سيبقى جيشُ تشرين الجيش الأول

د. جمال المحسن

بكلّ حرارة الشعور الوطني والقومي نقفُ اليوم لنشارك في أفراح الذكرى الرابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية التي قادها بعنفوان وكرامة واقتدار القائد الخالد حافظ الأسد وسطّر ملاحمها أبطال الجيش السوري، الجيش الأول الذي حطّم أسطورة ما تمّ ادّعاؤه زوراً وبهتاناً لفترة من الزمن بأنّ جيش العصابات الصهيونية هو «جيش لا يُقهر».

لقد حطّم أبطالُ سورية الأسد خط آلون، وهو خط الدفاع «الإسرائيلي» في الجولان السوري الذي يماثل خط بارليف على الجبهة المصرية، ويمتدّ خط آلون على طول الجبهة السوريّة نحو 70 كم ، وهو خط عريض لحماية ا من الاستراتجي «الإسرائيلي» في فلسطين المحتلّة. فقام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بقصف مواقع الجيش «الإسرائيلي» في الجولان، حيث شاركت في الهجوم مئة طائرة مقاتلة سوريّة، وفتحت أكثر من ألف فوّهة نيران مدافعها، ثمّ انطلقت وحدات وقطاعات الجيش العربي السوري بدباباتها ومدرّعاتها عبر الجولان مخترقةً ومحطّمةً خط آلون الدفاعي «الإسرائيلي» وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية، مكبّدةً قوّات العدو الصهيوني خسائر فادحة، ممّا اضطرّ رئيسة الحكومة «الإسرائيلية» آنذاك غولدا مائير إلى إيقاظ هنري كيسنجر من نومه وطلب المساعدة الأميركيّة المباشرة.. وكان لها ذلك.

ونفّذت وحدات من القوّات الخاصة السوريّة عمليةً عسكريةً كبرى، وحرّرت مرصد جبل الشيخ الاستراتيجي وأسرت كلّ أفراد الجيش «الإسرائيلي» في هذا الموقع.. وسجّلت هذه المعركة التي كانت بالسلاح الأبيض بطولات نادرة للجندي السوري، فقام لواء غولاني «الإسرائيلي» بمحاولة إنزال لاسترجاع المرصد، إلّا أنّ القوّات المسلّحة السورية ألحقت به الهزيمة والخسائر الفادحة.

وفي مساء اليوم الثاني، ركّزت قيادة العدو مستندةً إلى الدعم الأميركي المباشر على الحبهة السوريّة وأعطتها الأولويّة، كونها تمثل الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني.

وفي هذه العجالة، لا يمكن استعراض كافّة الصفحات البطولية للجيش السوري في هذه الحرب التحريرية المجيدة التي حرّرت الإرادة العربية من بين رُكام الهزيمة واليأس، فكانت إرهاصة قوميّة في الآماد البعيدة، امتزج فيها الدم العربي الوحدوي، وكانت انتصاراً لسورية ومصر والعرب من المحيط إلى الخليج.

ولو قُيّض لهذه الحرب أن تكون بدون قرار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات المتراجع عن التنسيق السوري ـ المصري ووحدة المعركة وقبوله بوقف العمليات العسكرية على الجبهة المصرية حيث تمّ التركيز الإسرائيلي الأميركي على الجبهة السوريّة التي بقيت مشتعلة عدة أشهر ، لكانت هذه الحرب قد وصلت إلى نصر كامل غير منقوص بتحرير كلّ الأرض المقدسة.

في هذه المناسبة المباركة، نؤكّد أنّ جيش تشرين ما زال بحيويّته وصلابته وعنفوانه، وسيبقى الجيش الأول للأمّة وقضاياها المشروعة والمقدّسة، وذلك على الرغم من العدوان الأميركي الصهيوني الغربي الأعرابي الخليجي التركي ا رهابي المستمرّ منذ سبع سنوات.

وسيسجّل التاريخ، أنّ سورية بقائدها الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد وجيشها وشعبها ومؤسّساتها الشرعيّة، قد غيّرت مع حلفائها موازين القوى في المنطقة وحتى على المستوى العالمي…

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لسورية قلب العروبة النابض وقلب العالم، شاء من شاء وأبى من أبى.

إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى