خميس: سورية انتصرت على الباطل… والسوريون مصرّون على التميّز والإبداع والتمسك بالحقوق والمؤسسات الحاج حسن: المشاركة اللبنانيّة في المعرض تجدّد تأكيد الموقف اللبناني الطبيعي المساند لسورية زعيتر: إطلاق معرض دمشق الدوليّ انتصار لسورية في حربها على الإرهاب وبدء تعافي الاقتصاد السوري

افتتح الرئيس السوري بشار الأسد، ممثلاً برئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس فعاليات الدورة الـ 59 لمعرض دمشق الدولي الذي يعدّ أكبر تظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية في سورية وذلك على أرض مدينة المعارض الجديدة على طريق مطار دمشق الدولي بعد انقطاع دام خمس سنوات.

وفي كلمة له، اعتبر خميس أنّ «معرض دمشق الدولي يعاود انعقاده هذا العام حاملاً للعالم أجمع رسالة سورية مفادها بأنّ إرادة الحياة لدى السوريين كانت وستبقى أقوى من إرهابهم رافعاً رايةً من رايات الانتصار… انتصار الحياة على القتل.. انتصار الحق على الباطل… انتصار الشرف على الخيانة… انتصار السيادة على التبعية».

واستذكر خميس «بإجلال وإكبار تضحيات قواتنا المسلحة التي حملت الأمن والأمان إلى بقاع عديدة في هذا الوطن وجعلت من معرضنا هذا حدثاً ممكناً».

وأكد رئيس مجلس الوزراء السوري أنه «على الرغم من كلّ ما سُخّر للحرب على سورية من أموال وسلاح ومسلحين وإعلام لم تستطع أن تقتل في نفوس السوريين إصرارهم على الحياة وعلى التمسك بمبادئهم وحقوقهم وعلى التميّز والإبداع، ولم تستطع القوى المعادية النيل من مستوى التماسك المؤسّساتي للدولة السورية… ولا تزال البنية المؤسساتية قائمة سليمة صلبة والذي تأثر هو الموارد».

وشدّد خميس على أنّ «عودة الحياة إلى معرض دمشق الدولي وبمشاركة واسعة وكثيفة من الشركات المحلية والخارجية تعني أنّ الحرب فشلت رسمياً في النيل من مؤسسات الدولة السورية وفشلت في قتل إصرار وإرادة السوريين».

وتشارك في المعرض 43 دولة عربية وأجنبية منها 23 شاركت بشكل رسمي عبر السفارات و20 دولة سجلت مشاركات تجارية، أيّ عبر شركات اقتصادية مستقلة إلى جانب مشاركات القطاعين العام والخاص السوري بمختلف المجالات.

ويتضمّن المعرض أنشطة مختلفة ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصّصية وأنشطة تسويقية وعروضاً ترويجية من قبل المشاركين في مختلف القطاعات مع وجود مراكز للبيع المباشر للمواطنين.

استقبال الوفد اللبناني

وكان رئيس مجلس الوزراء السوري استقبل وزيرَي الزراعة والصناعة اللبنانيين غازي زعيتر وحسين الحاج حسن كلّاً على حدة، واستعرض معهما تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وخصوصاً في المجالات الزراعيّة والصناعية وسُبل تذليل العقبات أمام الانتقال بهذه العلاقات إلى واقع أفضل على مختلف المستويات.

وبدأ خميس الاجتماع بالترحيب بالوزير الحاج حسن والوفد اللبناني، مثمّناً وقوف الأصدقاء والحلفاء، لا سيّما المقاومة، إلى جانب سورية في أحلك الظروف ، واصفاً الانتصار الذي حقّقته سورية على الإرهاب بانتصار الحقّ على الباطل.

ثمّ قدّم عرضاً عن تسجيل سورية نقلة اقتصاديّة نوعيّة في السنتين الماضيتين بدأ الشعب السوري تلمّسها، مؤكّداً أنّها تتماشى مع تطلّعاته ورؤاه المستقبلية. وقال: التغيّرات السياسية تعطي مؤشّرات للتكامل الاقتصادي، ومن خلال النقاش الإيجابي والتعاون والحوار نتغلّب على التحدّيات الاقتصادية الكبيرة .

وردّ الوزير الحاج حسن بالشكر على توجيه الدعوة إلى حضور معرض دمشق الدوليّ، الذي يُعتبر دليلاً على تعافي سورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنيّاً ، مشدّداً على أهمية المشاركة اللبنانيّة في المعرض، كونها تجدّد تأكيد الموقف اللبناني الطبيعي المساند لسورية .

وقال: نحن هنا بصفتنا الرسميّة والوزارية نهنّئ القيادة والجيش والشعب السوريّ، كما نهنّئ أنفسنا والدولة اللبنانية والجيش والمقاومة على انتصار سورية على الإرهاب التكفيري ، عازياً تحقيق الانتصار إلى الصمود الكبير والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الشهداء والشعب والجرحى والجيش والمقاتلون والمقاومة. و نحن اليوم على أبواب النصر الأكيد والحاسم، وللبنان المصلحة الكبيرة كما لسورية ودول المنطقة والعالم، أن ننتصر على هذا الإرهاب .

وأوضح أنّ وجودنا اليوم هنا في سورية مع ممثّلين عن القطاع الخاص، إضافةً إلى المشاركة في معرض دمشق الدوليّ، هو من أجل إجراء محادثات مع الوزراء والمسؤولين السوريّين لمعالجة المسائل الاقتصادية المشتركة، ومن أجل تأمين التجارة المتكافئة. وما نحاول القيام به هو تخفيف أزمات لبنان الاقتصاديّة مع الدول كافّة، بما فيها مع سورية التي هي مشكلة جزئيّة إذا ما قارنّاها بالخلل التجاريّ القائم بين لبنان وأوروبا وتركيا ومصر والصين وغيرها من البلدان .

وجزم أنّ لبنان لا يسعى إلى حلّ أزمته الاقتصادية في سورية، لكن بالتفاهم والتفهّم لظروف كلّ طرف يمكن أن نعمل على تذليل بعض العراقيل الاقتصادية القائمة بين لبنان وسورية . وقال: أتينا إلى هنا من أجل تعزيز الروابط الاقتصادية القائمة منذ القديم في ما بيننا، والتي تحكمها اتفاقات ومعاهدات يرعى تنفيذها المجلس الأعلى السوري اللبناني. ونأمل أن تفتح المعابر الحدودية قريباً بين سورية وكلّ من العراق والأردن، تمهيداً لتعزيز صادراتنا إلى سورية ومنها إلى الدول العربية الأخرى .

وحضر اللقاء وزير الصناعة المهندس أحمد الحمو، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء قيس خضر، والأمين العام للمجلس الأعلى اللبنانيّ السوريّ نصري خوري، وعدد من المسؤولين السوريين وأعضاء الوفد المرافق للوزير الحاج حسن وعدد من أركان الصناعة في لبنان وسورية.

وخلال لقائه الوزير زعيتر، أعرب المهندس خميس عن تقديره لهذه الزيارة ومشاركة الشركات اللبنانيّة في معرض دمشق الدوليّ، بما يعبّر عن عمق العلاقات التاريخيّة المتجذّرة بين الشعبَين السوريّ واللبنانيّ، مشيراً إلى أهميّة تعزيز التعاون بين الجانبين بما يعود بالفائدة على اللبنانيّين والسوريّين.

وهنّأ الوزير زعيتر من جانبه الشعب السوري بالانتصارات التي تحقّقت على الإرهابيين في مختلف الأراضي السورية، مؤكداً أنّ جميع محاولات النَّيل من الدولة السوريّة التي تشكّل القوة الفاعلة في المنطقة باءت بالفشل، وأنّ إطلاق معرض دمشق الدوليّ يمثّل إعلان انتصار لسورية في حربها على الإرهاب وبدء تعافي الاقتصاد السوري.

حضر اللقاء وزير الزراعة والإصلاح الزراعي أحمد القادري، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء قيس خضر، والأمين العام للمجلس الأعلى اللبنانيّ السوريّ نصري خوري وأعضاء الوفد المرافق للوزير زعيتر.

محادثات ثنائيّة

وكانت عُقدت محادثات ثنائيّة في وزارة الصناعة السوريّة بين الوزيرين الحاج حسن والحمو، بمشاركة الوفد اللبناني ومسؤولين من وزارة الصناعة السورية. وثمّن الحمو المشاركة اللبنانيّة في معرض دمشق الدوليّ، معتبراً أنّ الزيارة شكّلت فرصة لتبادل الآراء حول تعزيز العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاتفاقات القائمة، ولا سيّما منها اتفاق الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة.

وشرح أنّ العصابات المسلّحة والإرهاب استهدفا في الدرجة الأولى تدمير البنية التحتيّة الاقتصادية، لا سيّما الصناعيّة في سورية، بتدميره المنشآت الصناعية . وقال: نحن اليوم نعوّل على الدول الصديقة بما فيها لبنان للمساهمة في إعادة إعمار سورية وإقامة المشاريع الصناعية المشتركة، ونعمل على تهيئة الظروف لتعزيز التبادل وإقامة هذه المشاريع .

وهنّأ الحاج حسن سورية على تحوّل الأوضاع فيها نحو الأفضل على كلّ المستويات، توصّلاً إلى تغيير جذريّ في المشهد العام وإنهاء المعركة بالانتصار على الإرهاب . وتطرّق إلى تحسّن الأوضاع الاقتصادية في سورية، المستند إلى تحسّن الاستقرار السياسيّ والأمنيّ والعسكريّ، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الأوضاع في لبنان ، معرباً عن أمله في أن تنتهي معاناة الشعب السوريّ قريباً.

وتحدّث عن وجود انقسام سياسيّ في لبنان حول العلاقة مع سورية، وأنّ هذا الأمر ليس سرّاً، لكنّنا في لبنان سنكون جميعنا مستفيدين من الاستقرار في سورية على كلّ المستويات . وتوقّع أن تتبدّل المواقف إزاء سورية لما فيه مصلحة البلدين .

وأوضح أنّ المشكلة التي يعاني منها اللبنانيّون في التصدير إلى سورية تتمثّل في عدم منحهم أذونات استيراد ، طالباً معالجة هذه المسألة، مقترحاً إنشاء مناطق صناعيّة حرّة على الحدود، تشكّل منصّة للاستثمارات المتبادلة والمشتركة.

وتحدّث الأمين العام لجمعية الصناعيّين اللبنانيّين خليل شري، مطالباً الحكومة السوريّة بمعاملة خاصة للصناعيّين ورجال الأعمال اللبنانيّين في مرحلة إعادة الإعمار التي تشهدها وستشهدها سورية.

ووصف فترة الانقطاع بين الجانبين بـ الاستثنائية وغير الطبيعية ، داعياً إلى إعادة الأمور إلى طبيعتها على صعيد تعزيز العلاقات الاقتصادية لمصلحة الطرفين والقطاع الخاص في كلّ منهما .

أمّا رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس، فأشار إلى أهميّة المشاركة اللبنانيّة في معرض دمشق الدوليّ، داعياً إلى التشاركيّة بين المستثمرين السوريّين واللبنانيّين وإقامة مشاريع صناعيّة مشتركة في سورية.

من جهته، كشف عضو مكتب غرفة صناعة دمشق وريفها طلال قلعه جي عن عزم الغرفة لإقامة مهرجان للتسوّق في لبنان تحت عنوان صُنع في سورية ، خلال تشرين الثاني المقبل، داعياً وزارة الصناعة والصناعيّين اللبنانيّين إلى دعم هذا المهرجان لإنجاحه.

والتقى الحاج حسن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجّية محمد سامر الخليل، في حضور خوري، والوفد الاقتصادي والصناعي. وتمّ البحث في العلاقات الاقتصاديّة والتبادليّة بين لبنان وسورية، وسُبل تطويرها وإزالة العوائق التي تحدّ من انسياب السلع بينهما، ودرس الحاجات السلعيّة والإنتاجيّة وكيفيّة تأمينها، من دون تعريض اقتصاد أيّ بلد للإغراق أو المنافسة غير المشروعة.

وطرح الحاج حسن الهواجس والوقائع التي يشكو منها الصناعيّون في لبنان، كما استمع إلى شروحات الوزير السوريّ عن التدابير والإجراءات التي تتّخذها حكومته لحماية الاقتصاد السوريّ، والمحافظة على الاستقرار النقديّ وحماية الإنتاج المحلّي.

وتمّ التوصل إلى طرح مشترك، يقضي بتحضير الجانب اللبناني مذكّرة رسمية تبيّن السلع اللبنانيّة الممكن تصديرها إلى سورية، وهي حاجة الاستهلاك السوري، من دون أن تؤدّي إلى إلحاق المنافسة بالإنتاج المحلّي السوريّ.

والتقى الحاج حسن والوفد المرافق وزير الأشغال العامّة والإسكان حسين عرنوس، وتمّ البحث في القضايا المشتركة.

كما بحث وزير الزراعة والإصلاح السوريّ مع الوزير زعيتر آليّات تعزيز وتطوير العلاقات الزراعيّة بين الجانبين، لما فيه مصلحة الجانبين ويخدم المزارعين السوريّين واللبنانيّين.

وتمّ خلال الاجتماع التركيز على أهميّة تفعيل الاتفاقيات الموقّعة والتفاهمات بين الجانبين في مجال التعاون الزراعي، من خلال لجنة فنّية مشتركة من الوزارتين ستجتمع الأسبوع المقبل في لبنان، كما تمّ التأكيد على ضرورة مكافحة كلّ أشكال التهريب التي تضرّ بمصالح الجانبَين، وخصوصاً المزارعين السوريّين واللبنانيّين.

وفي تصريح صحافي، قال الوزير زعيتر: إنّ زيارتي إلى سورية بصفة رسميّة كوزير للزراعة، بناءً على دعوة رسميّة من الدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجيّة لحضور افتتاح معرض دمشق الدوليّ في دورته الـ 59 ، مضيفاً أنّ البعض يحاول أن يدرج الزيارة بأنّها شخصيّة، ولكنّ هذه الآراء ستصحّح وسيعود التعاون وفقاً للتاريخ المشترك بين لبنان وسورية .

ولفتَ الوزير القادري من جانبه في تصريح مماثل، إلى العلاقات التاريخيّة السوريّة اللبنانيّة المميّزة، واستمرار وزارة الزراعة بالتعاون مع نظيرتها اللبنانيّة، مؤكداً ضرورة وضع الاتفاقيات الموقّعة بين الجانبين بالتنفيذ لما فيه أهميّة كبيرة للبلدَين.

وبيّن الوزير القادري، أنّ الاتفاقيّات بين الجانبين تتضمّن التعاون في المجال الزراعي والصحّة الحيوانيّة والحجر البيطري ووقاية النبات والمبيدات والحجر الصحي النباتي وتوحيد قواعد ترخيص واستيراد الأدوية البيطرية واللقاحات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى