رندة برّي: سنشهد خلال أشهر افتتاح متحف وطنيّ في صور

عُقد لقاء تشاوري في مركز باسل الأسد الثقافي «إبحار»، بدعوة من بلدية صور وبالتعاون مع «الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني ـ آثار جل»، برعاية رئيسة الجمعية رندة عاصي برّي وحضورها، كما حضر النائب عبد المجيد صالح، العقيد الركن ابراهيم حوري ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف ضاهر، قائمقام صور محمد جفال، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، ومسؤولون في «يونيفيل»، وممثّلو أحزاب وجمعيات اجتماعية وأهلية وكشفية ورياضية وتربوية.

ناقش اللقاء ورقة العمل الخاصة بإطلاق الحملة الوطنية لتنمية مدينة صور، والتي تتضمّن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج إلى التطوير الملحّ. كما تناول أبرز المشاريع التي تنفّذ من قبل وزارات الدولة وبرامج خارجية والتي تعاني من تباطؤ غير مبرّر يعيق طموح أهل المدينة لخدمات سليمة ومستدامة، وذلك بهدف تحويل مدنية صور نحو السياحة الثقافية بكل مندرجاتها وأن تصبح مَعْلماً ثقافياً وسياحياً واقتصادياً بامتياز على شاطئ البحر المتوسط.

ووُضعت الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الأولويات والإضاءة على التحديات الأساسية التي تواجهها المدينة وأهلها، تمهيداً لبلورتها ضمن مشاريع واقتراحات لعرضها لاحقاً على الوزراء المعنيّين والمؤسسات الدولية المانحة، من أجل تبنّي هذه المشاريع والاقتراحات وتنفيذها لتطوير البنى التحتية والخدمات السياحية والثقافية وتطوير اقتصاد المدينة.

بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدّث دبوق الذي أكد على دور صور، وقال: أردنا أن يكون هذا اللقاء لقاءً تشاورياً تشاركياً، إيماناً منّا بأهمية دوركم وبقدراتكم على المشاركة برفع المدينة واقتصادها إلى الأمام فكرياً ومعنوياً ومادياً.

وأضاف: إنّ صور شهدت في السنوات الاخيرة إقبالاً مميّزاً وتزايداً انعكس بشكل رئيس زيادة في أعداد الزوّار المحليين والأجانب، ما ساهم بشكل مباشر في تطوير المدينة باتجاه السياحة والثقافة والخدمات المتخصّصة، بحيث شكّل هذا النشاط الاقتصادي إضافة إلى النشاطات الاقتصادية الأخرى، مكوّناً رئيساً في إنعاش المدينة وتطوّرها، وفي تأمين فرص عمل متعدّدة، ما ساهم إيجابياً في تقليل نسبة البطالة، وتعزيز الأمن الاجتماعي.

وعرض بدوي بعض مشاريع التعاون مع «الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني».

أما النائب صالح فأثنى على جهود برّي والجمعية، ودورها في النهوض بالجنوب وخاصة مدينة صور.

ثمّ تحدّث برّي فتطرّقت إلى دور مدينة صور التاريخي والحاضر، وقالت: تتميّز مدينة صور بتنوّعها الاجتماعي والديني وانفتاحها على جميع مكوّنات البلد، والتزام أبنائها الأصول الأخلاقية والضيافة، بحيث أضحت هذه الصفات ميزة أهالي صور الذين يعتبرونها بمثابة الروح لجسد المدينة. وبالتالي يضيف موقع صور الجغرافي مواصفات بيئية جيدة وقابلة للتطوير مع قربها من حزام أخضر يظلّلها، وتنوّع في الفصول. أما هذا التعاون بين بلدية صور و«الجمعية اللبنانية الوطنية للحفاظ على آثار الجنوب اللبناني وتراثه ـ آثار جل»، هو ورقة عمل تتضمّن أبرز التشريعات والبنى التحتية والخدمات العامة التي تحتاج إلى تطوير. كما تناولت أبرز المشاريع التي تنفّذ من قبل وزارات الدولة وبرامج خارجية والتي تعاني من تباطؤ غير مبرّر يعيق طموح أهالي المدينة لخدمات سليمة ومستدامة. وسوف توضع هذه الورقة بمتناول ممثلي هيئات وفاعليات المدينة والجوار لمناقشتها وترتيب الاولويات والاضاءة على التحدّيات الاساسية التي تجابهها المدينة وأهاليها تمهيداً لعرضها على الوزراء المعنيّين والقيّمين على تنفيذ مشاريع وخدمات وبرمجة التنفيذ لضمان التزام المؤسّسات والشركاء بها كونها خارطة طريق تحظى بدعم أعلى الهيئات السياسية في لبنان.

وأضافت: اليوم، وبعد سنوات طويلة، لن أعدّد مشاريع جمعية «آثار جل». ولكن من أجل حقّ الأعضاء والمؤرّخين والأدباء والفنانين وأمثال الدكتور معين حمزة والدكتور أنطوان خوري حرب، كنا نجتمع حينها تحت القصف في بيروت ونجتمع من أجل إعداد مشاريع وتنفّذ هذه المشاريع، كمثل أول كتاب توثيق عن أهمّ المعالم الأثرية في الجنوب اللبناني أنجز في الثمانينات، قبل تأسيس الجمعية الوطنية، كان الهدف بالتعاون مع منظمة «يونيسكو» من أجل حماية آثار صور، حيث كنّا نطلب تزويدنا بخرائط المدينة الأثرية وعلى كل المستويات لنراقب مدى تدمير العدو «الإسرائيلي» لمواقع صور الأثرية ومحيطها.

وتابعت: إن الكتاب صدر عن أهمّ المعالم الأثرية في الجنوب اللبناني واستعنّا يومها بقوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني وهم كانوا الاساس في ذلك عبر طوافات، ولولاهم لما كان تم هذا المسح وهذا الاحصاء. كل ذلك كانت الجمعية ترجع بطلباتها إلى الرئيس نبيه بري وهو الذي بواسطته مع الجيش وقوات الطوارئ الدولية كان يرسل إليهما ليتم هذا العمل.

وأشارت إلى أنّ الكتاب أنجز بثلاثة لغات: العربية والإنكليزية والفرنسية. وصدر منه أكثر من عشرة آلاف نسخة لمكتبات العالم ولبنان والجامعات والمدارس حيث كنّا نستعمل هذا الكتاب كهدية بِاسم لبنان والجنوب.

وأكّدت ضرورة إنشاء المتحف الوطني في صور، وقالت: رفضنا أن يكون هناك في لبنان موقع وحيد أو نقطة واحدة للعودة للتعرّف إلى حضارة لبنان وتدريب وتعليم الأجيال والتسهيل للسائحين والزوّار وحتى للباحثين الذين يأتون إلى المواقع الأثرية… يأتون إلى موقع واحد، جميع طلاب لبنان من عكار والجبل والبقاع والجنوب وطرابلس وصيدا، وهي نقطة واحدة المتحف الوطني ببيروت. المخازن ممتلئة. لماذا لا تظهر؟ لماذا لا تستفيد وزارات السياحة والثقافة والمالية من هذه الامكانيات وتضعها في تصرف المواطنين والسياح؟

وأضافت: يجب أن يكون في كل مدينة أو قضاء متحف. وبالنسبة إلينا، لصور أهمية كبيرة، على غرار الدول العربية والأجنبية حيث تتواجد في كل دولة عشرات المتاحف. فلماذا لا يكون في لبنان متاحف في المدن والأقضية؟

ولفتت إلى أنها عندما زارت مصر وجدت أن فيها 75 متحفاً. وقالت: كنت أطالب منذ ذلك الوقت الرئيس أن يصدر قانوناً من أجل إنشاء هذا المتحف، لكن تبيّن بعد ذلك ألا نحتاج بالضرورة إلى قانون بل نستطيع أن نخرجه بقانون من مجلس الوزراء. هكذا كان وهكذا سعى الرئيس برّي وهكذا استخرج القرار مع وزير الثقافة وبالتالي ستنعم صور بمشروع المتحف الوطني لأنها ستستطيع أن تُبرز هويتها التاريخية وأن تحافظ على الحضارات من مقدرات تاريخية وحاضرية وتراثية. فنحن حافظنا على هذه المعالم الأثرية والتراثية التي هي ملك التراث العالمي وليس ملك القطعة او المساحة الجغرافية التي تملكها، سواء كان على مستوى الدولة او المجتمع. نحن مؤتمنون على كل ما سبقنا من إنجازات ومقدرات.

وأعلنت برّي أنه في الأشهر المقبلة من السنة المقبلة، سيشهد لبنان افتتاح هذا المتحف الوطني في صور، الذي تستحقّه صور كما الجنوب.

وقالت: هذا اللقاء التشاوري اليوم لا يتوقف عند فكرة الآثار بل يتوقف عند البيئة والبنى التحية والآثار والتنمية المستدامة للبشر.

وأضافت: ارتأينا أن نقدم إمكاناتنا كمجتمع مدني بالتعاون مع جمعيات ومؤسّسات المجتمع المدني وأندية في المدينة أولاً، ومع من يحب أن يساهم من خارج المدينة.

وختمت: المطلوب أن نعيد التزامنا ونحدّد اختياراتنا ونوظف قدراتنا من أجل تحصين هذه المدينة لأجل ناسها وأهلها وأجيالها لتستمر بدعم هذا الدور. وبالتالي علينا أن نطوّر دور المدينة لتكون قدوة كما كانت للبنان وللمناطق الأخرى وللعالم.

ثم تحدّث كلّ من الدكتور معين حمزة والدكتور أنطوان خوري حرب وعلي اسماعيل، عن أهمية هذا اللقاء الذي ينهض بمدينة صور وأهلها، ما يعطي دفعاً اقتصادياً كبيراً وعلى المستويات كافة.

واختُتم اللقاء بمداخلات لممثلي الجمعيات والأهلية والمؤسّسات والأندية الكشفية والثقافية والرياضية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى