الأسد لباقري: القضاء على الإرهاب ضربة قاسية للمشاريع الغربية

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس هيئة أركان القوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري.

وثمّن الأسد دعم المرشد الإيراني السيد علي خامنئي والحكومة الإيرانية لسورية في محاربة الإرهاب، مؤكّداً أنّ النجاح في القضاء على الإرهاب في سورية يشكّل ضربة قاسية للمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة.

بدوره، بارك باقري للأسد انتصارات الجيش السوري، معرباً عن أمله بأن يزول الإرهاب عن الأراضي السورية في أسرع وقت ممكن.

وسلّم باقري الرئيس السوري رسالة تهنئة من خامنئي، مشدّداً على أنّ إيران ستستمرّ في دعم الشعب والحكومة السوريّة من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.

وكان اللواء باقري قال أول أمس الأربعاء، بعد اللقاء مع نظيره السوري العماد علي عبد الله أيوب، إنّ إيران تتواجد في دمشق للتأكيد والتنسيق والتعاون لمواجهة الأعداء المشتركين من الصهاينة والإرهابيين، مضيفاً: «ناقشنا سُبُل تعزيز العلاقات في المستقبل، ورسمنا خطوطاً عريضة لهذا التعاون».

من جهةٍ أخرى، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ محاربة روسيا للإرهاب في «الشرق الأوسط» تجري في إطار القانون، متّهماً «بعض الشركاء» بالسّعي لجعل الفوضى في المنطقة مستدامة.

وقال بوتين، في كلمة ألقاها أمس خلال أعمال الدورة الـ14 لمنتدى فالداي الدولي للحوار في مدينة سوتشي الروسية: «إنّ بعض زملائنا يفعلون كلّ ما بوسعهم من أجل جعل الفوضى في «الشرق الأوسط» مستدامة، بدلاً من القيام بالعمل المشترك لإصلاح الوضع وتوجيه ضربة حقيقية إلى الإرهاب، وعدم محاربته محاربة شكليّة فقط».

وشدّد بوتين على أنّ «بعض التجارب الحديثة، بما في ذلك القضية السورية، تظهر أنّ هناك بديلاً لمثل هذه السياسية المدمّرة».

وأوضح بوتين، أنّ «روسيا تواجه الإرهابيّين بالتعاون مع الحكومة الشرعيّة لسورية ودول أخرى في المنطقة، وتعمل في إطار القانون الدولي».

وأضاف بوتين: «وأودّ القول إنّ هذا العمل والتقدّم الإيجابي ليس تحقيقه أمراً سهلاً، هناك خلافات كثيرة جداً في المنطقة، إلّا أنّنا تحلّينا بالصبر خلال عملنا، بدقّة عالية وبدراسة كلّ خطواتنا وكلماتنا، مع جميع المشاركين في هذه العملية، وذلك باحترام مصالحهم».

على صعيدٍ آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنّ العملية ضدّ «داعش» ستنتهي قريباً.

وقال لافروف: «الوضع في سورية في ما يتعلّق بتحقيق النجاح النهائي في مكافحة الإرهاب، أصبح على وشك الانتهاء»، مشيراً إلى هزيمة الإرهابيّين بفضل جهود كلّ هؤلاء الذين يحاربون «داعش» و»جبهة النصرة».

وأكّد الوزير الروسي: «نؤيّد في هذه الظروف ضرورة تفعيل العملية السياسية بشكلٍ كامل، وتسمح زيارتكم بالعمل على التوصّل إلى اتفاق بشأن تحديد الخطوات لتنسيق الجهود بين المشاركين في عمليّتَي أستانة وجنيف. ونتوقّع في أقرب وقت القيام بخطوات عمليّة لعقد اجتماعات جديدة في هذا الإطار».

ودعا لافروف دي ميستورا إلى مناقشة الخطوات المحتملة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ومواصلة الحوار الذي بدأه أمس مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

من جانبه، أعلن المبعوث الأممي الخاص، أنّ الجولة الجديدة من المفاوضات السوريّة في جنيف ستجري في تشرين الثاني المقبل، مضيفاً أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد في 25 من تشرين الأول الحالي جلسة مكرّسة للوضع في سورية، من أجل إجراء مشاورات حول تحريك العملية السياسية في هذا البلد.

وفي السِّياق، أوعز الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بتفعيل الخطوات الرامية إلى تنظيم جولة جديدة من المفاوضات السوريّة في جنيف.

وقال متحدّث بِاسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الخميس، إنّ غوتيريس طلب من دي ميستورا إجراء مشاورات مع كافّة الأطراف المعنيّة، وتحريك الجهود الرامية إلى عقد جولة مفاوضات جديدة على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن.

يُذكر أنّ دي ميستورا، الذي يزور حالياً موسكو، عقد، أول أمس الأربعاء، لقاءً مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وبحث معه آفاق الانتقال من مرحلة مناطق خفض التصعيد إلى « تسوية سياسية أكثر ثباتاً في سورية».

وقال دي مستورا للصحافيين، تعليقاً على نتائج لقائه بوزير الدفاع الروسي: «اللقاء مع وزير الدفاع الروسي شويغو، كان كلقاءاتي السابقة معه، مفيداً جداً وبنّاءً». مشيراً إلى أنّ توقيت اللقاء مناسب تماماً من أجل مناقشة إمكانيّة الدفع في التسوية السوريّة إلى مراحل أكثر تقدّماً.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف ستجري بعد المفاوضات في أستانة المزمع عقدها في 30 و31 تشرين أول الحالي.

ميدانياً، يواصل الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة عمليّاتهم العسكرية ضمن عملية «والفجر ثلاثة» شرق منطقة حميمة، حيث تقدّموا شمال وجنوب طريق حميمة – المحطة الثانية، ليصبحوا داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور من الجهة الجنوبيّة.

وتابعت وحدات الهندسة في الجيش السوري عملية إزالة الألغام والمفخّخات في المناطق التي تمّ تحريرها أمس الأبعاء.

من جهةٍ ثانية، حرّر الجيش السوريّ وحلفاؤه في محور المقاومة بلدة موحسن وتسع قرى بالطرف الغربيّ لنهر الفرات شرق دير الزور.

كذلك بدأوا عملية واسعة ضدّ «داعش» في البلدات بين الميادين والمريعيّة في الضفة الغربية لنهر الفرات.

من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أنّ الجيش السوري في دير الزور استعاد منطقة إصلاح الحسينية ومعمل الورق، وبدأ عملية عسكرية واسعة لاجتثاث آخر تجمّعات مسلّحي «داعش» في قرية حويجة صكر على الضفة الشرقيّة لنهر الفرات باتجاه قرية الجنينة، حيث خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلّحي «داعش»، تمكّن خلالها وبمساندة من سلاحي الجوّ والمدفعية من القضاء على عدد كبير من عناصر التنظيم.

كذلك، بدأ الجيش السوري عمليّة عسكرية لاستعادة السيطرة على حويجة صكر، وحقّق تقدّماً مهمّاً في المنطقة بعد أن قضى على العديد من مسلّحي «داعش»، ودمّر لهم عدّة عربات.

وكان الجيش السوري استعاد مدينة موحسن وقرى العبد والبوعمر والبوليل وبقرص تحتاني وبقرص فوقانى والزبارى والعليات وسعلو والطوب، بعد تدمير آخر تحصينات وتجمّعات تنظيم «داعش» الإرهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى