ليس باسم الشعب اللبناني…

المحامي ريشار رياشي

إنّ الحكم الصادر عن المجلس العدلي بحق الأمينين نبيل العلم وحبيب الشرتوني، يفتقد إلى أيّ أساس قانوني، وهو هدية مجانية لأعداء لبنان ومقاومته.

هذا الحكم الجائر، لا يعبّر عن إرادة الشعب اللبناني، وهو حتماً لم ينطق:

لا باسم الإمام موسى الصدر الذي قال: «كونوا فدائيين إذا التقيتم العدو الإسرائيلي، واستعملوا أظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعاً لأنّ إسرائيل شرّ مطلق».

ولا باسم الشيخ راغب حرب صاحب مقولة «الموقف سلاح والمصافحة اعتراف».

ولا باسم السيد عباس الموسوي وشعاره: «احفظوا المقاومة».

ولا باسم الرئيس رشيد كرامي وقوله: «إنّ وحدة لبنان هي الأساس وما عداها استثناء».

ولا باسم انطون سعاده الذي قال: «اقضوا على الخيانة أينما وجدتموها».

ولا باسم الشهداء والاستشهاديين بلال فحص وحسن وأحمد قصير وخليل جرادي ونزيه قبرصلي وسناء محيدلي ووجدي الصايغ ونورما أبي حسان وخالد أزرق ولولا عبود وخالد علوان وابتسام حرب وميشال صليبا ومحمد قناعة وعماد مغنية وهادي نصرالله وآلاف الشهداء والجرحى والمُقعَدين واليتامى.

وهو أيضاً لم ينطق باسم الأسرى الذين واجهوا كلّ أشكال القهر والتعذيب في معتقلات العدو «الإسرائيلي» وعملائه.

ولم ينطق باسم المقاومة وجمهورها، وهي التي قدّمت وتقدّم التضحيات على امتداد مساحات الأمة، ولا باسم أيّ من اللبنانيين المؤمنين بالعداء لـ «إسرائيل».

لا نعرف باسم مَن تمّ النطق بهذا الحكم الجائر، بحق أبطال صانوا كرامة الوطن وعزته.

إنّ حكماً يُدين المقاومين على أفعال شريفة، يمنع على اللبنانيين حق الدفاع عن وطنهم، وحق مقاومة الاحتلال والعدوان، كي لا يواجهوا أحكاماً مماثلة.

إن حكماً جائراً كالذي صدر، يوصل رسالة خاطئة، بأن القضاء بالمرصاد لأصحاب الفعل المقاوم، وحامٍ للعمالة والخيانة العظمى!

إن حكماً كالذي صدر، يناقض وثيقة الوفاق الوطني التي تنصّ على أنّ العدو هو «إسرائيل».

وإننا نسأل، باسم مَن صدر هذا الحكم المستهجَن، وقد أنطوى على تحليل بإمكانية تحقيق السلم الأهلي تحت حراب العدو «الاسرائيلي» وبرعايته، وأورد واقعة الاجتياح «الاسرائيلي» في كلمتين، وكأنه سرد قصصي لا علاقة له بالملف الذي بُتّ فيه.

ولماذا كلّ هذه المغالطات والمخالفات الدستورية والقانونية الجسيمة؟

وباسم مَن هذه الخطيئة المميتة المقترفة بإدانة المقاومة لصالح العمالة والعملاء؟

إنّ إدانة الفعل المقاوم، وتبرئة أفعال العمالة والخيانة العظمى، لن تثني المقاومين عن التمسّك بحقهم في مقاومة العدو «الإسرائيلي» وعملائه، ومهما كُتب من أحكام، وأياً كان الحكم الذي كُتب، لصالح بعض السياسيين الطائفيين الصغار، علّهم يكسبون في مواسم الانتخابات على حساب كرامتهم وكرامة الوطن.

نحن نردّد دائماً مع معلمنا سعاده: «أنّ العبد الذليل لا يمثل أمة حرة لأنه يُذلّها».

وفي وجه الأحكام الجائرة نقول: «إنّ دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة».

نحن لن نتخلّى عن حق الصراع والمقاومة في مواجهة العدو وعملائه.

كرامة لبنان بحبيبه وعَلَمه وأبطاله المقاومين واستشهاديّيه.

وللمتخاذلين نقول: «لا ولن نرضى إلا حياة الأحرار».

عميد القضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى