خطوطهم الحمراء سقطت والأسد انتصر..

ناديا شحادة

بعد حصار دام 3 سنوات، استطاع الجيش السوريّ الوصول إلى الجيب السوريّ المحاصر بدير الزور وفكّ الحصار عن المحافظة التي تُعتبر أخر معاقل «داعش»، وإحدى أحجار الزاوية للجغرافية السياسية السورية بإطلالتها على وسط العراق وشماله، وكانت من أهم مصادر النفط لـ»داعش» ومعها العديد من النقاط الجغرافية العراقية، الأمر الذي كفل تعاظم ثروة التنظيم في مرحلة صعوده وقطعه للصلة الجيوسياسية الطبيعيّة بين سورية والعراق لصالح مشروع كان نجاحه سيكون كفيلاً بدفع دول المنطقة العربيّة و»الشرق الأوسط» إلى انفجار عارم لم يكن ليحتمل تداعياته أحد.

التسارع السوريّ منذ أشهر اتجاه تحرير المحافظة وتمكّن الجيش السوري من فكّ الحصار عن دير الزور وبدء الدخول إلى المدينة، يعدّ بمثابة هزيمة استراتيجية لـ»داعش» وأخواته، ونقطة محوريّة في عمليات التحرير مستقبلاً، وهذا ما أكّد عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين قال إنّ مصير «داعش» ونهاية الإرهاب يُكتبان الآن بنصر الجيش السوري في دير الزور. وباستكمال تطهير المحافظة أصبح بإمكان الجيش السوري التوغّل في مناطق «داعش»، ما يشكّل ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي، ويشكّل حالة من التخبّط والقلق يعيشها تحالف العدوان على سورية، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حدّاً لرهانات أميركا وذيولها في المنطقة، وستشكّل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السوريّة من براثينه وأحقاده.

الجيش السوري استعاد زمام المبادرة وانتقل من مرحلة التموضع إلى مرحلة لاستعادة الأرض على مختلف بقاع الجغرافيا السوريّة، ولا سيّما بعد التطوّرات في معركة البادية السوريّة، فتصريحات المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» التي أدلى بها إلى شبكة «بي بي سي» قبل أيام، التي أكّد من خلالها أنّ هزيمة «داعش» باتت على بعد أسابيع معدودة في دير الزور، ما يعني نهاية الحرب السوريّة أصبحت قريبة بعد أن بات «داعش» يعيش فترة ترنّح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرّض لها المجاميع المسلّحة الأخرى في الشمال والجنوب.. إلى الشرق السوري. لذلك، فالأيام المقبلة ستكون مليئة بالتطوّرات، وستشهد تغيّراً ملموساً في طبيعة المعارك الميدانيّة في سورية لصالح الجيش السوريّ، وهذا ما أشار إليه دي مستورا حين لخّص التطوّرات الميدانيّة وما يمكن أن تمليه من وقائع على الأرض، بقوله: «المعارضة يجب أن تدرك أنّها لم تكسب الحرب».

يؤكّد الخبراء الاستراتيجيّون أنّ نجاح الجيش بدخول دير الزور والإنجازات الأخيرة من انتصارات للجيش السوري وحلفائه، عدّلت المفاهيم الأخيرة التي كانت سائدة عن قرب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن جميع الدول المعنيّة في الحرب على سورية أصبحت الآن على يقين تامّ بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد قد انتصر، وبدأ الحديث مؤخّراً عن حتميّة انتصار محور المقاومة. فبعض المعلّقين السياسيّين في كيان العدو، اعتبروا أنّ الرئيس الأسد خرج منتصراً من الحرب السورية، حيث قال المعلّق السياسي في القناة العاشرة «الإسرائيلية»: «هناك أجواء انتصار في النظام السوريّ، وكرسيّ الأسد الذي اهتزّ أصبح الآن أقوى من أيّ وقت مضى، وهو موجود لكي يبقى، ويمكن اليوم فهم أنّ الأمر في سورية ليس ربيعاً سوريّاً إنّما حرب، والمنتصر فيها الرئيس الأسد»، وكذلك تصريحات السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، الذي قال إنّ الحرب في سورية تتلاشى شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أنّ الرئيس بشار الأسد انتصر وسيبقى في السلطة.

خلاصة القول، إنّ السفير فورد أوجز ما وصلت إليه إدارته ومن معها بأنّ المليارات التي أنفقوها والمؤتمرات والمؤامرات لم تجدِ نفعاً، وأنّ الواقع أسقط خطوطهم الحمراء. فبعد حمص وحلب والقلمون، ها هو الجيش السوري وحلفاؤه يصلون دير الزور، وتسقط مشاريع التقسيم بلا رجعة وينتصر الرئيس الأسد ومن راهن عليه منذ البداية ووقف معه. أمّا المتأرجحين، فلن ينالوا سوى ذلّ الهزيمة وذلّ الخيانة، وحتى إنْ عادوا سيرافقهم النّدم حتى النهاية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى