الهدوء الذي يسبق العاصفة أو اقتراب قيامة إيران الواعدة…!؟

ليست هي الحرب أبداً إلا إذا كان ترامب يريد أن يثبت حماقته بالدليل القاطع والبرهان الساطع، كما يتّهمه الكثيرون، ومن جملتهم ما أشيع على لسان وزير خارجيته ريكس تيلرسون..!

لأنّ أيّ خطوة من هذا القبيل ستعني تحوّل إيران مجدّداً دولة نووية «كاملة الدسم»، أيّ إلى دولة تخصّب اليورانيوم بنسبة تزيد على الـ 20 في المئة خلال أقلّ من 48 ساعة..!

إضافة إلى إضفاء المشروعية الكاملة لمنظومة الصناعات الصاروخية الإيرانية المتوسطة والبعيدة المدى العابرة للقارات…!

ولما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل غيره يعرف أنه «أسد» سقطت أسنانه في حلبة المصارعة في «غرب آسيا» كلّه أمام تحالف رباعية الأسد السوري وتهاوت هيمنته وتحطّم جبروته في أقصى الشرق الآسيوي أمام كوريا الشمالية..!

لذلك يصبح «الهدوء الذي يسبق العاصفة» للسيد ترامب أشبه ما يكون بخطوة الاستفتاء البرزاني على انفصال إقليم شمال العراق كردستان عن بغداد…!

أيّ أنها ليست أكثر من خطوة أحادية يمكن أن يُقدم عليها «الوحش» المقلّم الأظافر والمتهافت جلداً ولحماً ولم يبق منه إلا هيكل عظمي…!

لا سيما إذا ما عرفنا أن لا أحد في الداخل الأميركي فضلاً عن المجتمع الدولي سيمضي مع ترامب في أيّ خطوة تهديدية جدية ضدّ إيران سوى الكيان الصهيوني، تماماً كما هي الحال مع مسعود البرزاني الذي تمّ وأد مبادرته في أول سباق «الرالي» الذي حاول التطاول من خلاله والدخول إلى نادي الكبار من دون استئذان..!

إنّ دونالد ترامب يعرف تماماً أنه حاول إعلان الحرب ضدّ إيران قبل ذلك ولم يفلح… سواء من خلال السعودية أو من خلال إقليم أكراد العراق، إضافة إلى يأسه التام من حليفه السلجوقي الذي فضّل الابتعاد عنه ولو موقتاً…!

ولما كانت أدواته المباشرة هذه غير قادرة على ذلك، فيما جهاز إدارته لا يريد فضلاً عن عجزه عن الدخول في حروب جديدة في المنطقة لأسباب كثيرة وهو يرى مشروعه الكردي قد ولد ميتاً…

ناهيك عن استفزازه حتى أدواته التقليديين ما أفضى إلى نشوء حلف رباعي يضمّ إيران ـ العراق ـ سورية، آخذاً تركيا معه ضدّ مشروعه السري ما جعله يطوَّق في مهده ويفقد التأييد الدولي له، لأنّ من شأنه تفجير الناتو من الداخل ودفع تركيا للانسحاب. وهذا وضع مدمّر للحلف ولا تمكن المجازفة به، باعتبار أنّ تركيا لا تزال مهمة كقاعدة لا زالت مهمة في مواجهة الصين وروسيا على صعيد المعادلة الدولية الكبرى وخاصة مستقبلاً…!

عليه… لم يبقَ أمامه سوى إعلان قويّ ليس له رصيد سوى الطنين الذي يطوي العالم طي السجل للكتب، ولكن من دون أثر يذكر سوى أنّ ترامب هو من أطلقه أو وعد به، أياً يكن نوع الخطوة التي سيلجأ اليها…!

أصلاً إذا كان ترامب قوياً فعلاً ليثبت أولاً للعالم من حوله أنه ضامن استمراره في الحكم داخل البيت الأبيض وهو الذي تحيط به الرياح العاتية من كلّ جانب..!

بانتظار عاصفة ترامب نقول لمن يراهن عليها من بقايا المتوهّمين، أن يقرأوا جغرافية العالم السياسية ما بعد ستالينغراد حلب وحرب العلمين السورية في دير الزور التي ستلتحم مع القائم العراقية عند نقطة البوكمال التي يقترب منها الجيش السوري بتسارع منقطع النظير، وعندها سنرى عاصفة ترامب الموعودة:

أفعل هو يثير الزوابع وينفض التراب أمّ سراب في سراب…!؟

ثمّة مَن يلحّ على ترامب في القول بأنّ العالم تغيّر كثيراً، يا فخامة الرئيس، فيما أنت كنت تلهو في قمارك مع قبيلة الدرعية مترنّحاً في رقصة السيف والزيف الوهابية..!

الأمر الذي جعل هذه القبيلة المترنّحة مثلك تسرع الخطى أخيراً إلى موسكو، طالبة منها غطاءً جوياً مقابل مدن إيران الصاروخية التي لن تبقي ولن تَذَر من الدولة السعودية الثالثة، فيما لو اندلعت حرب مفروضة جديدة على المنطقة…!

ويبقى ولدك الحيران والسكران أردوغان من شدّة الحرد منك: أيُمسك بريش الدبّ الروسي ليحميَه من عواصف الرعد الروسية العابرة للقارات أو يعتصم بذيل الأسد الإيراني لعله ينجو بجلده، إذا ما قامت حرب القيامة الإيرانية العربية على الصهاينة، وهي تطوي سهول وهضاب الجليل كطيّ السجل للصحف!

بعدنا طيّبين، قولوا الله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى