نصرالله: السعودية حرّضت إسرائيل لخوض حرب… ولا نعترف باستقالة الحكومة الناشف: نؤيد الرئيسين عون وبري في إدارة أزمة الاستقالة… والأولوية للاستقرار

كتب المحرّر السياسي

خسر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجولة الفاصلة التي أرادها مقدّمة لتوليه العرش، بالتزامن بين ضربته الداخلية التي استهدفت ثلاثي الأمراء ورجال الدين ورجال الأعمال، وتقديم الورقة اللبنانية كمساحة استثمار للحرب الأميركية «الإسرائيلية» على حزب الله، من بوابة الاستقالة المفخخة لرئيس الحكومة سعد الحريري.

أراد بن سلمان وفقاً لما نصح به مستشاروه من بلاك ووتر، الشركة الأميركية التي أناط بها حملة تسويقه لتولي العرش وقيادة الخطوات التمهيدية نحو الهدف، أن يكسب تغطية دولية وإقليمية لتسلّمه العرش بتقديم طائفة لبنانية وازنة يمثلها رئيس الحكومة كقوة جاهزة بإمرة السعودية لخوض الشق المحلي من الحرب على حزب الله، فينال التصفيق الأميركي «الإسرائيلي»، ففشل أربع مرات، أولاً لأن طائفة رئيس الحكومة تيقنت من تعرّض زعميها لمكيدة الاحتجاز، وثانياً لأن تعامل الشركاء اللبنانيين ومَن يفترض أنهم الخصوم كان أخوياً ومسؤولاً ووطنياً، وتلاقى الجميع على أولوية استعادة رئيس الحكومة من سجنه، وثالثاً لأن «الإسرائيلي» الذي يحرّض على الحروب ويعِد بخوضها، عندما يصل إلى ساعة الصفر يقيم حساباته الدقيقة من موقع مصلحته أولاً وأخيراً، فتراجع وتريّث، وخرج تقدير الموقف النهائي كما صاغته جيروزاليم بوست في افتتاحيتها، «المهم الآن أن نستفيد من الأزمة بكل وجوهها، لكن دون التورّط في حرب لا تعرف نتائجها، فالوضع على الحدود الشمالية يزداد تعقيداً وسوءاً والتطورات لا تعمل لصالحنا».

أما الفشل الرابع فكان حيث ظنّ بن سلمان أنه الربح الأول، فالأميركي الذي منح الضوء الأخضر لكل خطوات بن سلمان وقبض لقاء ذلك مالاً وفيراً وتطبيعاً مهيناً للسعودية مع «إسرائيل»، علّق بلسان وزير خارجيته، كما فعل الفرنسي بلسان رئيس جمهوريته، وكما تحدّث الرئيس المصري، وتحدثت القنوات التلفزيونية «الإسرائيلية»، بما يسمح بفهم أن الرئيس سعد الحريري ليس في وضع طبيعي، وبالتالي أن اللعبة السعودية بالحديث عن الاستقالة الطوعية، محاطة بأسئلة يصعب الجواب عليها، رغم كثرة المتحدّثين عن الدعوة للتعامل مع الاستقالة كحدث وقع وانتهى. وأبسط الأسئلة هي لماذا تعذّر على الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لقاء الحريري؟ ولماذا تعذّر على الخارجية الأميركية الجواب عن سؤال حول مكان لقاء القائم بالأعمال الأميركي بالحريري؟ ولماذا لا يتحدث الحريري عبر هاتفه كأي مواطن طبيعي؟ ولماذا لا يغرّد كم كان عادة وينشر الصور؟ ولماذا يحتجب عن الأحاديث مع الإعلام وهو محور الحدث، فلم تستطع القنوات العالمية الكبرى الوصول إليه، ولمن يعتبر حزب الله عنواناً لحربه، تلك فرصة لا تفوّت، أن يخرج رئيس الحكومة اللبنانية ليشرح مضامين الحرب وأسبابها، وألف سؤال وسؤال بلا جواب.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يذهب للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فيتنام على هامش قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ، وتروج مصادر مقرّبة من الأميركيين أن تفاهماً حول سورية قيد النضوج، ومحمد بن سلمان ينتظر قرار حرب أميركية أو «إسرائيلية» بلا طائل.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي تحدّث مطوّلاً عن المشهد اللبناني والإقليمي والدولي من بوابة الحرب السعودية على لبنان، كشف عن معلومات مؤكدة بأن السعوديين حرضوا «إسرائيل» على شن حرب على لبنان، محذراً «الإسرائيليين» من اي حماقة تنتهي حيث لا يرغبون، مؤكداً على اليقين بأن الرئيس الحريري محتجز في السعودية، وأن هذه هي القضية وليست الإستقالة التي تعتبر غير موجودة في ظل الإكراه ولا قيمة للحديث عنها. والتعامل مع الحكومة على أساس أنها قائمة وكاملة الشرعية الدستورية حتى عودة الحريري إلى لبنان، ولو عاد وقال مضمونها، فعلى الأقل نرفع الإهانة عن كرامتنا الوطنية التي تتمثل باحتجاز رئيس حكومة لبنان.

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أعلن في بيان تأييده مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وإدارتهما أزمة الاستقالة، مؤكداً أن الأولوية تبقى لحماية الاستقرار.

الناشف: التماسك الوطني يسرّع إنهاء الأزمة

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن تعامل لبنان الرسمي مع الاستقالة المفاجئة التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري من خارج لبنان، هو تعامل دولة مسؤول، ونحن نؤيد المنهجية التي اعتمدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقاربة هذا الحدث، كما ونثمّن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتكامل والتوافق التامين بين الرئاستين الأولى والثانية على المتابعة والمعالجة، بما يحقق مصلحة وكرامة لبنان واللبنانيين.

وشدّد الناشف في بيان على أهمية حماية الاستقرار والسلم الأهلي وتعزيز الوحدة الداخلية، بوصفها أولويات وطنية، تحصّن لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، بمواجهة التحديات التي تواجهه، وفي مقدمها التحدي الذي يمثله العدو الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرف.

وقال: نعوّل على دور وسائل الاعلام، التي تشكل منبراً للحق والحقيقة، بأن تواكب الموقف الرسمي اللبناني، وتلعب دوراً حاسماً في عملية التحصين، وفضح ما يُحاك للبنان من مؤامرات تحت ذرائع وحجج واهية. وأهاب الناشف باللبنانيين أن يتضامنوا في ما بينهم، وأن يشكلوا بوحدتهم ولحمتهم تحصيناً للموقف اللبناني الرسمي، في الدفاع عن السيادة والكرامة في هذه اللحظة الوطنية.

وشدّد على ضرورة عدم الأخذ بالإشاعات والتصدّي لكل ما يُحاك ضد لبنان، مؤكداً أن تماسك اللبنانيين، والتفافهم حول دولتهم، يساهم في تسريع الخروج من هذه الأزمة.

ورأى رئيس الحزب القومي أن المطلوب الآن، هو إعادة الرئيس الحريري وعودته، لأن بقاءه خارج لبنان، يشكل مساً بالكرامة الوطنية اللبنانية، وإننا واثقون بأن هذا المطلب هو مطلب اللبنانيين جميعاً، وهو فوق الخلافات والتباينات السياسية الداخلية.

نصرالله: الاستقالة غير شرعية

مع مرور الأسبوع الأول على اعتقال السلطات السعودية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ظهر واضحاً بأن القضية أكبر من تصفية حسابات مالية وسياسية وشخصية مع الحريري، بل تأتي خطوة إقالته واعتقاله في سياق مخطط سعودي كبير بالتنسيق مع «إسرائيل» بدأ بالحرب الدبلوماسية والسياسية والمالية والاقتصادية ويصل حد التلويح بحرب عسكرية لفرض واقع جديد في المنطقة انطلاقاً من تغيير المعادلة في لبنان بعد توالي الهزائم السعودية الأميركية «الإسرائيلية» في المنطقة.

وتحاول المملكة تحت شعار خضوع الحريري للتحقيق كمواطنٍ سعودي في قضايا فساد وارتباطه ببعض الأمراء المحتجزين، اقتناص فرصة الأيام المحدودة التي تستطيع فيها إبقاء الحريري قيد الاعتقال قبل إذعانها للضغوط الدولية المتصاعدة، لفرض شروطها على إيران وحزب الله، شروط نقلها أكثر من مسؤول عربي وغربي إلى المسؤولين اللبنانيين تتعلق بإعادة تصويب التسوية الرئاسية التي لم تعد تشبع الرغبات السعودية وفضلت الذهاب الى «الطلاق المبكر» وفضّ الشراكة بين ركنَيْ العهد عون والحريري بعد أن لمست خديعة «معتقلها السياسي» الذي أقنعها العام الماضي بهذه التسوية التي لم تعُد بالنسبة للسعودية سوى تغطية لسلاح حزب الله وقتاله في سورية وتوسّعه في المنطقة.

وجاءت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، بمناسبة أربعين الإمام الحسين و«يوم الشهيد» بالحرفية نفسها في إطار إدارة معركة ذكية بدأت بخطابه الأحد الماضي واستكملها بخطاب أمس إزاء التعاطي مع الصورة الداخلية وتداعياتها.

وجزم السيد نصرالله بأن الرئيس الحريري محتجز في السعودية، وفُرِضت عليه الاستقالة، وما كُتب في بيانها، معلناً أن حزب الله يعتبر الاستقالة غير قانونية وغير دستورية وغير شرعية وحصلت بالإكراه، وبالتالي «الحكومة هي دستورية وقانونية وليست تصريف أعمال»، موضحاً بأن «الحكومة لا تستطيع أن تجتمع، لكن هي ليست مستقيلة، ومن غير مقبول الحديث عن استشارات نيابية جديدة، وهذه رغبة الأدوات والمتآمرين».

واستمر السيد نصرالله بشحن مساعي التهدئة الداخلية بعناصر قوة محلية وتحشيد الدولة وعلى رأسها رئيسَيْ الجمهورية العماد ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري في إطار وحدة الموقف الرسمي والسياسي والوطني والشعبي والأهلي الذي يحتضن قضية الحريري والمظلومية التي يواجهها وجمهور الحريري وتياره السياسي الى حدّ تأييده البيان الذي صدر أمس الأول عن المكتب السياسي وكتلة «المستقبل» ما يُعدّ خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين «التيار» و«الحزب».

وقال نصر الله «نحن في حزب الله نعتبر أن إهانة رئيس الحكومة اللبنانية هي إهانة لكل لبناني حتى لو كنا نختلف في السياسة».

السعودية حرّضت «إسرائيل» على ضرب لبنان

أما البُعد السعودي في الخطاب، فلم يقابل السيد نصرالله التهديدات السعودية للبنان بالتهديد ولم يتوعّد، لكنه تعاطى مع التهديدات بحنكة وبراعة وبالحجة والدليل ووضع أصبعه على المرامي السعودية خلف خطوة الاستقالة، لا سيما ضرب التماسك الوطني الداخلي وكشف النيات السعودية الخبيثة المبيتة للبنان، لكنه قلل من قدرتها على شنّ حربٍ على لبنان، غير أن الأخطر هو ما كشفه السيد بأن السعودية حرّضت «إسرائيل» على ضرب لبنان وأنها أبدت استعدادها لتغطية تكاليف الحرب، وربط ذلك بما كتبته الصحافة «الإسرائيلية» عن تورّط سعودي بعدوان تموز. لكنه استبعد الحرب «الإسرائيلية»، مشيراً الى أن «لا فرضيات لوجود حرب «إسرائيلية» وكل المعطيات لا تدلّ على ذلك، مع أن هناك ضغوطات سعودية، لكن العدو يعلم أن هناك كلفة غالية جداً جداً لهذه الحرب، مؤكداً أن الصهاينة حذرون جداً من شنّ حرب».

وفي سياق ذلك، أوضح الخبير الأمني والعسكري «الإسرائيلي»، آموس هاريل في مقاله في صحيفة «هآرتس» أن «السعودية تدفع إسرائيل لتنفيذ عمل قذر في لبنان»، وحذّر «إسرائيل من الانجرار إلى مواجهة عسكرية سابقة لأوانها».

لا تنازل في اليمن

وأجرى السيد نصرالله مقارنة بين النفوذ الإيراني والنفوذ السعودي في لبنان، بحيث إن إيران لم تستثمر هذا النفوذ بعكس ما تفعل السعودية، معلناً استعداده لاستدلال السعودية للنيل من حزب الله شرط تحييد الشعب والدولة من مرمى الاستهداف. أما إذا كان الحنق والغضب السعودي من وجود حزب الله في مواجهة المشروع الأميركي السعودي في المنطقة، فألمح السيد نصرالله إلى إمكانية إخلاء هذه الساحات في وقت قريب إذا تطلّبت الضرورات العملياتية في الميدان، مع دخول الحرب في سورية مرحلتها الأخيرة ولفظ تنظيم «داعش» أنفاسه الأخيرة ووضع الحرب في العراق على طريق النهاية، لكنه حسم مسألة الهدنة الإعلامية والسياسية مع المملكة في اليمن بأن لا تنازل في هذا العنوان الذي يشكل مظلومية تاريخية لا مثيل لها. وهذا بيت القصيد السعودي.

وردّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، على خطاب السيد نصرالله مدعياً أن «حزب الله يشارك في أنشطة إجرامية مثل تجارة المخدرات وغسيل الأموال. وهو مسؤول عن تهريب الأسلحة إلى البحرين».

الحريري لن يعود والأزمة قد تطول

مصادر مطلعة أشارت لـ «البناء» إلى أنه مع اعتبار رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي والسيد نصر الله استقالة رئيس الحكومة غير شرعية وقانونية وشرعية، تكون الدولة اللبنانية قد ردّت كرة النار الى «المملكة» وكل مَن يدعو الى قبولها متّهم بالتآمر على لبنان، مؤكدة أن «الحكومة قائمة حتى إشعار آخر والوضع معلق على عودة الحريري ليأتي ويعلن الاستقالة رسمياً من لبنان ويقول ما قاله في البيان ليبنى على الشيء مقتضاه».

وأكدت المصادر أن «السعودية لن تسمح للحريري بالعودة الى لبنان في المدى المنظور، لا سيما في ظل غضب عائلة الحريري وتياره وجمهوره من الممارسات السعودية، إذ تخشى المملكة في حال عودته إلى بيروت أن يتراجع عن استقالته وبيان الاستقالة، ما يفضح المؤامرة السعودية».

وتوقعت المصادر أن «يطول أمد الأزمة، لأن المطلوب استمرار منظومة الضغط على لبنان وحزب الله وتحميله مسؤولية الأزمة». لكن لاحظت المصادر تراجعاً نسبياً في الصخب والتهويل السعودي بعد الموقفين الأميركي و«الإسرائيلي» اللذين شكّلا صفعة في الصميم للمملكة.

تمسّك أميركي فرنسي بالشراكة مع الحريري

وقد وصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الحريري بالشريك القوي للولايات المتحدة، وحذّر من استخدام لبنان لخوض «نزاعات بالوكالة» بعد الأزمة الناجمة عن استقالة من السعودية السبت الماضي. وقد كان لافتاً عدم ذكره كلمة «رئيس الحكومة المستقيل» ما يفسّر باللغة الدبلوماسية أنه عدم اعتراف بالاستقالة. وقد نقلت معلومات أن «المفوض السامي في لبنان» ثامر السبهان عقد اجتماعاً موسّعاً في البيت الأبيض وشملت المحادثات لبنان.

وبرز موقف أميركي آخر عبّر عنه قائد وحدة جنوب غربي آسيا في القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية جيفري هريجيان من دبي دعا فيه «الى حلول دبلوماسية تنهي التوتر المحيط بلبنان، لا خوض حرب».

الخارجية الفرنسية: الحريري حرّ!

واعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان أن «رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الموجود حالياً في السعودية، حرّ في تنقلاته، وأنه من المهم أن يقوم بنفسه بخياراته»، غير أن عدم سماح ولي العهد محمد بن سلمان للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء الحريري خلال زيارته الى السعودية، يخالف ذلك، بل يُعدّ مؤشراً على غياب أي حل أو مخرجٍ في الأفق للإفراج عن رئيس الحكومة اللبنانية وبالتالي فشل الوساطة الفرنسية. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه حيال الأزمة في لبنان وحذر من نزاع في المنطقة قد تنجم عنه عواقب مأسوية.

سفراء الدعم: ندعم الوحدة والاستقرار

وقد بدا من خلال بيان سفراء مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن، أن مظلة الاستقرار السياسي والأمني الدولية لم تنزع عن لبنان، حيث أعربوا بعد اجتماعهم مع رئيس الجمهورية في بعبدا عن قلقهم المستمر حول الوضع والغموض السائد في لبنان. وناشدوا إبقاء لبنان محمياً من التوترات في المنطقة. وأشادوا بقيادة الرئيس عون في الدعوة إلى الهدوء والوحدة. ورحبوا بالخطوات المتخذة لاحتواء الأزمة السياسية ولحماية وحدة البلد واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه.

وأعرب رئيس الجمهورية أمام السفراء عن قلقه لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري، مطالباً بضرورة جلاء هذه الظروف، ومذكراً بالاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها.

وأشارت معلومات «البناء» أن «عون أبلغ السفراء بأنه سينتظر أسبوعاً قبل حمل الملف الى المجتمع الدولي لا سيما إلى مجلس الأمن لطلب المساعدة». ونقلت مصادر بعبدا أن الرئيس عون أنهى المشاورات الدبلوماسية وسينصرف اليوم لتقييم كل الاتصالات التي أجراها هذا الأسبوع وسيتابع الاتصالات مع المعنيين، وعندما يجد ضرورة لمخاطبة اللبنانيين سيفعل».

مصر: نرفض الحلول العسكرية

وكرّرت الرئاسة المصرية أمس، موقفها الرافض للحرب في لبنان، في تعارضٍ واضح مع السياسة السعودية في لبنان والمنطقة، وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، «أننا نرفض خيار الحرب في الأزمة اللبنانية»، مشدّداً على أن «أي تطور يحدث، فإن مصر موقفها ثابت ضد أي حلول عسكرية، وهي مع السلام والحوار ومائدة التسوية السلمية لأي نزاع أو سوء فهم». وجزم راضي في تصريح أن «مصر تدعم الجيوش الوطنية النظامية، ولا تلتفت إلى أية ميليشيات مسلّحة، وهي مع وحدة الأوطان وسيادتها على أراضيها، وليست مع التقسيم».

عرض سعودي مفخّخ

وأبلغ عون القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري خلال لقائه به في بعبدا، أن طريقة استقالة رئيس الحكومة غير مقبولة مطالباً بعودة الحريري، غير أن البخاري حمل اقتراحاً من دولته طرحه على عون بأن يزور وزير الخارجية جبران باسيل الحريري في السعودية، وقالت أوساط دبلوماسية بأن «السعودية ترى في الاقتراح حلاً موضوعياً لإنهاء أزمة الاستقالة»، غير أن أوساط بعبدا ووزارة الخارجية رفضت التعليق على العرض، وأشارت مصادر «البناء» الى أن «العرض السعودي مفخّخ وساقط ومرفوض بل زاد الشكوك حول وجود مكيدة تدبّرها السعودية للحريري وللبنان». وأبدت المصادر خشيتها على مصير الحريري، مؤكّدة تمسك الدولة بكل أركانها وقياداتها بعودة الحريري أولاً ومن ثم تبحث الأمور الاخرى».

جنبلاط يعاتب «المملكة»: لم نعد أصدقاء

وقد كثّف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أمس، من تصريحاته وتغريداته معاتباً المملكة إزاء سلوكها ضد لبنان، وقال في حديث الى وكالة «رويترز»: «المحزن حقاً أن تعامل السعودية لبنان بهذا النحو، بعدما كنا أصدقاء لعقود»، مضيفاً: «لبنان لا يستحق اتهام السعودية له بشنّ حرب عليها».

واتبع جنبلاط بتغريدة أخرى، قال فيها: «كم يشعر لبنان واللبنانيون بالوحدة واليتم في هذا الوقت، لكون المملكة السعودية غاضبة عليهم وعلى ابنها وابن لبنان البار سعد رفيق الحريري».

وقال في تغريدة أخرى: «في أوقات الأزمات أهم شيء التحلي بالصبر والهدوء والصمت وإدلاء الرأي عند الضرورة، آخذين بعين الاعتبار أن كثيراً من المعطيات نجهلها».

خطف مواطن سعودي في كسروان

وفي حدثٍ لافت في التوقيت، تعرّض سائح سعودي يدعى، علي البشراوي، للاختطاف في منطقة كسروان مساء الخميس الماضي، حيث تلقت زوجته اتصالاً من الخاطفين، الذين طالبوا بمليون دولار لإطلاق سراحه.

وبيّنت السفارة السعودية في لبنان أنها «تواصلت مع السلطات الأمنية على أعلى المستويات للإفراج عنه من دون قيد أو شرط في أقرب فرصة ممكنة». وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، أنه أجرى اتصالات سريعة بمختلف الأجهزة الأمنية لمتابعة مصيره. واعتبر أنّ العبث بالأمن والاستقرار في لبنان خطّ أحمر ممنوع تجاوزه، والأجهزة الأمنية مستنفرة للحيلولة دون أيّ محاولة لاستغلال الظرف السياسي الحالي من أيّ جهة ولأيّ سبب، لتعكير صفو الأمن وتعريض سلامة اللبنانيين والرعايا العرب والأجانب للخطر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى