حاكموا.. احكموا.. ونفّذوا

يكتبها الياس عشّي

لبنان اليوم، من أقصاه إلى أقصاه، يطوي صفحة الجنود اللبنانيين الثمانية الذين خطفوا قبل ثلاث سنوات ونيّف، ليتوّجهم شهداء ستنحني قاماتنا أمام جثامينهم الطاهرة.

وعلى كلّ لبناني أن يفهم بأنّ كلّ الدموع التي انهمرت والتي ستنهمر، وكلّ الكلمات التي قيلت وستقال، وكلّ مراسم الدفن والتكريم التي ستقام لهم، وكلّ الأوسمة التي ستوضع على نعوشهم، كلّ ذلك لا معنى له ما لم يُثأرْ لهم.

وممّن؟

من الذين وقفوا إلى جانب «إسرائيل» في حرب تموز، ومن الذين تردّدوا، حتى لا أقول تآمروا، في اتخاذ قرار لاسترجاع الجنود اللبنانيين المخطوفين بقوة المواجهة والسلاح، وممّن غطّوا الإرهابيين بزياراتهم المشبوهة إلى مناطق وجودهم، وسهّلوا انغماسهم في مخيمات النازحين لمآرب سياسية ومالية وديمغرافية ومذهبية يعرفها الجميع من رأس الدولة إلى أصغر حاجب في لبنان.

تريدون لهؤلاء القديسين الثمانية أن يكونوا شهداء كلّ لبنان؟

حسناً: حاكموا.. أحكموا.. ونفّذوا.

وحذارِ العودة إلى لغة البداوة.. لغة الثأر الشخصي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى