رئيس الجمهورية لم يحضر حفل استقبال ترامب: «إسرائيل» تتربّص بلبنان والمجتمع الدولي لم يلزمها التقيّد بالقرارات المتخذة

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في نيويورك على هامش ترؤسه وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين. وفي هذا الإطار، التقى مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك فجر الأربعاء بتوقيت بيروت في جناحه في مقرّ إقامته، وفد «تاسك فورس فور ليبانون» برئاسة إدوارد غبريال، وحضور أعضاء الوفد اللبناني والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار. وتمّ خلال اللقاء التركيز على العلاقات اللبنانية – الأميركية ودور الوفد في تعزيزها وتفعيلها في مختلف المجالات، كما أشاد أعضاء الوفد بالإنجاز العسكري الذي قام به الجيش اللبناني ونجاح عملية «فجر الجرود» ووقعها الإيجابي على العاملين في المجال السياسي في الولايات المتحدة.

ورحّب الرئيس عون بالوفد، مؤكداً «التواصل معه من أجل تعزيز العلاقات اللبنانية – الأميركية»، شاكراً «الجهود التي يبذلها «تاسك فورس فور ليبانون» من أجل إيصال الرأي اللبناني إلى الإدارة الأميركية والحديث مع المسؤولين الأميركيين الرسميين والسياسيين لما فيه مصلحة لبنان».

ولفت إلى أن «الجيش قادر على الوقوف في وجه الإرهاب والإرهابيين وأن المساعدات التي تصله تعتبر أساسية ليتمكّن من القيام بمهامه كاملة أمام عدو صعب ومتمرّس نجح في زرع الخوف والقتل في كل أنحاء العالم».

وطمأن أعضاء الوفد الذين سألوه عن الوضع في لبنان، إلى أن «الأمور تسير على السكة الصحيحة، وأنه عازم على إكمال مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن القضاء على الفساد خلال تسعة أشهر فقط، إلا أنه يمكن إعادة لبنان إلى سابق عهده، وأن أموراً كثيرة قد تحققت بالفعل ولا يمكن الاستهانة بها، ولو أنها تبقى قليلة نسبة إلى العمل الكبير الذي يجب القيام به».

ونبّه من جهة ثانية، إلى الخطر «الإسرائيلي» الذي لا يزال جاثماً وتربّص «إسرائيل» بلبنان، واستمرارها في انتهاك سيادته من خلال الخروقات اليومية لأجوائه وللقرارات الدولية»، لافتاً إلى أن «المجتمع الدولي لم يتمكّن من إلزامها التقيد بالقرارات المتخذة، ولا حتى بالحلول الدولية المطروحة لإرساء السلام في المنطقة».

وأقام رئيس بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة السفير نواف سلام مساء الثلاثاء، حفل استقبال للجالية اللبنانية في نيويورك، شارك فيه لبنانيون وأميركيون من أصل لبناني من مختلف الولايات الأميركية للترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق، في حضور أعضاء الوفد: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، كما حضر الحفل السفير سلام وعقيلته السفيرة سحر بعاصيري، السفير اللبناني المعين في واشنطن غابي عيسى، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن السفيرة كارلا جزار، وقنصل لبنان في نيويورك مجدي رمضان، والمرشّحة اللبنانية لمنصب المديرة العامة التنفيذية للأونيسكو السيدة فيرا خوري لاكويه.

بعد النشيد اللبناني، ألقى السفير سلام كلمة رحّب فيها بالرئيس عون في نيويورك. وقال: «إن تواجد أبناء الجالية في نيويورك، ومنهم من قدم من ولايات أخرى، إنما هو للتعبير عن مدى الفرحة بحضور رئيس الجمهورية ودلالات هذا الحضور لجهة تعافي لبنان بعد الانتخابات الرئاسية».

ولفت إلى «الفرحة التي تغمر المغتربين اللبنانيين برئيسهم من جهة، وبممارستهم حقهم في الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة»، آملا أن «يتم تخصيص مقاعد لهم في الدورات اللاحقة».

ثم ألقى الرئيس عون كلمة في المناسبة، أعرب فيها عن سروره لوجوده مع أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك، وأنهم كما المغتربين اللبنانيين في كل أنحاء العالم، محط اهتمامه وأن الزيارات التي يقوم بها أو تلك التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين، غايتها الاستماع إلى اللبناني أينما وجد، وأن يشعر أن الدولة ليست بعيدة عنه وهي تهتم به وتعزز ارتباطه بوطنه الأم.

وشدد على أن «لبنان تمكّن من تخطي الصعوبات والمشاكل والهزات التي تعرّض لها والمنطقة، وهي تُعتبر الأعنف منذ الحرب العالمية، وذلك بفضل وعي اللبنانيين وإدراكهم أن الاختلاف في السياسة مهما كان قاسياً، لا يجب أن يُفسد الوحدة الوطنية وهذا ما تجسّد من خلال حصر الخلاف بالسياسة فقط وعدم اتساعه ليتحوّل إلى مواجهات أمنية، والعمل معاً لما فيه مصلحة لبنان وتطوّره وازدهاره».

ودعا أبناء الجالية في نيويورك إلى «زيارة لبنان خلال العطل السنوية، وكلما سنحت لهم الفرصة، ليحتفلوا مع أهلهم وأصدقائهم وأحبائهم بعودة البلد إلى عافيته بشكل تدريجي».

وفي سياق متصل بزيارة الرئيس عون إلى نيويورك، كتب المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية جان عزيز على صفحته على «تويتر»: «لم يحضر فخامته حفل استقبال الرئيس الأميركي أمس، لأسباب لوجستية كثيرة ومتعددة…».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى