بثينة شعبان: الحرب انتهت بالنسبة للدولة السوريّة.. ودي ميستورا تأخّر في الحديث عن تحوّل في مسار الأزمة

قالت المستشارة الإعلاميّة والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان، إنّ الحوار متواصل من أجل التوصّل إلى خفض التوتّر في إدلب، وإنّها مرشّحة لأن يشملها تفاهم خفض التوتّر، مشيرةً إلى أنّ «مدّة اتفاقات خفض التوتّر 6 أشهر ويجب بعدها إيجاد الحلّ للجماعات المسلّحة».

وفي مقابلة مع فضائيّة «الميادين» على هامش افتتاح معرض دمشق الدوليّ، اعتبرت شعبان أنّ المبعوث الدوليّ إلى سورية ستيفان دي ميستورا تأخّر في الوصول إلى الكلام عن تحوّل في مسار الأزمة السوريّة، مشيرةً إلى أنّ «كلامه هو محاولة لإعطاء مسار جنيف ألقاً جديداً، لكنّ الحسم في الميدان والتحوّل فرضه الجيش السوري وحلفاؤه منذ انتصار حلب وتحريرها، الذي شكّل مفصلاً هامّاً في وعي السوريّين».

واتّهمت شعبان تركيا بمحاولة اللعب مع كلّ الأطراف بهدف كسب دور إقليميّ كبير من خلال ما تفعله من دمار في سورية، مضيفةً أنّ «تركيا ترعى الإرهابيّين والإخوان المسلمين، وهي تقول شيئاً لكنّها تفعل شيئاً آخر». وشدّدت شعبان على أنّ «وجود القوّات التركيّة هو اعتداء سنواجهه في الوقت المناسب»، مضيفةً أنّ دمشق ترفض دور أنقرة في مناطق خفض التوتّر حيث تحاول تركيا شرعنة وجودها.

المستشارة السياسيّة والإعلاميّة للرئاسة السوريّة، أكّدت أنّ الدولة السوريّة «لا تنظر إلى المعارضات بمنظار واحد، بالرغم من أنّها لم تجد مواقف مدافعة عن سورية»، مشيرةً إلى أنّ دمشق «لا تعوّل على عقلنة المعارضات، لكنّها تبحث عن حلول مع الأطراف الحريصة على الشعب السوريّ».

ولفتت إلى أنّ «هناك بعض الداعمين للمعارضات يحاولون تغيير مواقفهم»، معتبرةً أنّ «التحوّل أو التغيّر في مواقف بعض المعارضات مؤشّر في التحوّلات الإقليميّة والدوليّة».

وعن المواقف الخليجية، أكّدت شعبان أنّ «مواقف السعودية وقطر اتجاه سورية لم تتغيّر، والمعارضات لعبت دوراً في استهداف سورية»، فيما توقّعت تخفيفاً للتوتّر في الإقليم قريباً، ممّا سينعكس إيجاباً على سورية، مضيفة أنّ «إيران تنادي بعلاقات طبيعيّة مع دول الجوار، وسوف تضطر السعودية إلى التخلّي عن سياسة العداء لطهران». وفي ما يتعلّق بالعلاقة مع الأردن، قالت شعبان إنّها «مرشّحة لأن تكون جيدة رغم ما تعرّضنا له من ألم».

وشدّدت شعبان على أنّ «الولايات المتحدة لن تتمكّن من فرض التقسيم في سورية»، نافيةً تعامل الكرد مع الأميركيّين، متّهمة واشنطن بالقيام بتصفيات عرقيّة في العراق لفرض التقسيم.

ورأت المسؤولة السورية، أنّ «التحوّل الداخلي في سورية هو في إطار التحوّل الدوليّ الذي يشهد تراجعاً للغرب وهيمنته»، مضيفةً أنّه «يحتاج استكمال المعركة وضرب الإرهاب، واستكمال مسارات أستانة وجنيف».

شعبان أسفت للجدل الذي رافق زيارات وزراء لبنانيّين إلى سورية، مشيرةً إلى أنّ «الزيارات يجب أن تكون طبيعيّة»، ووضعت ما جرى في سياق صورة مصغّرة عن المشهد العربي.

وقالت شعبان عن معرض دمشق الدوليّ، إنّه «في عودة المعرض هزيمة لمشروعهم، لكن لا يعني أنّنا انتصرنا كلّياً، والنصر يعني المزيد من التضحيات، نحن في بداية الطريق نحو إعادة الإعمار وإعادة بناء سورية». وأكّدت أنّ الحرب انتهت بالنسبة للدولة السوريّة، وهذا ما يوجّهه المعرض الذي يتحدّث عن مسار الأزمة عسكرياً وسياسياً، واصفةً الحرب على سورية بأنّه «لا مثيل لها في التاريخ».

وفي سياقٍ آخر، أعربت عن ترحيب الدولة السوريّة بالوفد المصريّ الكبير الذي يشارك في معرض دمشق.

ميدانياً، أكّد الإعلام الحربيّ أنّ الجيش السوري والمقاومة يضيّقان الخناق على «داعش» في جرود الجراجير وقارة في القلمون الغربي. وأعلن أنّ الجيش السوريّ والمقاومة حرّرا مرتفعات شعبة يونس وحرف وادي الدب وشعبة المحبس الأولى، بالإضافة لتحرير حرف الحشيشات وقرنة الحشيشات في القلمون الغربي.

كما أشار الإعلام الحربي إلى أنّ الجيش السوري فرض حصاراً كاملاً على مناطق سيطرة «داعش» في ريفَيْ حماة وحمص الشرقيّين بمساحة تبلغ نحو 3 آلاف كلم مربع، موضحاً أنّ الحصار تمّ بعد التقاء القوّات من جنوب أثرية بريف حماة الشرقيّ مع القوّات المتقدّمة من شمال شاعر بريف حمص الشرقيّ في منطقة جبل الفاسدة.

من جهةٍ ثانية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ الجيش السوري يقترب من إحكام الطوق على إرهابيّي «داعش» في عقيربات في محافظة حماه، مضيفةً أنّ الإرهابيّين يحاولون الفرار من عقيربات المطوّقة باتجاه دير الزور عبر جماعات صغيرة.

وصرّحت الوزارة في بيان لها، أنّ القوّات الجويّة الروسيّة دمّرت 730 موقعاً للإرهابيّين في سورية خلال أسبوع.

كما أشارت الوزارة إلى أنّ الجيش السوري قام بمساندة من الطيران الحربيّ الروسيّ، خلال الأيام الماضية، بقصف مناطق خاضعة لـ«داعش»، الأمر الذي أدّى إلى قطع طرق الإمداد عن عناصر التنظيم، لتصبح المنطقة تحت سيطرة نيران الجيش السوريّ.

كذلك، لفتت الوزارة إلى أنّ عدداً كبيراً من أعضاء التنظيم حاول استخدام السيارات والحافلات للهروب من المنطقة في جماعات صغيرة، والاتجاه إلى دير الزور، إلّا أنّ الجيش السوريّ اعترض طريق هذه المجموعات بالتعاون مع سلاح الجوّ الروسيّ، الذي يقوم بتغطية المنطقة جوّياً.

وبحسب معلومات وزارة الدفاع الروسيّة، فإنّ مجموعات الاقتحام التابعة للقوّات السورية، بسطت سيطرتها بشكلٍ كامل خلال الأيام الأخيرة بدعم من سلاح الجوّ الروسيّ على عدد من المرتفعات الاستراتيجيّة المهمّة في المنطقة.

وكانت وحدات الجيش السوريّ تمكّنت من تحقيق المزيد من التقدّم في ريفَيْ حمص وحماة في عملياتها ضدّ تنظيم «داعش»، واستعادت السيطرة على أربعة حقول نفطيّة والعديد من القرى والتلال.

وذكرت وكالة «سانا» السوريّة، أنّ وحدات من الجيش خاضت بالتعاون مع القوّات الرديفة خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة ضدّ تنظيم «داعش» على محور تلّ الصوانة بريف حمص الشرقي ومحور قرية الفاسدة بريف السلميّة الشرقي، وانتهت الاشتباكات بإطباق الحصار على مجموعة كبيرة من إرهابيّي «داعش» في بلدة عقيربات بريف السلمية، بإسناد ودعم من المقاتلات الروسيّة.

وكانت وحدات الجيش المتواجدة باتجاه أثرية قد سيطرت أول أمس على مسافة 13 كم على طريق أثرية – الكريم بريف حماة الشرقي، كما تمكّنت قوّات الجيش من إحكام السيطرة على 4 حقول غاز ومعمل ومحطّة وعدد من المناطق بريف الرقّة الجنوبي.

بدورهم، أكّد نشطاء أنّ وحدات الجيش استعادت 4 حقول نفطية وأكثر من ألف كلم مربع خلال 24 ساعة في ريف حمص الشرقيّ.

وفي دير الزور، خاضت وحدات من الجيش اشتباكات متقطّعة مع مجموعات إرهابيّة من تنظيم «داعش» على محاور حيّ الرشديّة والمقابر والمطار ومحيطها، انتهت بمقتل العديد من الإرهابيّين.

وأفاد مراسل «سانا» نقلاً عن مصادر محلّية من قرية الهري بريف البوكمال، بأنّ مجموعة من الأهالي هاجمت مقرّ اجتماع لقادة «داعش» على طريق البوكمال.

من جهةٍ أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة أنّ مقاتلاتها دمّرت 730 موقعاً للإرهابيّين في سورية خلال أسبوع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى