موسكو: واشنطن تقرّ باستخدام «النصرة» للكيميائي.. وتيلرسون يقول مهمّتنا في سورية «بعيدة عن النهاية»

أكّدت وزارة الدفاع الروسية أنّ الخارجية الأميركية أقرّت للمرة الأولى أنّ «هيئة تحرير الشام» بقيادة «جبهة النصرة» الناشطة في إدلب استخدمت أسلحة كيميائية في سورية.

يأتي ذلك بعد تحذير واشنطن لرعاياها من السفر إلى سورية، مشيرةً إلى استخدام جماعات متطرّفة، من بينها «النصرة»، لأسلحة تقليدية وكيميائية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية نفت «قطعياً»، اتهامات موجّهة إليها من قِبل وزارة الخارجية الأميركية بشنّ غارات جوّية على مدينة إدلب السورية.

وصرّح المتحدّث الرسمي بِاسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف أمس الجمعة، أنّ وزارة الخارجية الأميركية اعترفت للمرة الأولى بأنّ مقاتلي «هيئة تحرير الشام»، المرتبطة بـ»جبهة النصرة»، يستخدمون أسلحة كيميائية في سورية.

وقال كوناشينكوف: «إنّ إرهابيّي جماعة هيئة تحرير الشام المرتبطة بالنصرة ينشطون في هذه المحافظة، والتي تستخدم أسلحة خفيفة وثقيلة ومتفجّرات يدوية الصنع وأسلحة كيميائيّة»، مشيراً إلى أنّ هذا أول اعتراف رسمي للخارجية الأميركيّة، ليس فقط بامتلاك واستخدام إرهابيّي «جبهة النصرة» أسلحة كيميائية في هذا الجزء من سورية لتنفيذ عمليات إرهابية».

وذكر كوناشينكوف، أنّ هناك حادثة واحدة معروفة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب، وهي في خان شيخون، مؤكّداً أنّ الطيران الروسي في سورية، خلافاً للولايات المتحدة والتحالف الذي مسح الرقة عن وجه الأرض، لا يقصف بلدات مأهولة بالسكّان.

وأضاف كوناشينكوف: «من غير الواضح ما هو هدف هجوم واشنطن المدوّي بصواريخ توماهوك عالية الكلفة على مطار الشعيرات العسكري، في الوقت الذي كان بإمكان الولايات المتحدة صرف عشرات ملايين الدولارات هذه لاستهداف إرهابيّي النصرة».

المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع الروسيّة، اعتبر أيضاً أنّ الولايات المتحدة كانت تصرّ حتى الآونة الأخيرة على أنّ دمشق هي من تقف وراء حادثة خان شيخون، واصفة مسلّحي «النصرة» بـ»المعارضة المعتدلة».

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أنّ عملية الولايات المتحدة في سورية بعيدة عن الانتهاء، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ تحرير الرقة السوريّة إنجاز مهم في مكافحة «داعش».

وقدّم الوزير الأميركي في بيان صادر عنه، التهنئة للشعب السوري و»قوات سورية الديمقراطية» لتحرير الرقة، مشيراً إلى أنّ ذلك يؤكّد «نجاح الجهود السوريّة والدوليّة الحالية الرامية إلى هزيمة هؤلاء الإرهابيين».

وأكّد تيلرسون في بيانه، أنّ التحالف الدولي سيواصل جهوده حتى تحرير السوريّين من قسوة التنظيم الإرهابي، وضمان أنّه لن يتمكّن من «تصدير الإرهاب» إلى مختلف أنحاء العالم.

وأضاف البيان، أنّ التحالف «سيواصل حملته الدؤوبة لحرمان «داعش» من الحصول على ملاذ آمن في أيّ مكان في العالم، وتقويض قدرته على تجنيد ونقل مقاتلين إرهابيّين أجانب، وتحويل أموال ونشر دعاية كاذبة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. نحن على ثقة بأنّنا سنتغلّب على هذه المنظّمة الإرهابيّة الوحشيّة، وسنقضي عليها».

إلى ذلك، بحث مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف مع سفراء المغرب والجزائر ولبنان وجيبوتي وجامعة الدول العربية، تسوية الأزمة السورية.

وجاء في بيان نُشر على موقع الخارجية الروسية، أمس: «تمّ خلال الاجتماع تبادل الآراء بشأن عدد من القضايا المهمّة لمنطقة «الشرق الأوسط»، مع التركيز على موضوع التسوية السوريّة».

كما أشار البيان إلى أنّ المشاركين في الاجتماع ناقشوا كذلك مسائل تتعلّق بتحضير جلسة استثنائيّة لمنتدى التعاون الروسي العربي.

وأضافت الخارجية الروسية في بيانها، أنّ الأطراف أكّدت سعيها إلى تعزيز التعاون بين روسيا والدول العربية، بما في ذلك في إطار متعدّد الأطراف.

ميدانياً، أعلن الإعلام الحربي أمس، أنّ رئيس أركان القوات المسلّحة الإيرانية محمد باقري، زار خط مواجهة قرب مدينة حلب شمال سورية.

وأشار الإعلام الحربي إلى أنّ رئيس هيئة الأركان العامّة للقوات المسلحة الإيرانيّة، قام برفقة عدد من الضباط الإيرانيّين بزيارة إحدى جبهات ريف حلب.

وقال اللواء باقري: «إنّ عمر المجموعات الإرهابية قد وصل إلى نهايته».

وبحسب الإعلام الإيراني، فإنّ باقري تفقّد مناطق العمليات العسكريّة في محافظة حلب وعدد من المناطق الأخرى، وأشاد بالنجاحات التي يحقّقها محور المقاومة والمقاتلون المدافعون عن المقامات المقدّسة»، مرجعاً ذلك إلى «الانسجام والتنسيق بين الجميع، والإيمان بالنصر الإلهي والثقة بالنفس والهمّة العالية».

وشدّد باقري على «مواصلة الانسجام بين قوّات الجيش السوري والقوات الرديفة»، معتبراً انسجامها «مضرب مثل».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل الخميس رئيس هيئة أركان القوات المسلّحة الإيرانية في دمشق، وأكّد أنّ النجاح في القضاء على الإرهاب في سورية يشكّل ضربة قاسية للمشاريع الغربيّة المرسومة للمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى