العبادي وجاويش أوغلو يحذّران.. وأربيل تؤكّد استفتاء إقليم كردستان

أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ حواره مع الوفد الكردي جرى وفق ما يحفظ مصلحة البلاد، فيما أعرب عن أسفه لطرح موضوع استفتاء الإقليم بشأن الاستقلال بعد تعاون بغداد وأربيل ونجاحهما في القضاء على تنظيم «داعش».

وحذّر العبادي من أنّ انفصال منطقة كردستان العراق، الذي يسعى إليه القادة الأكراد، ليس في مصلحة الكرد، بل سيفتح الباب أمام الخلافات والمشاكل بدلاً من التعاون والتنسيق.

وكان وفد من إقليم كردستان زار بغداد الاثنين، لبحث موضوع الاستفتاء حول انفصال الإقليم عن العراق، الذي تنوي حكومة إقليم كردستان القيام به في 25 من الشهر المقبل، والتقى مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية، حيث التقى مع رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم في منزله، ورئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

يُذكر أنّ زيارة الوفد جاءت في وقت تتصاعد فيه حدّة التوتر السياسي داخل العراق أكثر فأكثر، وسط مخاوف من تداعيات الاستفتاء المتوقّعة على الحرب ضدّ تنظيم «داعش» في البلاد، وانعكاساته المحتملة على الاستقرار في البلدان المجاورة للعراق مثل تركيا وإيران وسورية، حيث تعيش أقلّيات كردية.

وكان روز نوري شاويس، رئيس وفد إقليم كردستان إلى بغداد، أكّد أنّ الوفد رفض أثناء لقائه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تأجيل موعد الاستفتاء على استقلال الإقليم.

وقال شاويس خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، أول أمس، إنّ «العبادي أبدى استعداده لحلّ المشاكل بين بغداد وأربيل عبر الحوار»، موضحاً: «أبلغناهم بأنّه لا نثق بعد بوعود بغداد». وأضاف: «رفضنا تأجيل الاستفتاء وأكّدنا على أنّ الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحلّ المشاكل، والاستمرار بالحوار من دون شروط».

وفي السِّياق، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أنّ الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق يهدّد بتصعيد حدّة التوتّر بالمنطقة.

وذكر جاويش أوغلو أمس في مقابلة مع قناة «TRT Haber»، أنّ الاستفتاء قد يؤدّي إلى تفاقم الوضع في المنطقة، وحتى اندلاع حرب أهليّة في العراق.

تجدر الإشارة إلى أنّ تركيا هي الدولة الأشدّ معارضة للاستفتاء المقرّر إجراؤه في 25 الشهر المقبل، حسب تصريحات كبار المسؤولين في الإقليم، نظراً لعلاقاتها المتوتّرة للغاية مع الأكراد، ويبدو أنّ حكومة أنقرة جاهزة لبذل كلّ ما بوسعها بُغية منع إقامة دولة كرديّة قرب حدودها الجنوبيّة الشرقيّة.

ميدانياً، أفاد مصدر أمنيّ في محافظة صلاح الدين، بأنّ الانتحاريّين الخمسة الذين فجّروا أنفسهم اليوم أمس في قضاء بيجي، تدرّبوا في معسكر يشرف عليه مقرّب من زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي.

وقال المصدر في بيان، إنّ «انتحاريّي تنظيم «داعش» الإرهابي الذين فجّروا أنفسهم على مقرّين للشرطة الاتحادية بقضاء بيجي 40 كم شمال صلاح الدين ، تدرّبوا في معسكر يقع قرب قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ «المعسكر يشرف عليه مقرّب من زعيم التنظيم الإرهابي، ويكنّى أبو طلحة الشامي»، مشيراً إلى أنّ «الانتحاريّين تسلّلوا من قضاء الحويجة إلى قضاء بيجي عبر شبكة أنفاق حفرها التنظيم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى