الموسم الكروي على الأبواب والملاعب مهدّدة بالفتنة والخراب!

إبراهيم وزنه

في الوقت الذي تستعدّ فيه دفعة جديدة من رجال الأعمال والشخصيات التي لها وزنها الماديّ والمعنويّ للدخول إلى المعترك الكرويّ عبر البوّابات الإداريّة للأندية وعلى رأسها نادي النجمة صاحب القاعدة الجماهيريّة الأكبر في لبنان، تشتعل معارك المدرجات في ملعبي طرابلس وبحمدون، وتحديداً على جنبات المباراتين اللتين جمعتا بين فريقَي النجمة والصفاء طرابلس ، والعهد والأنصار بحمدون ، ضمن بطولة كأس النخبة، ليتطوّر المشهد المصحوب بعبارات لا تمتّ إلى الرياضة بصلة لاحقاً إلى إطلاق النار ورمي أحجار على باصات جماهير النجمة العائدة إلى بيروت، بالإضافة إلى تبادل رمي الأحجار والتشابك بالأيدي بين جمهورَي العهد والأنصار … وبالمحصّلة في المعركتين، أدّت الأمور إلى سقوط جرحى وإلحاق الضرر بالعديد من السيارات… وماذا بعد؟

أسئلة مشروعة ولا من مجيب!

من أطلق النار؟ وتحت أيّة ذريعة؟ وماذا لو سقط أبرياء؟ وأين القوى الأمنيّة؟ وهل تمّت معاقبة مفتعلي الإشكالات في الملعبين؟ وماذا ينتظرنا في لقاءات أخرى؟ وما هو دور الاتحاد اللبناني لكرة القدم في إدارة وتنظيم المباريات؟ وهل تحوّلت ملاعبنا الكرويّة إلى ساحات للكباش الطائفيّ والمناطقيّ والسياسيّ؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى استنفار واسع من قِبل المعنيّين بُغية تحصين الواقع المهترئ أصلاً، قبل أن يحصل ما هو أبشع وأكثر ألماً وندماً فينهار الهيكل على من فيه.

.. وكأنّه لا يكفي اللعبة الشعبيّة تهرّب الملاعب أو إقفال بعضها بوجه أهلها! فهنا ممنوع أن يلعب العهد! وجمهور النجمة غير مرّحب به هناك! إدارة الملعب غير مستعدّة لاستقبال مباريات الفريق الفلاني … إنّها الحساسية بكلّ أنواعها! المدينة الرياضية غير جاهزة، هي في ورشة تأهيل متواصلة! الضوابط البلديّة مرهقة في ملعب برج حمود! جماهير الفريق الفلاني تتسبّب بأزمة عند حضورها إلى الملعب الفلاني! وهذا الملعب لا يتّسع لجمهور النجمة! وفي النتيجة النهائيّة، ملعبا السلام زغرتا والنبي شيت أصبحا الحلّ المنشود لكلّ مطرود، علماً أنّ هذا الحلّ غالباً ما ينتج عنه مصاريف إضافيّة على الأندية وجماهيرها!

وماذا بعد؟

حيال كلّ ما ذكرناه من أوجاع وأمراض مستعصية، لا بدّ من القيام ببعض الخطوات الهادفة إلى لملمة الوضع وترتيب البيت. وهنا، لا بدّ من الجماهير أن تعي مسؤوليّاتها، لجهة ضبط صفوفها ومراقبة التشجيع ورفع الغطاء عن المشاغبين، كما على القوى الأمنيّة أن تضرب بيد من حديد لكلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن النص، والدور الأكبر يقع على عاتق الأندية وروابطها، فإنعدام التواصل والتنسيق فيما بينها سينعكس ضياعاً في حركة التشجيع وضبطه ومراقبته، ولا بأس من اجتماع شهريّ بين روابط الأندية في مقرّ الاتحاد الكروي، وعلى الاتحاد أن يتأنّى كثيراً في عمليات اختيار الملاعب والمراقبين، وأن يحصّن حكّامه بالعدل والحياد معتمداً سياسة الترهيب والترغيب، وعلى أعضائه أن يحاربوا على أكثر من جبهة في سياق سعيهم لإنجاح الموسم. ويبقى السؤال المحيّر، لماذا يتمّ التعرّض للأئمّة والأنبياء والمقامات والمعتقدات الدينيّة والقيادات السياسيّة ورؤساء الأحزاب في ملاعب كرة القدم؟ من استحضرهم إلى مدرجاتنا؟ ولماذا هذا الانحدار الأخلاقي والإنساني والديني؟ أخاف على لبنان من فتنة الملاعب، في زمن النأي عن التصدّي للمشاكل المتفاقمة … فهل من مجيب؟ وهل من مبادر؟

نداء أخير

بناءً على ما تقدّم، نطالبكم جميعاً بالانضباط والتمتّع بروح المسؤوليّة إلى جانب الروح الرياضية، وهذا التمنّي موجّه إلى الجميع … من إداريّين ومدرّبين ولاعبين وحكّام وجماهير ومراقبين وإعلاميّين، وحتى المعلنين. ختاماً، لا تجعلوا من دخلوا بالأمس إلى حرم الأندية للدّعم والتشجيع والمواكبة يهرعون للمسارعة إلى الهروب، كما هرب الكثيرون من قبلهم، فاللعبة أمانة في أعناق أهلها، أنتم ترفعونها إلى الأعلى وأنتم أنفسكم تغرقونها في غياهب النسيان.

الامتحان في نهائي التحدّي والنخبة

في ختام بطولة كأس التحدّي لكرة القدم، يلتقي اليوم السبت فريقا التضامن صور والراسينغ، وذلك على ملعب بلدية بحمدون 16.30 . أمّا في ختام بطولة كأس النخبة، فيلتقي غداً الأحد فريق العهد والنجمة على ملعب بلدية صيدا 16.30 ، بعد تذليل العقبات والتعهّد الإداري من مسؤولي الفريقين بأن تكون خالية من الشغب، وحضاريّة بامتياز، وعند الامتحان يكرم الجمهور أو يطرد، وإنّ غداً لناظره قريب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى