الأسد في رسالة لخامنئي: سنمضي معاً في محاربة الظلم والعدوان

وجّه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي بمناسبة كسر الحصار عن دير الزور، أكّد خلالها أنّ الشعب الإيراني شريك للسوريّين في الانتصارات، «لأنّه قدّم الدماء وضحّى في محاربة الإرهاب».

وقال الأسد في رسالته لخامنئي: «أتقدّم لكم ولإيران حكومة وشعباً بأسمى آيات التهاني وأجمل التبريكات بالإنجازات الاستراتيجية التي حقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه وأصدقائه، والتي تمثّلت في كسر الحصار عن مدينة دير الزور».

وأكّد الأسد، أنّ سورية وإيران ماضيتان في محاربة الظلم والعدوان، وفي إزالة أخطار الإرهاب وتأسيس نظام إقليمي ودولي قائم على العدالة والمساواة وحفظ الكرامة لجميع شعوب ودول المنطقة.

وعلى صعيد مفاوضات «أستانة -6»، قال ألكسندر لافرينتييف، رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانة، إنّ الجولة الحاليّة من المفاوضات تُعدّ ختامية لعمليّة إقامة مناطق تخفيف التصعيد الأربع، لكنّه أكّد أنّ عملية أستانة ستستمر.

وقال لافرينتييف في تصريح صحافي في اليوم الأول من الجولة السادسة لمفاوضات أستانة: «يعدّ هذا اللقاء في أستانة ختامياً لإقامة مناطق تخفيف التصعيد، لكنّ عملية أستانة ستستمر، إذ لا يزال أمامنا العديد من المشاكل والمسائل التي يجب حلّها في إطار التسوية السورية».

وردّاً على سؤال حول إقرار مناطق تخفيف التصعيد من قِبل مجلس الأمن الدولي، أوضح الدبلوماسي الروسي أنّ هذه المسألة مرتبطة بموقف بعض الدول، التي لا تزال ترفض حق إيران في المشاركة بالتسوية السلمية في سورية وإعادة إعمار البُنية التحتية المدمَّرة.

وأكّد أنّ أستانة تمثّل محفلاً مفيداً جداً لتنسيق مختلف المواقف حول جوانب التسوية السوريّة، بما في ذلك التسوية السياسيّة وتشكيل لجان للمصالحة الوطنية. وعبّر عن أمله في أن تتكلّل هذه الجهود بالنجاح، ما سيمثّل قاعدة جيدة للتحرّك نحو السلام.

وأكّد صحة تسريبات صحافيّة، ذكرت أنّ الدول الضامنة للهدنة في سورية روسيا وتركيا وإيران ستتولّى سويّة الرقابة على منطقة خفض التوتر في إدلب. وتابع أنّه من السابق لأوانه الحديث عن نشر قوات دولية لحفظ السلام في سورية، إذ يجري الحديث في الوقت الراهن عن نشر مراقبين معنيّين بالإشراف على وقف إطلاق النار.

وفي سياقٍ متّصل، أكّدت مصادر مطّلعة أنّ القوات التركية قد تشارك في مراقبة منطقة خفض التصعيد في إدلب في مناطق المعارضة والقوّات الروسية والإيرانية من جهة الحكومة.

وأضافت أنّ مشاركة القوّات التركية في عملية مراقبة منطقة خفض التصعيد في إدلب، تُعدّ من أصعب الملفّات المطروحة للنقاش في أستانة.

كما نُقل عن مصادر، أنّه تمّ التوافق حتى الآن على 4 وثائق للتوقيع عليها، فيما تبقى وثيقتان قيد البحث التقني، موضحاً أنّ الخلاف مستمرّ فقط حول وثيقة متعلّقة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، ومن غير المستبعد تأجيل التوقيع عليها إلى الجولة القادمة من المفاوضات.

من جهته، أعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف، أنّ بلاده سترسل عسكريّيها إلى مناطق خفض التوتّر في سورية في حال اتّخاذ مجلس الأمن الدولي قراراً بإرسال مراقبين إلى هناك.

وقال نزاربايف في مؤتمر صحافي في أستانة الخميس، «هناك سؤال وُجّه إلينا حول مشاركة كازاخستان في مناطق خفض التوتر. أولاً، يمكن أن نرسل قوّات إلى مناطق ساخنة فقط بقرار من البرلمان، وفقاً للدستور. وثانياً، ميثاق منظّمة معاهدة الأمن الجماعي لا يفترض المشاركة في مثل هذه المناطق».

وأكّد رئيس كازاخستان في الوقت ذاته: «لكن إذا اتّخذت الأمم المتحدة قراراً حول إرسال قوّات من هذا النوع، فإنّنا سنتمكّن باعتبارنا عضواً في الأمم المتحدة من إرسال عسكريّينا إلى هناك للمشاركة».

بدورها، نقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر في أحد الوفود المشاركة في المفاوضات، أنّ الإمارات ومصر والعراق والصين قد تنضمّ إلى عملية أستانة بصفة مراقبين.

وتبحث الدول الضامنة للهدنة في سورية روسيا وإيران وتركيا مسألة زيادة عدد المراقبين على عملية أستانة، علماً بأنّ هناك حالياً دولتين مراقبتين فقط، هما الأردن والولايات المتحدة.

وكشف المصدر في تصريحات للوكالة، أنّ هناك طلبات من دول مختلفة للانضمام إلى العملية، خاصة مع تفهّم ضرورة إطلاق عملية إعادة إعمار سورية. وأوضح أنّ كلّاً من الإمارات ومصر والعراق والصين، عبّرت عن رغبتها في حضور مفاوضات أستانة بصفة مراقبين. وتوقع أن تسفر المناقشات خلال الجولة الحاليّة عن طرح مقترحات جديدة بشأن توسيع قائمة المراقبين على العملية.

ميدانياً، قال الإعلام الحربي إنّ الجيش السوري وحلفاءه تابعوا عمليّاتهم العسكرية في محيط مدينة دير الزور، وسيطروا على منطقة البغيلية بالكامل شمال غرب المدينة، كما سيطروا على محطة غاز نيشان ومحطة ضخّ المياه شرق جبل ثردة 3 في ريف دير الزور الجنوبي.

وفي ريف المدينة الجنوبي، سيطر الجيش والحلفاء على تلّ كروم وكتيبة «ضامن».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ غوّاصتين تابعتين لها قامتا بتوجيه ضربات صاروخيّة على مواقع تنظيم «داعش» في سورية.

الغوّاصتان «فيليكي نوفغورود» و»كولبينو» أطلقتا 7 صواريخ مجنّحة من طراز «كاليبر» على مواقع التنظيم من تحت الماء، ووفق الدفاع الروسيّة فقد استهدفت هذه الصواريخ مراكز القيادة والاتصال ومستودعات سلاح تابعة لـ»داعش» بالقرب من دير الزور.

وأكّدت بيانات المراقبة الموضوعيّة القضاء على كافّة الأهداف المستهدفة.

وفي بيان لها، أوضحت الوزارة أنّ الغوّاصتين «فيليكي نوفغورود» و»كولبينو» الموجودتين في الجزء الشرقي من المتوسط، استهدفتا بدقّة مواقع مهمّة لتنظيم «داعش»، بما في ذلك مراكز قيادة ومخازن أسلحة وذخيرة، حيث اجتازت الصواريخ في طريقها إلى الأهداف مسافات تراوحت بين 500 و670 كم.

والجدير ذكره، أنّ وزارة الدفاع الروسيّة أعلنت في 5 أيلول، أنّ «فرقاطة روسية أطلقت صواريخ كاليبر على مواقع «داعش» بالقرب من دير الزور»، مشيرة إلى أنّ فاعليّة الضربة الصاروخية على مقارّ «داعش» في دير الزور أكّدتها الطائرات المسيّرة والاستطلاعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى