الإرهاب في برشلونة.. مسؤولية الغرب وأوروبا

معن حمية

الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدينة برشلونة الإسبانية، وأوقعت أكثر من 15 قتيلاً وعدداً مماثلاً من الجرحى، وأحدثت حالة من الهلع والخوف لدى سكان المدينة، تبدو الأخطر بين هجمات مماثلة استهدفت بلداناً ومدناً أوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا. فالتقارير الإعلامية التي تنشر، والمتابعات الأمنية التي تجريها السلطات هناك، تظهر أنّ التخطيط لهذه الهجمات وتنفيذها على مراحل، الهدف منه إيقاع أكبر عدد من الضحايا.

اعتداءات برشلونة الإرهابية قوّضت نظرية الغرب وأوروبا التي اعتقدت أنّ رعاية الإرهاب في منطقتنا، وتحديداً في سورية، قد يجنّب دولهما هذا الخطر، لكن بعد الهجمات الإرهابية التي طالت العديد من دول العالم، صار واضحاً أنّ الإرهاب هو غريزة قتل وإجرام، ضدّ الإنسان والإنسانية في كلّ مكان.

الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، ودول أخرى عديدة بينها إسبانيا، لم تقم بخطوات جادّة في مواجهة الإرهاب، وخلال سبع سنوات من الحرب على سورية، كانت مواقف معظم هذه الدول، ومعها تركيا الأردوغانية ودول عربية معروفة، تنفي صفة الإرهاب عن مجموعات تحمل السلاح وتقطع الرؤوس وترتكب الجرائم. وهذه المواقف أعطت المجموعات الإرهابية دفعاً باتجاه المزيد من الممارسات الإرهابية، في سورية وفي العراق، وفي لبنان وفي أكثر من بلد عربي وأجنبي.

المحور الغربي الأوروبي، وبدلاً من القيام بما يلزم من أجل مكافحة الإرهاب، وضع نصب عينيه إسقاط الدولة السورية، واستخدم المجموعات الإرهابية «داعش» و «النصرة» وغيرهما لتحقيق هدفه، راعياً بذلك منظومة الإرهاب كلّها، ومقدّماً لها كلّ أشكال الدعم المالي والتسليحي مباشرة وبواسطة دول إقليمية وعربية. لذلك، فإنّ هذا المحور يتحمّل مسؤولية مباشرة وليس كافياً أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إجراءات لتفادي الإرهاب، بل المطلوب خطوات تكفل القضاء على الإرهاب.

وللتذكير، فإنّ مواقف إسبانيا شكلت جزءاً من البروباغندا السياسية والإعلامية التي استخدمت ضدّ الدولة السورية، وجرى التعبير عنها بمشاريع القرارات التي قدّمت إلى مجلس الأمن الدولي، والتي انطوت كلها على اتهامات مزيفة وباطلة للجيش السوري بقتل المدنيين، وغضت الطرف عن جرائم الكائنات الإرهابية التي سفكت دماء السوريين.

إنّ ما كان يجدر القيام به قبل الوصول إلى هذه النتيجة المرعبة، الاعتراف بأنّ سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً، قاتلت الإرهاب نيابة عن العالم كله، ولو أنّ الغرب وأوروبا وقفا معها، ولم يكونا في صفّ الإرهاب، لما كان استقرار هذه الدول مهدّداً، وحياة الناس الأبرياء في خطر.

سورية التي عانت وتعاني من الإرهاب، تقترب في معاركها من لحظة اجتثاثه، وسورية التي حذّرت من ارتداد الإرهاب على رعاته، لا بدّ أنها تنصح الذين قاموا بتغطيته والتعمية على جرائمه، أن يتخلّوا عن هذه السياسة الحمقاء التي جعلت الإرهاب في عقر دارهم.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى