الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بالاتفاق النووي.. وصالحي يُهدّد: هناك خياران لا ثالث بينهما

اعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي «أنّ فرض الولايات المتحدة عقوبات على الحرس الثوري، هو بمثابة إعلان حرب على إيران».

وعقب لقائه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس، قال صالحي: «إنّ اللجنة الإيرانية للإشراف على تطبيق الاتفاق النووي درست جميع الخيارات مقابل قرار ترامب المحتمل، وستتخذ الخيار الأنسب بما یتناسب مع الظروف والتطورات».

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية، «قلنا إنّ هناك خيارين لا ثالث لهما، إما أن ينسحب الجميع من الاتفاق، وإما أن يبقى الجميع ملتزمين به، نرغب بالبقاء في الاتفاق النووي، لكن ليس بأيّ ثمن».

وأكد صالحي «أنّ نقض الاتفاق النووي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيؤدي إلى تداعيات دولية»، إلا أنه رجّح أن «تدعم أوروبا الاتفاق النووي أمام مواقف الولايات المتحدة»، واصفاً الاتفاق النووي بأنه اتفاق «جادّ» یمكن أن یشكل نموذجاً لحل المشاكل الدولیة، متابعاً: «أوروبا أثبتت لغایة الآن أنها ترید الحفاظ على الاتفاق النووي ولا یمكن توقع إن كان بإمكانها مقاومة أميركا أم لا، علینا الصبر لنرى أي رد سیبدونه إزاء السلوك الأميركي».

أما في ما يخص موقف الجانب البريطاني على وجه الخصوص من الاتفاق، فأكد صالحي أنّ «بريطانيا دعت إلى ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي»، قائلاً: «قالوا بأنهم سیبذلون قصارى جهودهم في هذا السیاق عبر محادثاتهم الثنائیة مع أميركا».

من جهته، قال جونسون، «أعلنا للأميركیین بجد أننا نرغب بدیمومة الاتفاق النووي وأن لا یتمّ المساس به».

وفي ظل تصاعد القلق الغربي حيال ما سيكون رد إيران ضدّ قرارات ترامب، لم يعط صالحي أي توضيح حيال ذلك، إلا أنه أشار إلى وجود سيناريوات عدة، «إنهم قلقون أیضاً من رد إیران المحتمل ویریدون أن یعرفوا طبیعة هذا الرد.. من الصعب الآن التكهن بقرار إیران، لأننا غیر مطلعین على إجراء الطرف الآخر وتم الأخذ بعين الاعتبار مختلف السیناریوات لمختلف الإجراءات».

وكان مساعد الرئیس الإيراني رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة علي أكبر صالحي، قد وصل إلى لندن قادماً من روما مساء الثلاثاء، تلبیة لدعوة من وزیر الخارجیة البریطاني بوریس جونسون.

بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي بأنّ «الطريق الذي اختاره ترامب سيقود العالم إلى حرب تزيد من مساحة الإرهاب»، معتبراً أنّ وصف الحرس الثوري بالإرهابي هو: «عمل إرهابي بحد ذاته».

وقال حاتمي في بيان صحافي «إنّ الطريق الذي اختاره ترامب سيجر العالم نحو الحرب وإراقة الدماء وذلك لا يليق بدولة تروّج لنفسها بالدعوة للسلام والدفاع عن حقوق الإنسان».

وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى أنّ «الشعب والنخب والحكماء في الولايات المتحدة والعالم لا يتبنون سياسات عدائية وقرارات خطيرة كهذه»، مشدداً على أنه «ينبغي على ترامب ألا يتخذ قراراً يجعل مطالبة العالم بعزله عن السلطة أمراً ضرورياً لإنهاء الحرب والعنف وزعزعة الأمن».

كما هدّد حاتمي في بيانه أمس، بـ «الرد بشكل مباشر على أي تطاول يمسّ النظام الإيراني بما في ذلك الحرس الثوري»، قائلاً: «أي اعتداء على أي ركن من أركان النظام في إيران كالحرس الثوري، يعتبر اعتداء على كل النظام.. الشعب والسلطات الثلاث والقوات المسلحة ستتصدّى لذلك بشكل حازم.. سنردّ بشكل كاسح على أيّ تطاول ضد أركان النظام الإيراني بما في ذلك الحرس الثوري».

وأضاف الوزير «أنّ أي خطوة مناهضة للحرس الثوري ستُسهم في تعزيز الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإن «وصم الحرس الثوري بالإرهاب، عمل إرهابي بحد ذاته»، معتبراً أن الحرس الثوري هو أهم قوة تحارب الإرهاب في المنطقة، «هذه المؤسسة الثورية ملك لكل شعوب المنطقة، لأنها تصون الأمن الإقليمي والاستقرار من خلال جهادها المنقطع النظير».

كما أردف حاتمي «أنّ سياسات وإجراءات الإدارة الأميركية عدائية ومؤججة للتوتر وأن الحرس الثوري الإيراني والجيش وبقية القوى في إيران، تقف صفاً واحداً، ولن تسمح للولايات المتحدة بتعريض أمن المنطقة للخطر من خلال نشر الحروب بالوكالة وتوسيع رقعة الإرهاب».

ووجّه حاتمي أصابع الاتهام إلى أنّ «اللوبي الصهيوني» في الولايات المتحدة هو مَن يقف وراء هذه الإجراءات العدائية، مشيراً إلى أن «ذلك سيشعل ناراً تطال الشعب والجيش الأميركيين».

في سياق متصل، اعتبر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أنّ «الاتهامات الأميركية الموجّهة ضد الحرس الثوري الإيراني تعيق العمل في مكافحة التنظيمات الإرهابية»، واصفاً إياها بـ «المنطق الخاطئ».

وقال المصدر الدبلوماسي، أمس، «حسبما فهمنا، فإنّ الاتهامات ضدّ الحرس الثوري في الظروف الحالية السائدة في سورية، تندرج في سياق المنطق الأميركي الخاطئ، الذي لا يسهم في هزيمة الإرهابيين، بل على العكس من ذلك يعرقل تحقيق هذا الهدف. ما يعني أنه يستهدف في نهاية المطاف، التخفيف من الضغط العسكري على الإرهابيين بالدرجة الأولى».

وأشار المصدر، إلى أن هذه الوحدات الإيرانية تعتبر «طرفاً نشطاً ومدرباً وفعالاً في مكافحة الإرهابيين، وذلك بخلاف كثير من الآخرين، بما في ذلك المشاركون في التحالف المعادي لداعش الذي تقوده الولايات المتحدة».

وأضاف: «إنهم جديرون فعلاً بأن يكونوا جزءاً من الجبهة المعادية للإرهاب التي تقترح روسيا تشكيلها، حيث يجري القضاء على الإرهابيين عبر جهود مشتركة وشراكة حقيقية لكل مَن يستطيع المساهمة في ذلك على الأرض».

من جهة أخرى، تلقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالاً هاتفياً، أمس، من نظيره الألماني زيغمار غابرييل ومن فيديريكا موغريني منسقة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي أكدا فيه «دعمهما للاتفاق النووي». كما أكدوا خلال الاتصال الهاتفي «تمسك جميع الأطراف بالاتفاق».

وكذلك أكدت موغريني بأنّ «الاتحاد الأوروبي ملتزم بالاتفاق النووي طالما بقيت إيران وفية بالتزاماتها».

فيما دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إد رويس، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية حول مواجهة تهديدات إيران «إلى تمسّك الولايات المتحدة وحلفائها بالاتفاق النووي مع إيران وتطبيقه بشكل صارم».

وأضاف رويس أن «على واشنطن العمل مع حلفائها»، وبرغم أنه وصف الاتفاق بأنه «معيب»، إلا أنه دعا لبذل كل جهد ممكن لتنفيذه بصرامة.

يذكر أن البيت الأبيض كان قد أعلن مؤخراً أن الرئيس الأميركي سيعلن عن استراتيجيته الشاملة حول قضية إيران والاتفاق النووي، التي اتهمها في وقت سابق أيضاً بأنها الداعم الأكبر للإرهاب عالمياً، خلال الأسبوع الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى