هل أطلق المحيسني رصاصة «الرحمة» على «النصرة»؟

فاديا مطر

بعد تفشّي خلافات «الجولاني» مع «المحيسني» في محافظة إدلب السوريّة وانسحابه من تنظيم «النصرة» الإرهابي، تقف تداعيات كبيرة على عتبة ما هو قادم، فالخلاف الخليجي ـ الخليجي بات الساقية التي تروي هذا الانفصام، وهو بحدّ ذاته تطوّر ينعكس بضوئه على خطوط الميدان في سورية، خصوصاً بعد تراجع تنظيم «داعش» الإرهابي في مساحات كبيرة واستقدام تعزيزات عسكريّة لحلفاء دمشق إلى الشرق السوريّ المحتدم بخطوطه الحمراء دولياً.

فالربط بين تنظيم كانت له يدٌ طولى في دعم تنظيم «داعش» في سورية وخلاف السعوديّة مع أعوانها الخليجيين، يبيّت انهيارات دراماتيكيّة في صفوف الإرهاب بين ساحات العراق وسورية، وهو بحدّ ذاته نفس الشوكة التي تطعن خاصرة تحالف دوليّ لم يبقَ له سوى ورقة «كرديّة» تحاول تجاوز «الرقة» إلى رسم خطوط جديدة في شرق «الفرات»، لضبط إيقاع التقدّم ما أمكن في منطقة تقدّم عسكري متسارع ينهي فعاليّة أميركيّة كانت قد حلمت يوماً بالوصول إليها، فما استجدّ من انهيارات في صفوف «النصرة» و»داعش» ينبئ باتّساع الضعف ودراماتيكيّة اتساع الخلاف في ملحقات الإرهاب الإقليمي، وهو ما ينبئ بوصول بعض التنظيمات الإرهابيّة إلى إطلاق «رصاصة الرحمة» على رأسها، والتخلّي عن إمكانيّة العيش أمام صفقات البيع القسري وعودة قادة من أصول «تركمانيّة» إلى بلد المنشأ، فهذا يجعل ارتداد الأمواج أكثر دماراً على من اعتلى مراكب قد أحرقت أشرعتها في ميادين تلفظ آخر أنفاسها، وباتت بحاجة إلى «رصاصة رحمة» حفاظاً على أسرارها المكنونة، فهل توالي الانهيارات سيضع من بقي من الإرهاب في سعير الاستقدامات؟ أم ستكون رصاصات الانتحار هي أقرب سيناريو قبل فوات الأوان؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى