بوتين: من الضروري العمل على إصلاح الأمم المتحدة والدول الغربية أنانية في تسوية القضايا العالمية

شارك الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، في الدورة الـ14 لمنتدى «فالداي» الدولي، في مدينة سوتشي الروسية. وتناولت كلمة الرئيس الروسي عدداً من المسائل الدولية والإقليمية، وخاصة الوضع في «الشرق الأوسط».

كما أعلن الرئيس الروسي، «أنه من الضروري العمل على إصلاح الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أنّ «ذلك يجب أن يكون على أساس الإجماع».

وقال الرئيس في هذا الشأن «الإصلاحات مطلوبة، ويجب تطوير نظام الأمم المتحدة، إلا أنّ الإصلاحات يجب أن تكون تدريجية، وتطوّرية، ومدعومة من قبل الأغلبية الساحقة من المشاركين في العملية الدولية، عبر إجماع واسع».

كما شدّد الرئيس الروسي على «عدم وجود بديل لمنظمة الأمم المتحدة مع شرعيتها العالمية».

وقال بوتين «إنّ الأمم المتحدة مع شرعيتها الدولية يجب أن تبقى مركزاً للنظام الدولي – وتعزيز فعاليتها وسلطتها مهم مشتركة»، متّهماً الولايات المتحدة بـ «عدم تنفيذ التزاماتها في مجال التخلص من أسلحة الدمار الشامل».

وقال الرئيس الروسي «كما هو معلوم، الولايات المتحدة انسحبت من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية، وعلى الرغم من أنها كانت قد تقدّمت بمبادرة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والأمن الدولي، إلا أنّ المبادرين لا ينفذون التزاماتهم، وحتى اليوم تبقى أكبر مالك لأسلحة الدمار الشامل، كما أجلت الولايات المتحدة مواعيد التخلّص من أسلحتها الكيميائية من 2007 حتى 2023..».

كما لفت الرئيس الروسي الى أنّ «وسائل الإعلام الغربية تجاهلت حقيقة تخلص روسيا من الأسلحة الكيميائية بشكل كامل»، قائلاً: «وسائل الإعلام الغربية الرائدة فضلت التكتم على هذه الحقيقة».

من جهة أخرى، اتهم بوتين، الدول الغربية بـ «ممارسة الأنانية أكثر فأكثر عند العمل على تسوية القضايا العالمية».

وقال الرئيس الروسي «نعم، نحن نسمع تصريحات الدول الغربية حول الالتزام بتسوية المشاكل الدولية، إلا أننا نرى في واقع الأمر أنانية أكثر فاكثر، إذ تتآكل المؤسسات الدولية، التي يجب أن تعمل على تنسيق المصالح وصياغة أجندة مشتركة، ويتم التقليل من قيمة العديد من الاتفاقيات الدولية الأساسية والاتفاقيات الثنائية الهامة».

وأضاف بوتين: «أنه عندما ينتهك التوازن في العالم وتقمع المصالح تصبح التناقضات خطرة وتؤدي الى صراعات صعبة».

وتابع بالقول: «بطبيعة الحال، فإن مصالح الدول بعيدة عن التطابق مع بعضها. وهذا شيء طبيعي، عادي، كان دائماً هكذا، لدى القوى الكبرى استراتيجيات جيوسياسية، ورؤية للعالم مختلفة. هذا هو جوهر ثابت في العلاقات الدولية القائمة على التوازن بين التعاون والمنافسة. الحقيقة أنه عندما يختل هذا التوازن، عندما يتم التشكك باحترام وحتى بمجرد وجود قواعد مقبولة عموماً للسلوك، عندما يتمّ الزجّ بمصالحهم بأي ثمن، التناقضات تصبح غير متوقعة وخطيرة، مما يؤدي إلى صراع شديد».

وفي الموضوع الإسباني، أعلن الرئيس الروسي، «أن الوضع القائم حول إقليم كتالونيا الإسباني عقب استفتاء الاستقلال يعتبر أمراً إسبانياً داخلياً، وتجب تسويته على أساس قوانين الدولية وفق التقاليد الديمقراطية».

وقال في هذا الصّدد، «موقف روسيا هنا معروف جداً، كل ما يحدث في إسبانية يجب أن يتم تسويته في إطار القوانين الإسبانية وفق التقاليد الديمقراطية».

في شأن الأزمة الكورية الشمالية، أعلن بوتين، «أن روسيا تدين التجارب النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية»، مؤكداً أنّ «روسيا تنفذ كافة القرارات الأممية الصادرة بحق بيونغ يانغ».

وقال «بالتأكيد نحن ندين بشدة التجارب النووية لكوريا الشمالية، وننفذ بشكل كامل كافة القرارات الصادرة بحق كوريا الشمالية، في إطار مجلس الأمن الدولي».

وفي الشأن السوري، أعلن الرئيس الروسي، «أنّ بلاده تعمل بشكل متزن ودقيق مع كافة المشاركين في عملية التسوية في سورية، مع أخذ مصالحهم بعين الاعتبار».

وقال بوتين خلال الجلسة الختامية العامة لمنتدى فالداي الدولي للحوار «روسيا تواجه الإرهاب إلى جانب الحكومة السورية الشرعية ودول أخرى في المنطقة، وتعمل على أساس القوانين الدولية».

وتابع الرئيس «أودّ أن أقول أن هذه الأعمال والتوجه إيجابي، وذلك ليس سهلاً بالنسبة لنا، لكننا نتحلى بالصبر ومع كافة المشاركين في هذه العملية، ونوزن كل خطوة وكلمة، مع احترام مصالحهم».

وفي شأن محاربة الإرهاب، أعلن بوتين، «أنّ بعض الأطراف بدلاً من محاربة الإرهاب بشكل مشترك، تعرقل ذلك، لكي تستمر الفوضى في الشرق الأوسط».

وتابع بالقول: «بدلاً من تسوية الوضع بشكل مشترك، والقيام بضرب الإرهاب بشكل حقيقي، وليس محاكاة محاربته، يقوم بعض شركائنا بكل شيء لكي تكون فوضى في المنطقة مستمرة. يبدو حتى الآن لبعضهم أنه يمكن التحكم بهذه الفوضى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى