تركيا مع «النصرة» في إدلب أي دور لخفض التوتر؟!

معن حمية

اتفاق مناطق خفض التوتر في سورية، يقضي بفصل المجموعات الإرهابية عن تلك التي قبلت المشاركة في اجتماعات أستانة، وهذا الاتفاق لا يشمل التنظيمات الإرهابية المُدرَجة على لائحة الإرهاب الدولية، وفي مقدّمها «داعش» و«النصرة».

تركيا التي هي طرف في الاتفاق، وضامن للمجموعات المسلحة، دفعت بقواتها العسكرية إلى محافظة إدلب تحت غطاء اتفاق خفض التوتر، لكن وصول هذه القوات إلى إدلب حصل بالتنسيق مع جبهة النصرة الإرهابية هيئة تحرير الشام . وقد انتشرت صور تظهر قيام عناصر هذه المجموعة الإرهابية بمرافقة مواكب القوات التركية وهي تدخل المدينة!

تنسيق دخول القوات التركية إلى إدلب مع «النصرة»، يناقض اتفاق مناطق خفض التوتر الذي تمّ التوصل إليه في أستانة، كما ويكشف عدم تقيّد تركيا بالتصنيف الدولي لجبهة «النصرة» كمنظمة إرهابية، ما يضع العملية العسكرية التركية في خانة الانتهاك السافر للسيادة السورية، ويجعل من القوات التركية قوات احتلال، وقد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ هدف دخول قواته إلى إدلب هو لحماية حدود تركيا، وحماية مصالح تركيا القومية.

أردوغان الذي حدّد مهمة قواته في إدلب بحماية مصالح تركيا القومية، كشف عن حقيقة الهدف الذي يسعى اليه، ما يطرح السؤال أيّ دور تؤدّيه تركيا لمصلحة اتفاق مناطق خفض التوتر، في وقت لا تزال جبهة «النصرة» الإرهابية هي القوة الأساسية التي تتحرّك تحت حمايتها القوات التركية؟ وأيّ فصل سيتحقق بين المجموعات الإرهابية التي تواصل القيام بعمليات إرهابية، وبين تلك التي وافقت على مناطق خفض التوتر؟

الواضح، أنّ تركيا لا تريد القطع مع المجموعات الإرهابية، وتحديداً لن تقطع صلاتها بجبهة النصرة. فهذا التنظيم الإرهابي يقدّم لتركيا كافة الخدمات والذرائع التي تمكّنها دخول مناطق سورية، تحت عناوين محاربة الإرهاب.

لكن، ما هو مؤكد، أنّ سورية تفهم جيداً طبيعة الدور التركي، وهي أعلنت مراراً أنّ أيّ قوات على الأرض السورية من دون التنسيق مع الدولة السورية تعتبر قوات احتلال، وهذا ما أكد عليه مجدّداً وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي الروسية.

كما أنّ ألاعيب تركيا لا تنطلي على حلفاء سورية، وتحديداً روسيا وإيران. فإذا كان الهدف من الدخول التركي إلى إدلب هو الذي أعلنه أردوغان، ولن يؤدّي إلى تطبيق اتفاق مناطق خفض التوتر، فإنّ أموراً كثيرة ستتغيّر، في السياسة وفي الميدان.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى