بعقليني: ثابتون على النهج والمبادئ في مواجهة مشاريع الاحتلال والإرهاب والتقسيم

أقامت مديرية عين عطا التابعة لمنفذية راشيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل تكريم للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية المتوسط، الثانوي، المهني والجامعي ، بحضور ناموس مكتب الرئاسة في الحزب رندة بعقليني، نائب رئيس المؤتمر القومي العام سعيد معلاوي، منفذ عام راشيا خالد ريدان، منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم ، منفذ عام حاصبيا لبيب سليقا وعدد من أعضاء المجلس القومي وهيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات.

كما حضر وديع القاضي ممثّلاً قائمقام راشيا، عماد خير ممثّلاً وكالة داخلية راشيا في الحزب التقدّمي الاشتراكي، عضو المجلس المذهبي الدرزي محمود خضر، مدير ثانوية الكفير الرسمية نعمان الساحلي، مدير ثانوية راشيا الرسمية ربيع خضر، مسؤول الحزب الديمقراطي اللبناني، رجل الأعمال نادي قماش، وحشد من أهالي الطلبة وجمع من القوميين والمواطنين.

استُهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثم كلمة ترحيب بالحضور ألقتها منار بدور، تلاها دخول المتخرّجين مع فرقة عبد الله أيوب الفنية التي رسمت لوحات فنّية مبدعة على وقع أغنية «راجع راجع يتعمّر لبنان»، ثمّ قدّمت فرقة ديما بدور الاستعراضية وصلة فنية، وألقى الطالب ولاء خضر كلمة بِاسم الطلبة المتخرّجين، ثم قصيدة من وحي المناسبة ألقاها الشاعر ديمتريوس الغريب.

وألقت ريما الحاج كلمة مديرية عين عطا قالت فيها: نحن نؤمن بمصير الجيل الجديد، مصير النصر والمجد، ونحن على ثقة أننا بالوعي ننهض، بالتفوق نبدع لحن الحياة، ونحن أبناء الحياة. الطلبة هم جيل الحاضر وأمل المستقبل، هم الجيل الواعد، بفكرهم يزدهر مجتمعنا، ولأننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤمن بأن المجتمع معرفة والمعرفة قوة، فقد عزمنا على إقامة هذا الحفل لتهنئتهم بما حقّقوه فخراً وعزّاً لهم ولمجتمعهم. ففي نفوسهم وعقولهم قوة خافية وطاقات خلاقة أشار إليها حضرة الزعيم في قوله: «إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»، وانتصرت قيم الحق والخير والجمال.

كلمة مركز الحزب

كلمة الحزب المركزية ألقتها ناموس مكتب الرئاسة رندة بعقليني استهلّتها بالقول:

يزدهي التكريم بأن نرفع التحايا لصانعي الكرامة، من رووا بدمائهم أرض الوطن، فازداد الوطن شموخاً. لكلّ من ارتقى شهيداً وهو يقاوم عدواً، لكل يتيم كفّن بالدموع جسد أبيه، لأهل فقدوا فلذات أكبادهم، لحُماة السيادة، لأصحاب العقيدة، لجيش لبنان وأبطاله، لجيش الشام وبواسله، لحزب الله سلاحاً ومجاهدين، لنسورنا الأبطال، نسور الزوبعة، لعيونهم التي تحدّق بالشمس من دون انكسار، لجباههم التي تعانق السماء، لقاماتهم التي لا تعرف الانحناء، لأقدامهم التي تزرع بذور التحدّي، لإرادتهم التي لا تلين، لهتافهم الذي يملأ الكون: لن تكوني لسوانا يا شرايين دمانا سوريانا سوريانا.

وتابعت: لبحر الدماء وبراكين الدموع، بطولة وشهادة وانتصارات. لكل مُرابط على الثغور يفترش الأرض ويلتحف السماء مُدافعاً عن حقه وأرضه وكرامته، أنتم، أنتم عزّنا ومجدنا، بكم تتحرّر الأرض، بقبضتِكم بغضبتِكم… يُصان البيت والعِرضُ، بناة حضارة أنتم، وأنتم نهضة القيم، وأنتم خالدون خلود الأرز في القمم.

وأضافت بعقليني قائلة: من شموخ جبل الشيخ الذي يظلّل القمم، يغمرنا من الشمس وهج ومن الأرض عبير، من مشارف فلسطين البوصلة شجر الزيتون يتعانق بشتول التبغ في مزارع شبعا، الفواحة بطيب المزارعين في الحقول المحروسة بالعيون وبالأهداب.

نجتمع وإياكم، في عين عطا، المزهوّة اليوم فرحاً، بكم رفقاء وأحباء وأصدقاء وخرّيجين. عين عطا هذه البلدة النابضة بالعنفوان، الشامخة بالوفاء لتاريخ أبطالها، شهداء الواجب القومي، الشهيد غانم الحاج، والشهيد محمد القاضي، والشهيد رامز القاضي، والشهيد عارف الساحلي، تتلألأ اليوم عزّاً وفخراً بأجيالها المتعاقبة، أبناء الحياة.

تحية إلى الجباه السمراء، المنغرسة أقدام أصحابها في الأرض، المجبول رغيفها بنكهة العزّ وطعم الكرامة. تحية إلى كلّ رجل وشيخ وامرأة وطفل وطالب، تحية إلى عين عطا التي أنجبتكم أباة كِراماً مقاومين ومناضلين.

وتوجّهت بعقليني إلى الطلبة المكرّمين بالقول: لكم أنتم الدور الأساس في مسيرة انتصار المفاهيم الحقيقية للنهضة، فأنتم نقطة الارتكاز، وأنتم الخميرة الصالحة التي يجب أن تعرف كيف تفعل وتشعّ عطاء، فلا ينحصر دورها في إطار المدارس والجامعات، بل يتمدّد في كلّ الميادين والمتّحدات.

وقالت: أمامكم مسؤوليات كبيرة وتحدّيات على مستوى المصير. حافظوا على أرضكم وتمسّكوا بها لأنها عزّتكم وكرامتكم، حافظوا على وحدتكم وتمسّكوا بها لأنها قوّتكم ومعتقدكم. تعلّموا في مدارسكم وجامعاتكم وتفوّقوا فالعلم مقاومة. كونوا القدوة لأنكم قوة فاعلة حيّة لا تُقهَر… ضعوا نُصب أعينكم أن الواجب يحتّم عليكم الوفاء والثبات، لأنكم بالقدوة تعلّمتم وبالقدوة تزرعون بين أترابكم مبادئ الحياة، التي زُرعت في نفوسكم فحافظوا عليها لأنها الحقيقة كل الحقيقة.

واعلموا أن كلّما ازددنا قوة، كلما ازداد الضغط علينا. قدرُنا أن نواجه، أن نقاوم، أن نبذل كلّ تضحية من أجل نهضة هذه الأمة وعزّتها. كلما رأينا اعوجاجاً سنقوّمه، وكلّما رأينا لَهَباً سندخل إلى سعيره حتى تتنصر الأمة. اعلموا إنّ الهاربين من الموت سيموتون إلى الأبد إما عبودية وإما فناء، أما الذين يدركون كيف يكون الموت سبيلاً للحياة فإنهم يستحقون شرف الحياة، وأنتم أنتم أبناء الحياة وشرف الحياة وكرامة الحياة، وبكم تليق الحياة وتنتصر.

وتابعت: اعلموا أنه عندما لا يكون هناك انتماء للوطن ولا يكون هناك قضية جامعة، يصبح العلم بلا قيمة وبلا معنى، وأخطر التحدّيات حين نرى بعض المثقّفين والفنانين يسيرون في ركب التطبيع الثقافي مع عدوّ شعبنا وبلادنا، هذا التطبيع مدان ومستنكر، ولا يجوز تحت أيّ اعتبار منح المطبّعين جوائز براءة من أفعالهم المشينة، المطلوب معاقبة كل مطبّع. هذا هو القانون اللبناني، وتطبيق القانون لا يكون استنسابياً.

لذلك، رهاننا عليكم أيها المتفوّقون، وثقتنا بكم كبيرة بأنكم ستعملون لعزّ الوطن وكرامته. إن العلم يفتح الآفاق أمامكم من أجل تحصين مناطقكم، ومن أجل تحصين وحدتكم، ومن أجل أن تتضافر جهودكم على اختلاف توجّهاتكم السياسية لتصبّ في خدمة وطنكم. نحن نؤمن أن التفاعل هو الركيزة الأساس لتحصين وحدة المجتمع، فكونوا جميعاً يداً واحدة، صنّاع مستقبل مشرق واعد، وأهل عزّ وكرامة.

كما أشارت بعقليني إلى أنّنا في مواجهة مشاريع الاحتلال والإرهاب والتقسيم، نحن على ما نحن عليه، مقاومون مضحّون ثابتون على النهج والمبادئ. ومن هذا الموقع نحن فخورون بأننا شركاء الجيش السوري والحلفاء في محاربة الإرهاب، وفخورون بشهدائنا الأبطال.

إن اشتراك حزبنا في القتال ضدّ الإرهاب واجب قوميّ. فنحن معنيّون بالدفاع عن أرضنا وشعبنا، ومعنيّون في مواجهة مشاريع التفتيت والمحميّات الطائفية وإمارات القتل وسفك الدماء، من أجل أن تبقى سورية واحدة موحّدة، فهي مهد الحضارة، ولن تكون مرتعاً للظلاميين الإرهابيين المجرمين.

وحدة سورية وحقها في السيادة والكرامة مبدأ راسخ، وخيار ثابت، وقرار لا رجعة عنه، مهما تطلّب من تضحيات.

على هذا الطريق نحن سائرون، لا نهاب المنون، وما ترونه اليوم من انتصارات على الإرهاب، هو نتاج إرادة الصمود والمقاومة. وكسر حصار دير الزور ليس خاتمة الانتصارات، لأن الأمم الحرّة تحيا بالعزّ والانتصارات.

وأضافت بعقليني: بالأمس شيّع لبنان كوكبة من شهداء جيشه البطل، وهؤلاء الشهداء قُتلوا بيد الإرهاب بعد اختطافهم. فتحية لهم وتحية لكلّ شهداء الوطن.

إن دماء هؤلاء الشهداء تحتّم علينا الوصول إلى الحقيقة، حقيقة من المسؤول عمّا آلت إليه قضية العسكريين المختطفين.

وتحتّم السؤال ما هي مصلحة بعض اللبنانيين في أن يعود لبنان ضعيفاً هزيلاً ومكسر عصا للعدوّ؟ ولماذا المواقف التي تصوّب على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وقد تجسّدت هذه المعادلة بأبهى حلّلها بتحرير جرود عرسال، ولاحقاً جرود القاع ورأس بعلبك من الإرهاب وبسط السيادة الوطنية وكشف مصير العسكريين الشهداء بعد ثلاثة سنوات على جريمة اختطافهم.

إن لبنان القويّ يشكّل عامل خوف للعدوّ الصهيوني. وهذا اللبنان القويّ لن يعود إلى مربّع الضعف والحياد شاء من شاء وأبى من أبى.

ولبنان القوي هذا، معنيّ بتقوية اقتصاده، والأولوية هي العلاقات المميّزة مع دمشق وحكومتها، والتي يستفيد منها لبنان، اقتصادياً وتجارياً. ولبنان القوي بوحدته التي تتعزّز بقانون جديد للانتخابات على أساس الدائرة الواحدة والنسبية الكاملة من خارج القيد الطائفي، بما يضمن تحقيق إصلاحات جذرية تشمل مختلف المناحي والإدارات العامة والقطاع التربوي وسائر القطاعات الخدماتية. ونحن نتطلّع إلى العهد الجديد للسير في الإصلاح وتحقيق المواطَنة الصحيحة الكاملة على أساس الكفاءة بعيداً عن المحسوبيات والمحاصصات الطائفية. فلبنان القوي يولد من رحم العدالة الاجتماعية والمساواة.

أيها القوميون الاجتماعيون.

ويسألونكم أيّ حزب أنتم؟ من يحميكم؟ فقولوا لهم: نحن حزب لم يرضَ يوماً إلا حياة الأحرار، ولم يرضَ يوماً إلا أخلاق الأحرار، نحن سيوف الاستقلال، نحن عملية الويمبي، نحن الأجساد المتفجّرة، نحن نسور الزوبعة، نسر يرابط في صيدنايا، ونسر يقاتل في معلولا، ونسر يكمن في السويداء، ونسر يتقدّم بثبات في الزارة، وبطل يحرّر صدد، ونسر يقاتل في باب هود ويستشهد بطلاً في باب هود، ونسر قائد شهيد حفر بدمائه في كنسبّا: «شهيد… زفير… شهيد… زفير… والوطن عم يتنفّس». قولوا لهم نحن الحزب السوري القومي الاجتماعي لم ولن ننتظر حماية من أحد لا من طائفة ولا من مذهب، لا من عائلة ولا من سفارة، الحزب السوري القومي الاجتماعي تحميه هذه القلوب النابضة بالحياة، هذه الصدور العامرة بالإيمان، هذه القامات الشامخة بالعنفوان، هذه الحناجر الهاتفة بحياة سورية وحياة سعاده. أنتم حماة الحزب أنتم سيفه وترسه، أنتم الأمل والرهان. بكم سنغيّر الدنيا ويسمع صوتَنا القدر، بكم نبني الغد الأحلى بكم نمضي وننتصر.

وختمت بعقليني قائلة: كلمتان كانتا وصية سعاده لنا: «كونوا قوميين كونوا قوميين»، ونحن نؤكد له أننا دائماً قوميون وأبداً قوميون وإلى آخر نبضات عروقنا قوميون.

هنيئاً لنا بكم طلاب علم أبناء نهضة رجال قضية، وإلى مزيد من العلم والعمل والنضال حتى تحقيق النصر.

دروع تقديرية

واختُتم الاحتفال بتسليم الدروع التقديرية من مديرية عين عطا على الطلبة المتخرّجين، وعلى مدراء المدارس المشارِكة في الحفل ومنهم: ربيع خضر نعمان الساحلي، وعائلة المرحوم سامي وهبة، وتلا ذلك حفل كوكتيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى