السعودية تشهد فترة حرجة هي الأخطر من نوعها في تاريخها الحديث، مؤكدة أنه من الصعب التكهّن بما سيحدث للمملكة في المستقبل القريب.

وادّعت الصحيفة الروسية، في تقرير لها، تفاقم حالة عدم الاستقرار في الدول الغنية بالنفط، وخاصة السعودية، التي قالت الصحيفة، إنها تواجه العديد من التحديات في الوقت الراهن، مؤكدة أنّ الأشهر القليلة المقبلة قد تكون الأكثر إثارة في تاريخ المملكة الحديث.

وزعمت الصحيفة، أنّ العديد من أفراد العائلة المالكة الموسّعة يرغبون في التخلص من ولي العهد الشاب، مؤكدة أنّ السبب وراء ذلك صعود بن سلمان السريع إلى قمة السلطة وسيطرته شبه المطلقة على الاقتصاد والجيش السعودي بدعم من والده الملك سلمان، وذلك بحسب الصحيفة الروسية.

كما ادّعت الصحيفة، أنّ «الحرب اليمنية واحتدام التوتر في المنطقة الشرقية للبلاد، أبرز العوامل التي تساهم في تفاقم المخاطر المحدقة بالمملكة».

وأوردت الصحيفة، أنّ حرب اليمن مثلت أول اختبار فشل فيه، بن سلمان، نظراً لأنه المُلام الأول على تورّط المملكة في هذه الحرب، فهو من اتخذ هذا القرار أثناء توليه منصب وزير الدفاع، مؤكدة أنّ الحرب استمرّت لمدة طويلة دون أن تحقق أيّ نتائج تذكر، وفق الصحيفة.

وزعمت الصحيفة أنّ «هذه الحرب لا تحظى بدعم تامّ من قبل قوات الجيش السعودي»، مؤكدة أنها كلفت السعودية أموالاً طائلة، كان آخرها شراء كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية.

وزعمت الصحيفة الروسية، أنّ «الفكر الإرهابي متجذّر بعمق في عقول العديد من الشباب في المملكة»، مؤكدة أنه لذلك «من الصعب أن يتمكن ولي العهد السعودي من الشعور بالأمان التامّ في المستقبل»، على حدّ قول الصحيفة.

أما بالنسبة للمنطقة الشرقية في السعودية، فقد قالت الصحيفة الروسية، إنّ هذه المنطقة تشهد اضطرابات، وتشكل تهديداً لا يستهان به على مستقبل المملكة، وأوردت أنّ السكان في تلك المنطقة من البلاد، يشعرون بالاضطهاد.

وحسب الصحيفة، تعدّ فرص الرياض في التمكّن من التخفيف من حدة التوتر في تلك المنطقة ضئيلة جداً، وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يتفاقم الصراع في المستقبل بينها وبين قطر وإيران، واستعداداً لمواجهة هذه التهديدات، تحاول المملكة إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والحدّ من تأثير العشائر المنافسة، إلا أنّ هذه الجهود لم تؤت أكلها بعد، كما تقول الصحيفة.

وختمت الصحيفة، تقريرها، بأنّ «السعودية تشهد فترة حرجة هي الأخطر من نوعها في تاريخها الحديث، وبناء على المؤشرات الحالية، يصعب توقع ما سيحدث للمملكة في المستقبل القريب»، بحسب تعبير الصحيفة.

«فورين بوليسي»

أشارت تقارير صحفية أميركية إلى أنّ استراتيجيات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تنهار بصورة كبيرة أمام روسيا.

ونشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مقالاً تحليلياً حول حول انهيار استراتيجيات ترامب في سورية، أمام موسكو والحكومة السورية.

وقالت المجلة الأميركية إنّ الإدارة الأميركية أدارت الحرب في سورية بصورة «خاطئة» تماماً.

وبدأت المجلة قائلة إنّ ترامب اتخذ قراراً في بادئ الأمر بتسليح وحدات «حماية الشعب الكردية» السورية للهجوم على عاصمة تنظيم «داعش» الإرهابي في الرقة، ولكنها اكتشفت بعد فترة أنّ هذا الأمر سيكبّدها خسائر فادحة بخسارة حلفاء استراتيجيين مثل تركيا، واضطرت لإيقاف برنامج الاستخبارات الأميركية لتسليح الأكراد.

وقوّت عملية التسليح تلك من شوكة الحكومة والجيش السوري، الذي حقق انتصارات كبيرة في محيط الرقة، كما ساهمت في زيادة الضغط الروسي على أميركا للقبول بإنشاء مناطق تخفيف التصعيد في أكثر من منطقة.

ومضت الصحيفة قائلة إنّ «خيارات ترامب كانت دائماً خاطئة، خاصة أنّ وحدات حماية الشعب فشلت في تحقيق طفرة وانتصارات كبيرة، وقوّت من شوكة القوات الروسية والسورية، خاصة أنّ الرأي العام الأميركي يشعر دوماً بالقلق من نشر أيّ قوات في الشرق الأوسط.

ورغم أنّ استراتيجيات الولايات المتحدة يمكن أن تكون قد حيّدت قوات الحرس الثوري الإيراني، ولكنها منحت الرئيس السوري بشار الأسد فرصة هدوء «ثمين» في الجنوب، وتعاون «مثمر» في الشرق.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أنّ ما منح روسيا التفوّق في سورية، هو فشل ترامب المستمرّ في منافستها أو مناطحتها في تحقيق أيّ انتصارات أو إنجازات على الأرض في سورية أو في محاربة «داعش»، وهو ما يجعلها مجبرة على التعاون مع «الكرملين»، وبشروط موسكو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى