بغداد: «الأسايش» اعتقلوا 7000 مواطن من كركوك

كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، عن استمرار قصف قوات «البيشمركة» الكرديّة للقطعات العسكريّة الموجودة في ناحية التون كوبري شمال غربي محافظة كركوك.

وقال الزاملي، «إنّ قوّات البيشمركة الكرديّة ما زالت تقصف بالهاونات قوّاتنا الأمنيّة المتواجدة في ناحية التون كوبري بمحافظة كركوك». وأضاف الزاملي: «قطعاتنا لم تردّ على مصادر النيران».

وأكّد محافظ كركوك بالوكالة، راكان سعيد، في مقابلة خاصة، أنّ عناصر الأسايش التابعين لحزبَي الطالباني والبرزاني، اعتقلوا 7000 مواطن من كركوك واقتادوهم إلى معتقلات في السليمانية وأربيل.

وقال سعيد، إنّ المكوّن الكردي كان لديه أجنحة مسلحّة متعدّدة تحكم في المدينة وتقوم بالاعتقال من دون مذكّرات، مشيراً إلى أنّه قدّم الكثير من الشكاوى إلى الحكومة المركزيّة والأمم المتحدة والجانب الأمريكي، ولم يجد أيّ إجابة في وقتها.

كما أوضح أنّ هناك 72 قرية عربية تمّ تهديم منازلها وترحيل أهلها من قِبل القوّات الكردية بعد العام 2014، وتابع أنّ قوات الاحتلال الأميركي هي من تسبّبت بالتمييز الذي حصل في المحافظة منذ العام 2003.

وحول ما يتعلّق بالأوضاع في منطقة التون كوبري، قال سعيد إنّ عناصر البيشمركة هم من بدؤوا بقصف القوّات الاتحادية، وبعدها قاموا باستهداف المناطق بقذائف الهاون والصواريخ أيضاً.

وأشار إلى أنّ المكوّنين العربي والتركماني، وخلال فترة سيطرة الأحزاب الكرديّة على إدارة كركوك، طالهما التهميش نتيجة عدم التزام الكرد بالاتفاقيات، ولم يكن هناك أيّ توازن في إدارة المحافظة.

وفي السّياق، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنّ القتال المستمر بين القوّات الاتحادية العراقيّة التابعة للحكومة المركزية، وقوّات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق في المناطق المتنازع عليها، ألحق أضراراً بالمدنيّين وممتلكاتهم.

وأضاف أنّ الأزمة الأخيرة التي أعقبت استفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق، والذي جرى في 25 أيلول 2017، تسبّبت بنزوح أكثر من 150 ألف مدني من قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، ومن محافظة كركوك.

إلى ذلك، قال روي ستوارت، نائب وزير الخارجية البريطاني، إنّ الأسلوب الوحيد للتعامل مع المواطنين البريطانيّين الذين يحاربون إلى جانب تنظيم «داعش» هو القضاء عليهم.

وقال ستوارت في حديث لإذاعة «بي بي سي» بُثّ أمس: «يجب علينا أن نأخذ على محمل الجدّ أنّ هؤلاء الناس يمثّلون تهديداً كبيراً علينا، وللأسف، السبيل الوحيد لمعالجة المشكلة التي يشكّلونها هو القضاء عليهم في كلّ حالة تقريباً».

واعتبر الدبلوماسي البريطاني، أنّ البريطانيّين الذين التحقوا بـ»داعش» خلال السنوات الست الماضية منذ بداية الأزمة السورية، فقدوا أيّ صلة بالبلد الذي كانوا يعيشون فيه من قبل، وباتوا ينشطون من أجل إنشاء دويلة بديلة تهدّد العالم الأجمع.

وأضاف: «إنّهم لكونهم يقاتلون إلى جانب «داعش»، فهم مصمّمين على إنشاء دولة الخلافة، ويعتنقون عقيدة الكراهية العدائيّة التي تتوخّى، من بين جملة أمور أخرى، قتل النفس والآخرين واستخدام العنف والاعتداء، بُغية إنشاء دولة تعود بنا إلى القرن السابع أو الثامن».

إلى ذلك، أعلنت برلين أنّ قوّاتها المسلّحة تستأنف تنفيذ مهمّتها الاستشارية في شمال العراق، أي تدريب قوّات «البيشمركة» الكردية، اعتباراً من أمس.

جاء ذلك في بيان صدر عن قيادة القوات المسلحة الألمانية، ويذكر أنّ المهمة توقفت في 16 تشرين الأول الحالي، على خلفية تصعيد التوتر بين الحكومة الاتحادية في بغداد وسلطات إقليم كردستان العراق.

وانطلقت المهمّة الألمانية في شمال العراق في عام 2014، بهدف تدريب أفراد «البيشمركة» الذين يحاربون تنظيم «داعش»، ويشارك في المهمّة 140 عسكرياً.

وتجدر الإشارة إلى أنّ حكومتَي بغداد وأربيل تبادلتا في الآونة الأخيرة اتّهامات باستخدام أسلحة غربية، ومنها الألمانية، في الاشتباكات المتقطّعة التي شهدتها محافظة كركوك، في إطار بسط القوّات العراقية سيطرتها على المنطقة المتنازع عليها.

وأوضحت بغداد، أنّ قوّاتها تعرّضت لقصف بصواريخ «ميلان»، التي سُلّمت لـ»البيشمركة» من ألمانيا لمكافحة تنظيم «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى