المالكي: لن نسمح بـ «إسرائيل ثانية» في شمال العراق

أكد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس، على ضرورة إلغاء إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان، معتبراً إياه «غير دستوري»، فيما شدّد على عدم السماح بقيام «إسرائيل ثانية» في شمال العراق.

وقال مكتب المالكي في بيان صحافي، إن «نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي استقبل، في مكتبه الرسمي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق دوغلاس ألن سيليمان»، موضحاً أنه «جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية، كما تمّت مناقشة تداعيات قضية إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان».

وأكد المالكي، حسب البيان، «ضرورة إلغاء إجراء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصبّ في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا لصالح الكرد خاصة»، مشدداً على أنه «لن نسمح بقيام «إسرائيل» ثانية في شمال العراق».

وحذّر المالكي المطالبين بالاستفتاء من «التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الإجراء على أمن العراق وسيادته ووحدته»، داعياً إلى «اتباع لغة الحوار الجاد لحل جميع الإشكاليات وفقاً للدستور الذي صوّت عليه الجميع».

وطالب نائب رئيس الجمهورية قادة الإقليم بـ «احترام رغبة الشعب العراقي الرافض للاستفتاء، وكذلك مواقف المجتمع الدولي التي جاءت منسجمة مع التطلّعات الشعبية والوطنية».

إلى ذلك كشفت رئاسة إقليم كردستان، أمس، عن عرض السعودية التوسّط وتهيئة الأجواء للحوار بين بغداد وأربيل، وقالت إن الوزير السعودي، ثامر السهبان، عرض الأمر، خلال لقائه رئيس الإقليم مسعود البرزاني.

وأعلنت رئاسة الإقليم الكردي في بيان، أن «رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني استقبل مساء السبت وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السهبان»، لافتة إلى أن الأخير «أشاد بدور الشعب الكردستاني وقوات البشمركة، كما أكد على مواصلة علاقات الصداقة السعودية الكردستانية».

وأبدى السهبان، وفقاً للبيان، «استعداد بلاده للوساطة، وتهيئة الأجواء لإجراء حوار بين كردستان وبغداد لحل المشاكل بين الجانبين».

من جانبه، أشاد البرزاني بـ «العلاقات المستمرة بين الرياض وكردستان»، مؤكداً أن «الإقليم لم يغلق أبواب الحوار».

وكان الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، قد أصدر، أول أمس، بياناً أعلن فيه عن إطلاق مبادرة للحوار بين الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة التي أحدثها تنظيم الأكراد لاستفتاء إقليم كردستان، فيما أشار إلى إلغاء سفره المقرّر إلى نيويورك، وتكليف رئيس الوزراء حيدر العبادي بإلقاء كلمة العراق باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، استعداد بغداد للتدخل عسكرياً إذا أدى استفتاء إقليم كردستان إلى العنف.

ومن جهة أخرى، أفاد مصدر مطلع من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بأن الأحزاب الكردستانية اجتمعت الليلة الماضية في أربيل لبحث ودراسة المقترحات التي طرحها المجتمع الدولي حول الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ إن «ممثلي الأحزاب في إقليم كردستان قد درسوا لساعات طويلة المقترحات الدولية دراسة مستفيضة، وأعدّوا ورقة مقترحات ومطالب لعرضها في الاجتماع مع رئيس الإقليم والمصادقة عليها وتقديمها للوفد الدولي».

ويعقد المجلس الأعلى لاستفتاء إقليم كردستان، اليوم الاثنين، اجتماعاً للردّ على مقترح دولي كحل بديل عن إجراء الاستفتاء.

وكانت الأمم المتحدة عرضت على البرزاني العدول عن الاستفتاء حول استقلال الإقليم، في مقابل المساعدة على التوصل لاتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل.

وبحسب الوثيقة التي قدّمها المبعوث الأممي إلى العراق «يان كوبيش»، الخميس الماضي، للبرزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ «مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة … من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حلّ المشاكل كلها، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدّد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل».

وقال كوبيش: «هناك عرض، إذا وافق الأكراد على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات»، مشيراً إلى أنه يتوقع رداً من البرزاني خلال «يومين أو ثلاثة».

ويتعيّن على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ». في المقابل، «تقرّر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 أيلول/سبتمبر الموعد المقرر».

وتحدد الوثيقة أن «يبقى مجلس الأمن متابعاً لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة».

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني هدد، أمس، بإلغاء الاتفاقات الأمنية والعسكرية مع كردستان وإغلاق كافة المنافذ الحدودية مع الإقليم في حال مضيه بالاستفتاء المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول الحالي.

وأصدرت الولايات المتحدة، السبت، بياناً جددت فيه عدم تأييدها لاستفتاء إقليم كردستان، محذّرة من أنه يشتت التركيز على الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بـ «داعش»، فيما اعتبرته «استفزازاً وزعزعة للاستقرار».

كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، عدم تأييدها لاستفتاء كردستان، محذرة من تأثيره على استقرار الشرق الأوسط، فيما اقترحت إجراء محادثات غير مشروطة بين بغداد وأربيل.

وكانت «إسرائيل»، الدولة الوحيدة التي رحّبت على لسان رئيس الوزراء بينامين نتنياهو بالاستفتاء الذي أثار ردود فعل إقليمية ودولية.

وخلال تجمّع جماهيري في أربيل الجمعة، وأمس الأحد، ظهر علم «إسرائيلي» رفعه أكراد مشاركون في الاحتفال الداعم للاستفتاء، حسبما لاحظ مصوّر من وكالة فرانس برس.

وصادق برلمان كردستان العراق، الجمعة، كما كان متوقعاً، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر.

وتخضع «كردستان» لضغوط كثيفة للعدول عن هذا الاستفتاء الشعبي، الذي لن يؤدي من حيث المبدأ إلى إعلان الاستقلال، بل يشكل وسيلة للضغط على السلطة المركزية للحصول على تنازلات في الخلافات النفطية والمالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى