دي ميستورا يأمل إطلاق الحوار السوري الشهر المقبل.. وموسكو تشكّك في مساعدات الغرب المستعجلة للرقة

أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن أمله في استئناف الحوار السوري السوري في تشرين الثاني المقبل، مشيراً إلى أنّ «الوقت حان» لانطلاق العملية السياسية لحلّ الأزمة في سورية.

وأشار المتحدّث بِاسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في إيجاز صحافي أمس، إلى أنّ دي ميستورا قال إنّه «حان الوقت لكي تنطلق العملية السياسية من أجل إيجاد حلّ للأزمة في سورية».

ولفتَ حق إلى زيارة دي ميستورا لموسكو، ولقائه أوّل أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة تطوّرات الأزمة في سورية، موضحاً أنّ المبعوث الأممي سيناقش مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مباحثاته في روسيا اليوم الاثنين.

وكان لافروف أكّد خلال لقائه دي ميستورا، يوم الجمعة الماضي في موسكو، أنّ الوضع في سورية يقترب من نقطة تحوّل حاسمة بشأن الانتصار في المعركة ضدّ الإرهاب، بينما أشار دي ميستورا إلى أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً لبحث الوضع في سورية يوم الأربعاء المقبل.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث في اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس، الوضع في سورية.

وقال الكرملين في بيان أول أمس، إنّه تمّ خلال الاتصال الهاتفي «تقييم مفصّل للآراء حول تسوية الأزمة في سورية، وإعطاء تقييم إيجابي للعمل المشترك في إطار اجتماعات أستانة، والذي تجسّد بإنشاء مناطق تخفيف التوتّر في الجمهورية العربية السورية».

كما تطرّق الجانبان حسب البيان إلى «آفاق اجتماع أستانة 7 في العاصمة الكازاخية أواخر الشهر الحالي، والجوانب العملية للتنسيق اللاحق للجهود الرامية إلى تسوية الأزمة في سورية».

يُشار إلى أنّه جرت في جنيف سبع جولات من الحوار السوري السوري، واختتمت الأخيرة في الرابع عشر من تموز الماضي، وجرى فيها التركيز على موضوعين رئيسيّين هما مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين.

على صعيدٍ آخر، أعربت وزارة الدفاع الروسيّة عن قلقها العميق إزاء إعلان الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا تخصيص تمويل بشكلٍ عاجل لمدينة الرقّة، وذلك بعد الرفض المتكرّر لإرسال مساعدات للشعب السوري.

وقال الناطق الرسمي بِاسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس: «لم تلبث الرقة أن تلتقط أنفاسها من قصف التحالف الدولي، فتعالت التصريحات في واشنطن وباريس وبرلين من قِبل قادة رفيعي المستوى لتقديم تمويل مستعجل بقيمة عشرات ملايين الدولارات واليورو، بزعم أنّ هذه الملايين يجب أن تصرف لإعادة الحياة السلميّة في المدينة. إنّنا نرحّب بهذا التجاوب، لكن هناك أسئلة».

وذكر كوناشينكوف، أنّ روسيا ناشدت مراراً خلال السنوات الماضية الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية لإرسال مساعدات إنسانيّة إلى السوريّين المتضرّرين من الحرب، وتمّ إعداد لائحة بأسماء التجمّعات السكنيّة التي تحتاج لمساعدة قبل غيرها من دون تقسيم السوريّين إلى «جيد» أو «سيئ». لكنّنا في كلّ مرة كنّا نتلقى جواباً واحداً من قِبل واشنطن وبرلين وباريس ولندن: نحن لا نستطيع ولا يمكننا القيام بذلك».

وتساءل كوناشينكوف: «ما الذي دفع الغرب الآن لتقديم المساعدات بشكل مستعجل بالتحديد لمدينة الرقة؟».

وعبّر اللواء عن اعتقاده بأنّ سبب هذه الخطوة يعود إلى «الرغبة في إخفاء آثار القصف الوحشي لطيران التحالف الدولي والأميركي بسرعة، والذي دفن تحت الأنقاض في الرقة آلاف المدنيّين المحرّرين من تنظيم «داعش» الإرهابي.

وأضاف، أنّ التصريحات الأميركية حول «الانتصار المتميّز» على «داعش» في الرقة تثير الحذر في موسكو.

وتابع: «في البداية، أثار ممثّل البنتاغون دهشة لدينا بتصريحاته، مفادها أنّ الولايات المتحدة والتحالف الدولي قاما بتحرير 87 من الأراضي التي كانت تحت سيطرة «داعش» في سورية والعراق، ثمّ أعلنت الناطقة بِاسم البيت الأبيض، سارا ساندرس، أنّه اتضح الآن، أي بعد تحرير الموصل في حزيران الماضي وتحرير الرقة حالياً، أنّ خلافة «الدولة الإسلامية» تنهار في سورية والعراق. وفي نهاية الأمر أكّدت الخارجية الأميركية النجاحات في الرقة، مفيدة بأنّ «تحرير الرقة أصبح لحظة حاسمة في مكافحة داعش».

وعبّر كوناشينكوف عن اعتقاده بأنّ واشنطن على ما يبدو كانت ترى أنّ الإرهابيّين كانوا يسيطرون على مدينة الرقة لا غير، وهي مدينة صغيرة كان يقطنها قبل الحرب نحو 200 ألف شخص. وقبل بداية عملية التحرير التي استمرت 5 أشهر، كان يقطنها 45 ألف شخص».

وذكر أنّ مدينة دير الزور وضواحيها الواسعة بالقرب من الفرات، كان يقطنها قبل الحرب أكثر من 500 ألف شخص، ونجحت القوّات السورية بدعم من القوّات الجوية الروسية بتحرير المدينة خلال 10 أيام. وأشار كوناشينكوف إلى أنّ دير الزور تستقبل يومياً آلاف المدنيّين العائدين إلى منازلهم.

كما قارن اللواء الروسي مدينة الرقة بمدينة دريسدن الألمانية العام 1945، التي تمّ تدميرها بالكامل تقريباً بالغارات البريطانية والأميركية.

ميدانياً، تواصل القوّات السورية عمليّاتها الهادفة إلى التقدّم في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، وذلك بالرغم من استخدام مسلّحي «داعش» للسيارات المصفّحة والمفخّخة في محاولاتهم لاستهداف وحدات الجيش.

واستعاد الجيش السوري أمس، السيطرة على قرية «خشام» بريف دير الزور من تنظيم «داعش». ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان الجيش السوري استعادته مدينة القريتين الواقعة في ريف حمص الشرقي، من قبضة مسلّحي التنظيم.

من جهةٍ أخرى، وفي تبادل للأدوار بينها وبين «داعش»، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» قسد سيطرتها بشكل كامل على حقل «العمر» النفطي، في ريف دير الزور، شمال شرقي سورية، وهو أكبر حقل سوري لإنتاج النفط.

وذكر بيان نشره الموقع الرسمي لـ»قوات سورية الديمقراطية»، صباح أمس الأحد، أنّ قوّاتها «سيطرت بشكل كامل على حقل العمر النفطي في ريف دير الزور»، موضحة أنّه «أكبر حقل لإنتاج النفط في سورية».

وقالت «قوات سورية الديمقراطية»، إنّها نفّذت «عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق، استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطي، في الساعات الأولى من صباح أمس، بُغية مباغتة المرتزقة وتفويت الفرصة عليهم لارتكاب أعمال تخريبيّة تتخلّل هزائمهم في المناطق التي يتمّ تحريرها منهم».

وأضافت في بيانها: «ما زالت قوّاتنا تلاحق فلولهم، الذين لجأوا إلى حيّ المساكن العمالية المتاخم للحقول حيث يتمركزون في تلك الأبنية ويحتمون بها، بينما تشتبك قوّاتنا معهم لطردهم بعيداً أو القضاء عليهم».

وأوضح البيان، أنّ «قوات سورية الديمقراطية» أوقفت الجيش السوري على بعد 3 كيلومترات من الحقل النفطي»، بحسب تعبيرها.

وقد تحدّثت أنباء في وقت سابق عن إحكام الجيش السوري سيطرته الناريّة الكاملة على منطقة حقل العمر النفطي، وأنّ مسلّحي تنظيم «داعش» فرّوا من المنطقة.

كما تحدّثت مصادر عسكرية سورية، في وقت سابق، أنّها أضحت على مشارف حقل العمر النفطي، بعد سيطرتها على قرية «ذيبان» على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق دير الزور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى