البرزاني مستعدّ للحوار لكن بعد الاستفتاء!

عبّر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني عن استعداده للحوار الجدّي مع بغداد «ولكن بعد إجراء الاستفتاء»، مشيراً إلى أنّ حكومة الإقليم ليست مستعدّة للتفاوض بشأن الخط الأخضر ليكون حدّاً بين الإقليم وبين العراق، كما ستتفاوض مع حكومة بغداد حول النفط والغاز.

ولفتَ برزاني في كلمة له خلال تظاهرة مؤيّدة للاستفتاء في أربيل، إلى أنّه بعد عام 2003 اعتقد الكرد أنّ هناك فرصة لعراق جديد «بعد كلّ الظلم الذي تعرّض له شعب كردستان»، مضيفاً أنّه «حتى في الحرب الطاحنة مع «داعش»، كانت بغداد لا تسمح بإيصال طلقة واحدة للبيشمركة من دون المرور بها».

وأوضح برزاني، أنّ قرار الاستفتاء اتُّخذ قبل 7 حزيران، لكنّهم في الحكومة المركزيّة كانوا يظنّون أنّه مجرّد ورقة ضغط أو مخرج للخلاص من الأزمات الداخليّة، معتبراً أنّ «الاستفتاء ليس مجازفة، والمجازفة أن تترك غيرك يقرّر مصيرك»، على حدّ تعبيره.

ودعا رئيس إقليم كردستان الأكراد للتعبير عن آرائهم في الاستفتاء «وليتعرّضوا لعمليات أنفال أخرى»، في إشارة إلى عمليات الإبادة التي شنّها ضدّهم الرئيس العراقي الأسبق عام 1998، وتابع برزاني قائلاً إنّ «البيشمركة لن تسمح أن تقع كردستان بيد الأعداء».

من جهته، قال رئيس تيّار الحكمة الوطني في العراق السيد عمار الحكيم، إنّ كركوك هي رمز العراق الموحّد، وإنّه يجب ترك الضغائن والثارات، معتبراً أنّ ليس هناك رابح في تنازع الإخوة في الوطن الواحد.

وتوجّه الحكيم في كلمة له إلى أبناء كردستان بالقول: «أنتم أبناء العراق، وحقّكم في هذا الوطن متساوٍ مع حقوق إخوتكم في الوطنيّة العراقيّة»، وأضاف: «عراقيّتنا هي عنوان عزّتنا وكرامتنا وهيبتنا».

وكان زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر حذّر أول أمس، زعماء إقليم كردستان العراق من التداعيات الكارثيّة التي ستجلبها هذه الخطوة.

وقال الصدر في بيان صادر عن مكتبه: «احذروا الفتنة، وليستيقظ الشعب العراقي الحبيب وليحذر وليتجنّب الجميع، لا سيّما السياسيّون، التصعيد الإعلامي والأمنيّ، لا خوف من أحد إنّما حرصاً على العراق وشعبه، فما عاد الوضع يتحمّل المزيد من التصعيد».

وشدّد الصدر على أنّ «وحدة العراق من متبنّياتنا وثوابتنا، وكلّ من يعمل ضدّ ذلك فهو واهم وواهن»، مضيفاً أنّ «أيّ تدخّل «إسرائيلي» في الشأن العراقي يعني عدم وقوفنا مكتوفي الأيدي، والكل يشهد لنا»

إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إدارة إقليم كردستان العراق بالتراجع عن إجراء الاستفتاء المقرّر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، واصفاً إيّاها بـ»مغامرة الانفصال».

وأكّد يلدريم، أنّ بلاده قالت مراراً لإقليم كردستان إنّ الاستفتاء عمليّة باتجاه الخطأ، مضيفاً: «على إدارة أربيل التراجع عن مغامرة الانفصال»، وقال إنّ الاستفتاء مسألة تمسّ الأمن القومي التركي.

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنّ «أنقرة عازمة على استخدام حقوقها الدولية بمواجهة المخاطر الأمنيّة لاستفتاء كردستان».

وشدّد يلدريم على أنّ تركيا لن تقبل بفرض سياسة الأمر الواقع بتقسيم العراق وسورية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد هدّد بفرض عقوبات على الكرد في شمال العراق، كما تجري قوّات تركية تدريبات عسكريّة قرب الحدود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى